كلمات مضيئة [46] ـ «الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه، والجنة مأواه. 

 

«الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه، والجنة مأواه. 

 

والدنيا جنة الكافر، والقبر سجنه، والنار مأواه». ([1])

 

أما كون الدنيا سجن المؤمن فلأن المؤمن الذي هو من أهل المعرفة يشتاق للعمل والسير والسلوك نحو العوالم المعنوية والروحانية، ولكن ارتباطه بالدنيا ومشاكلها وبالدرجة الأولى ارتباطه بجسده الذي من عالم المادة يمنعه من السير نحو الملأ الأعلى، فلذلك يكون أسيراً له ومسجوناً فيه. 

 

أما كون القبر حصناً وقلعةً وملجأً له فلأن القبر يريحه من المشكلات والمصائب التي كانت تعترضه في الدنيا سواء المشكلات النفسية التي منشأوها الرغبات والميول الشهوانية أم غيرها. 

 

أما كون الجنة مأواه ومنزله فلأنها هي المأوى النهائي للمؤمن. 

 

أما الكافر فإن الدنيا جنته. 

 

فالكافر سواء كان متنعماً في الدنيا أم لا فإن الدنيا بالقياس الى ما سوف يلاقيه ويواجهه في الآخرة من المشقات والعذاب الذي ينتظره أهون عليه وأسهل كثيراً ولذلك فهي جنة بالنسبة للصعوبات وعذاب الآخرة. 

 

وأما كون القبر سجناً للكافر فلأنه يسأل ويحاسب في القبر ويتعرض للصعوبات والمشقات الكبيرة فيه. 

 

وأما النار فهي مأواه لأنها هي المصير الذي سينتهي إليه في الآخرة. 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

     [1] ـ الخصال / باب الثلاثة / ح 74 .