أمّا نحن وشعبنا المجيد ـ المتشبع بالقرآن والإسلام ـ فنفخر أنّنا أتباع مذهب يهدف لإنقاذ الحقائق القرآنية ـ الفيّاضة بالنداء بالوحدة بين المسلمين، بل بين البشر أجمعين ـ من حالة الاقتصار على المقابر والمدافن، وتحقيق الانطلاق لها ـ باعتبارها أعظم وصفة منجية ـ لتحرير البشر من كل ما يكبل أيديهم وأرجلهم وقلوبهم وعقولهم ويجرّهم نحو الفناء والضياع والرقّ والعبودية للطواغيت. ونفخر أننا أتباع مذهب أسّسه ـ بأمر الله ـ رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) هذا العبد المتحرر من جميع القيود والمكلف بتحرير بني الإنسان من أشكال الأغلال وأنواع الاسترقاق.

نفخر أن كتاب نهج البلاغة الذي هو أعظم دستور بعد القرآن، للحياة المادية والمعنوية، وأسمى كتاب لتحرير البشر، والممثل بتعاليمه المعنوية والحكمية أرقى نهج للنجاة ـ هو من إمامنا المعصوم، ونفخر أن الأئمة المعصومين (عليهم آلاف التحية والسلام) بدءاً بعلي بن أبي طالب وانتهاءً بمنقذ البشرية، الإمام المهدي صاحب الزمان ـ الحيّ الناظر على الأمور بقدرة الله القادر ـ هم أئمتنا.

ونفخر أن الأدعية الخلاّقة التي تسمى بالقرآن الصاعد، هي من أئمتنا المعصومين، نفخر بمناجاة أئمتنا الشعبانية ودعاء الحسين بن علي (ع) في عرفات، والصحيفة السجادية (زبور آل محمد)، والصحيفة الفاطمية الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضية.

ونفخر أن باقر العلوم أسمى علم في التاريخ، ذا المنزلة الخفية على غير الله ورسوله(ص) والأئمة المعصومين(عليهم السلام) هو من أئمتنا.

ونفخر أن مذهبنا جعفري وان ـ وهو البحر اللامتناهي ـ واحد من آثاره (ع)؛ نحن فخورون بجميع الأئمة المعصومين (عليهم صلوات الله) ملتزمون بالسير على نهجهم، نحن فخورون أن أئمتنا المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) تحملوا ـ ومن أجل تطبيق القرآن الكريم بكل أبعاده بما في ذلك تشكيل الحكومة الإسلامية ـ السجن والنفي، حتى استشهدوا في النهاية وهم يعملون على إسقاط الحكومات الجائرة وطواغيت زمانهم. واليوم .. نحن فخورون أننا نسعى لتحقيق أهداف القرآن والسنة، وان مختلف الشرائح من شعبنا منهمكة في هذا الطريق المصيري العظيم، غير مبالية بتقديم الأرواح والأموال والأعزاء في سبيل الله تعالى.