بسم الله الرحمن الرحيم‏

 إنا لله وإنا إليه راجعون‏

 حينما يكون منطق القرآن؛ (إنا لله وإنا إليه راجعون) ومسيرة الإسلام تقرّ بأن الشهادة هي الهدف في هذا المسير، وأولياء الله عليهم السلام ورثوا الشهادة، وشبابنا الملتزمون طلبوا وما زالوا يطلبون أن يدعى لهم بالشهادة، عمد الحاقدون العاجزون عن كل شي‏ء إلى القيام بعمليات اغتيال بشعة. بماذا يخيفوننا؟ إن أمريكا تخادع نفسها في أن تستطيع بثّ الرعب في قلوب أبناء الشعب- الذين هم جنود القرآن- منع مواصلة السير في طريق الحق، وتوجد نوعاً من التراجع عن الجهاد المقدس في طريق الله. غير مدركة بأن الخوف من الموت يتسم به من جعل الدنيا لنفسه دار قرار، وقد غفل عن الدار الأبدية والقرب من الرحمة الإلهية. لشد ما عميت قلوب هؤلاء إذ لا يبصرون المشاهد الملحمية لشعبنا العزيز والشجاع في كل حالة استشهاد وما بعدها وهي تتجلّى لأعينهم. (صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون).

 إنهم يعرفون أنه مضت ألف وثلاثمائة عام على ملحمة كربلاء، لكن دماء شهدائنا تغلي وشعبنا يسطّر الملاحم. سماحة حجة الإسلام المفكر المحترم الشيخ مفتّح واثنان من حرس الإسلام الأعزاء رحمة الله عليهم نالوا الشهادة، والتحقوا بالرفيق الأعلى، وخلقوا ملحمة في قلب شعبنا وشبّاننا الواعين، وزادوا من حرارة جذوة نهضتنا الإسلامية، وأعطوا ثورة الشعب زخماً مضاعفاً. أسأل الله أن يقبلهم في جوار رحمته الواسعة، ويرفدهم بنور عظمته. كنا نأمل أن تتم الاستفادة من معرفة الأستاذ المحترم ومن لسانه وعلمه في طريق الإسلام ودفع عجلة الثورة؛ ونأمل أن نستفيد من شهادة أمثال هؤلاء. أبارك لرجال الإسلام الأبطال هؤلاء استشهادهم، وأقدم في الوقت نفسه تعازيَّ لذويهم وشعب الإسلام. والسلام على شهداء طريق الحق.

المكان: قم‏

 المناسبة: شهادة الشيخ محمد مفتح‏

 المخاطب: الشعب الإيراني المسلم

 المصدر:‏ صحيفة الإمام، ج‏11، ص: 260

 التاريخ: 27 آذر 1358هـ. ش/ 28 محرم 1400 هـ.ق‏