نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف ولولي الأمر في غيبته ذكرى الولادة الميمونة لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام التي أشرق الكون بنور ولادتها في العشرين من جمادى الثانية في العام الخامس من بعثة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شاء الله تعالى بعد أكثر من ألف وثلاثمائة عام أن يولد في نفس اليوم حفيدُها السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الذي أعلن يوم ولادة الزهراء عليها السلام يوماً عالمياً للمرأة قائلاً: "إذا كان لا بدّ من يوم للمرأة فأيّ يوم أسمى وأكثر من يوم مولد فاطمة الزهراء عليها السلام المرأة التي هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز".

 

الإنسان الكامل:

وتحدّث الإمام الراحل قدس سره عن شخصيّة الصدّيقة الكبرى بأنّها: "امرأة تضاهي جميع الرجال، امرأة هي مثال الإنسان.. امرأة جسَّدت الهويّة الإنسانيّة الكاملة"، وأشار الإمام قدس سره إلى تكوين نطفة السيدة الزهراء عليها السلام من شجرة الجنّة طوبى ممّا يجعلها حوراء من عالم الملكوت بقوله: "لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانيّة، امرأة ملكوتيّة، كانت إنساناً بتمام الكلمة.. نسخة إنسانيّة كاملة".

 

خصال الزهراء عليها السلام:

وأكدَّ الإمام الخميني قدس سره على الخصال الحميدة التي كانت في سيدة نساء العالمين والتي أشار إليها بدل تعدادها بقوله: "إنّها المرأة التي تتحلّى بجميع خصال الأنبياء".

 

أمّ الأئمة:

ويشير الإمام قدس سره في كلماته إلى دور السيدة الزهراء عليها السلام في تربية أبنائها العظام صلوات الله عليها وعليهم حيث يقول: "ربَّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى عالم الأفلاك، ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبَّوأت مركز شعاع نور العظمة الإلهيّة ودار تربية خيرة ولد آدم".

 

أمّ أبيها:

وأشار الإمام الخميني قدس سره إلى صور تبجيل النبي لها صلوات الله عليهما وآلهما سواء بالفعل أم بالقول فكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت عليه قام إليها فقبَّلها ورحَّب بها، وأخذ بيدها، وأجلسها في مجلسه، وكان يأخذ بيدها ويقول: "من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة منّي، هي قلبي وروحي التي بين جنبيَّ من آذاها فقد آذاني"، ويعلّق الإمام قدس سره على هذا التبجيل بقوله: "التاريخ الإسلامي شاهد لتبجيل رسول الله الزائد بالنسبة إلى هذه المولودة الشريفة ليُبَيِّن أنّ للمرأة عظمة خاصّة في المجتمع حيث لو لم تكن أفضل من الرجال فإنّها ليست أقلّ مكانة منهم".

فسلام الله على أبيها سيد بني البشر وآله الأطهار وعليها سيدة نساء العالمين وعلى حفيدها الأغر المولود يوم ولادتها الممهِّد باسمها لدولة حفيدها الأعظم المطهِّر للأرض من الظلم والعدوان الذي ناهضته في حياتها ليشقّ الحقّ دربه في تاريخ الإنسانيّة ليظهر في دولة آل محمّد زاهراً بنور الزهراء.