التجريد من الإنسانيّة يُعبّد الطريق أمام ارتكاب المجازر
التاريخ: 09-12-2023
تقرير يُلقي الضوء على الأسباب والدوافع التي تجعل جنود الكيان الصهيوني الغاصب يقتلون الآلاف من أهالي مدينة غزّة وأطفالها دون أن تهتزّ ضمائرهم وكيف أنّ شعورهم بكونهم العرق المتفوّق وتجريد الطرف المقابل لهم من الإنسانيّة يُسهّل عليهم ارتكاب هذه الجرائم.
كيف يقتل الكيان الصهيوني الآلاف من أهالي مدينة غزّة دون أن يهتزّ ضميره؟
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريراً يُلقي الضوء على الأسباب والدوافع التي تجعل جنود الكيان الصهيوني الغاصب يقتلون الآلاف من أهالي مدينة غزّة وأطفالها دون أن تهتزّ ضمائرهم وكيف أنّ شعورهم بكونهم العرق المتفوّق وتجريد الطرف المقابل لهم من الإنسانيّة يُسهّل عليهم ارتكاب هذه الجرائم.
«نواجه في غزّة حيوانات تتظاهر بالإنسانيّة وسنعاملهم كما الحيوانات! سوف نحاصر غزّة بأكملها، ولن يكون هناك ماءٌ ولا طعام، كما سنمنع الكهرباء والغاز». كان هذا جانباً من تصريحات وزير الحرب في الكيان الصهيوني، يوآف غالانت، بعد يومين من عمليّة «طوفان الأقصى». وقد علّق المتحدّث باسم حركة المقاومة الإسلاميّة «حماس» حازم قاسم، على هذه التصريحات بالقول: «أثبتت تصريحات غالانت أنّه يتفوّق على السلوك النازي، وهذه التصريحات تعرض المنهج العنصري والوقح للصهاينة».
ينتقد الكاتب الأمريكي-المصري مصطفى بايومي سياسة تجريد الفلسطينيّين من إنسانيّتهم وتبرير قتلهم، الأمر الذي تجلّى في تصريحات غالانت. يقول: «اسمحوا لنا بأن نكون واضحين: لغة غالانت ليست لغة ردع بل لغة إبادة للأجيال. كيف يمكن الدفاع عن مثل هذه اللغة والسياسة القائمة على العقاب الجماعي لجميع سكّان قطاع غزّة؟ إسرائيل اليوم تلجأ إلى عنف غير مسبوق، مع الاعتماد على فكر التجريد من الإنسانيّة، ضدّ أناس عُزّل».
یمكن وضع تصریحات غالانت في التاسع من أكتوبر عن الفلسطينيّين في إطار سياسة «إبادة الإنسان الفلسطينيّ»، كما ينبغي عرضها أمام الرأي العام العالمي. فعندما يشكّك الرأي العام في قتل هؤلاء البشر بأفظع الأساليب، لن يقتصر الأمر على ألّا يشعروا بالألم تجاه ارتكاب المجازر بحقّ هؤلاء الأفراد، بل سيرّحبون بهذا أيضاً!
في هذا الشأن، يقول المحلّل والصحفي اللبناني فيدل سبيتي: «عندما تشبّه عدوّك بحيوان يشبه الإنسان، فإنّك تُسقط عنه صفة الإنسانيّة في واقع الأمر، ما يجعل الجنود الذين يواجهون هذا العدو لا يشعرون بذرّة من تأنيب الضمير عندما يقتلون عسكريّيه ومدنيّيه. وعندما تجعل الطرف المقابل في مكانة أحقر من الإنسان، تبعث بهذه الرسالة للرأي العام بأن موته فضلاً عن أنّه غير مؤلم مفيدٌ للبشريّة أيضاً».
يبذل الكيان الصهيوني عبر إستراتيجيّة «تجريد الفلسطينيّين من الإنسانيّة» أقصى جهوده من أجل إضفاء الشرعيّة على جرائمه في غزّة، وجعل الرأي العام العالمي يؤيّده في ارتكاب هذه الجرائم أو يلتزم الصّمت على الأقل، لكن انطلاق المسيرات الضخمة ضدّ تل أبيب ودعماً لفلسطين في غالبية نقاط العالم ومنذ بدأت الهجمات الشاملة للصهاينة على قطاع غزّة يشكّل شاهداً على إخفاق «تجريد الفلسطينيّين من الإنسانيّة» على مستوى العالم.
ويقول الباحث الفرنسي إيكولاس ماريوت في هذا الصّدد: «إنّ ما يلعب دوراً رئيسيّاً وأساسيّاً في أيّ نوع من أنواع المجازر الجمعيّة أو الإبادة هو تجريد الطرف المقابل من الإنسانيّة. في هذه العمليّة، يُقلّل الجلّادون من شأن ومنزلة ضحاياهم ويرونهم أدنى من الإنسان حتى يتمكّنوا من تطهيرهم عرقيّاً».
تنشر الباحثة في الشؤون التاريخيّة في جامعة «جورج تاون» الأمريكيّة سمر سعيد مقالة تشير فيه إلى أهداف منهجيّة «تجريد الفلسطينيّين من الإنسانيّة». تقول: «الهدف الرئيسي والأساسي من مشروع تجريد الفلسطينيّين من الإنسانيّة هو تبرير إبادة الأجيال في غزّة، وتقديم حماس على أنّها السبب وراء معاناة وآلام الشعب الفلسطيني في هذا القطاع». وتُكمل الحديث عن دعم وسائل الإعلام الغربيّة لسياسة الصهاينة الرامية إلى «التجريد من الإنسانيّة»: «لا تُبرّئ وسائل الإعلام هذه إسرائيل من أيّ مسؤوليّة تجاه الجرائم التي ترتكبها فحسب بل تُقدّمها أيضاً كضحيّة. إنّهم من أجل إنجاح سياسة تجريد الفلسطينيّين من الإنسانيّة لا يشيرون أبداً إلى مقاومة الشعب الفلسطيني قوّةً استعماريّةً تملك السلاح النووي أيضاً».
إنّ مقارنة الشعب الفلسطيني العظيم وتشبيهه في حسابات شبكات التواصل التابعة للصهاينة بالحيوان يمثّل جانباً من اعتقادهم ومنهجهم القائم على تجريد هذا الشعب من إنسانيّته. یجب عدم نسيان كون «التجريد من الإنسانيّة» منهجاً سائداً لديهم. لقد بذل الكيان أقصى جهوده من أجل تقديم الفلسطينيّين بدائيين، فلجأ إلى الوسائل المتاحة والإعلاميّة على وجه الخصوص. الصهاينة يجعلون هذا مسار إستراتيجيّتهم من أجل إضفاء الشرعيّة على إبادة الفلسطينيّين. لهذا، أشار الإمام الخامنئي خلال جولته في معرض إنجازات القوّة الجو-فضائيّة في «حرس الثورة الإسلاميّة» إلى عنصريّة الصهاينة وداعميهم وشدّد بالقول: «يرى الصهاينة أنفسهم عرقاً متفوّقاً ويعدّون آحاد البشريّة من عرق منحط وهذا ما يجعلهم لا يشعرون بتأنيب الضمير عندما يقتلون آلافاً من الأطفال».
تُباد أجيال الفلسطينيّين وتُرتكب العشرات من الجرائم الأخرى بحقّهم، تحت ذريعة الصهاينة أنهم العرق المتفوّق. ولا بدّ هنا من التفكير في إمكانيّة عقد معاهدة سلام والعيش مع غير الصهاينة بوصف الواحد منهم حقيراً ومجرّداً من الإنسانيّة، وهل هو مستعدّ للحوار مع الآخرين؟
الوسوم:
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية