عقد السفير الفلسطيني لدى طهران، صلاح الزواوي، مؤتمراً في وكالة أنباء التقريب حضرته وسائل إعلام محلية وأجنبية لاستعراض آخر تطورات الأوضاع في فلسطين وموضوع صفقة القرن.

واستهل السفير الفلسطيني كلامه متقدماً بالشكر لسماحة قائد الثورة الإسلامية، المسؤولين الحكوميين، سماحة الشيخ الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

وأوضح أن الأمة الإسلامية الموحدة تعرضت لتفكيك الدولة التي كانت تجمع المسلمين، بصرف النظر عما وصلت إليه تلك الدولة عام 1924 م. ونتيجة لسقوطها تقسمت إلى قرابة 60 دولة إسلامية أو تحمل راية الإسلام.

واعتبر أن العدد جيد ولكن الوحدة أهم، مشيراً إلى تعدد الدول الإسلامية في الأندلس عندما كانت الدول الإسلامية هناك تتحالف مع الدول الأجنبية ضد بعضها، وكانت النتيجة أن الأندلس أصبحت لنا ذكريات ومتاحف نتذكرها الآن بحزن شديد.

وقال: هناك الآن تحالف أمريكي مع الصهيونية العالمية، استهدف أمرين، لم يكتفِ بتمزيق الكيان الإسلامي وتحول الدولة إلى دول كثيرة، سواء في اتفاق سايكس بيكو الذي قسم فلسطين والمنطقة وجعل مناطق منها تحت استعمار دول أخرى.

وتابع: الهدف الأكبر لهما هو على مرحلتين، الأولى إقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين وقد تحقق ذلك مع الأسف وهذه قاعدة أوجدها الغرب من أجل السيطرة على هذه المنطقة الإسلامية وعدم العودة إلى إيجاد كيان موحد لنا إطلاقا.

الآن قامت دولة الكيان الصهيوني في فلسطين، ونحن الآن نعيش المرحلة الثانية من الهدف الثاني، والتي هي إقامة إسرائيل الكبرى في المنطقة والتي تشمل نصف سيناء وأراضٍ وسط العراق وحتى ثلث السعودية وتشمل المدينة المنورة، بالإضافة إلى سوريا والأردن ولبنان.

وأكد أن علاقة فلسطين بالثورة الإسلامية تعود إلى ما قبل انتصارها، وقال: "بعض قادة الثورة الإسلامية دُرِبوا في معسكراتنا وبعضهم استشهد".

وشدد على أن الإمام الخميني رهن اتمام استقلال إيران باستقلال فلسطين، وأضاف: الإمام لم ينتصر ويسقط الشاه فقط، بل أهدانا أمة لأن النظام الإسلامي القائم يرتكز على عمودين هما الوحدة الإسلامية وتحرير القدس.

وتابع: "علاقتنا بالنظام ليست سياسية أو دبلوماسية بل هي رابطة مبادئ، وإن للشعب الفلسطيني حصة في هذا النظام لأن قضية فلسطين هي قضيته".

وأكد أن قائد الثورة الإسلامية هو الأمين على الوحدة الإسلامية وقضية فلسطين.

وطالب الزواوي بتحسين العلاقات بين إيران والدول العربية والإسلامية وتفعيل الدبلوماسية الإيرانية، معتبراً ان سياسة أمريكا والكيان الصهيوني هي التفرقة بين إيران وجيرانها.

ورأى أن سبب عدم اعتداء ترامب على إيران رغم القواعد الأمريكية المحيطة بإيران هو قلق ترامب من رد إيران على الكيان الصهيوني وتدمير القواعد الأمريكية في المنطقة.

 

الأمريكان لا يريدون السلام

 واعتبر أن الأمريكان لا يريدون السلام أو إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وقال إن اتفاقية أوسلو ذاتها كانت كذبة لأن الجانب المقابل لم يكن ليسمح بقيام الدولة الفلسطينية، وقيامها مجرد حلم يقظة.

وتابع عند توقيع الاتفاقية كان عدد المستوطنين 100 ألف يعيشون في مجموعة مستوطنات، لكنهم أصبحوا اليوم قرابة مليون مستوطن يعيشون في أكثر من 200 مستوطنة، وهذا يعني أن الاستيطان استمر منذ توقيع أوسلو، وبالتالي الحديث عن السلام والمفاوضات كذب.

وأشار إلى أن المفاوضات مع هذا العدو غير مفيدة، لأنه جاء إلى المنطقة من أجل السيطرة عليها وعلى دولها وفرض قوته على هذه الدول، وهذا ما قاد إلى التطبيع الجاري الآن بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية.

وأشار إلى أن كل أسرة فلسطينية لديها شهيد أو جريح، أو معتقل أو معوق و"الشعب الفلسطيني هو شعب الشهداء".

واعتبر أن واشنطن هي عاصمة الصهيونية العالمية، وقد قدمت أخيراً القدم هدية للصهيونية العالمية.

ودعا الزواوي إلى تعزيز العلاقات الإقليمية بين إيران وجيرانها مشيراً إلى فتوى الأزهر باعتبار المذهب الشيعي، المذهب الإسلامي الخامس. وقال: للسنة الشيعة نفس الإيمان والقرآن والنبي.