قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله القائمين على المؤتمر الدولي للعلامة الطباطبائي، أن إحدى السمات الفريدة للسيد الطباطبائي هي الجهاد الفكري في خضم غزو الأفكار المستوردة والأجنبية، في خضم الغزو بما لهذه الكلمة من معنى .

 

وتابع سماحته في كلمته هذه التي ألقيت في 8 نوفمبر خلال اجتماعه بمنظمي مؤتمر العلامة الطباطبائي الدولي وقرأت اليوم في الملتقى الذي عقد بمدينة قم المقدسة، تابع قائلا : ربما من لم يفهم تلك الأوقات، لا ينتبه لما كان عليه الوضع في البيئة الشبابية والفكرية في البلاد في ذلك اليوم ، كان هناك غزو بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ من الأفكار المستوردة مثل الماركسية، والتشكيك في العديد من المجالات؛ وفي خضم هذه الأحداث، استطاع المرحوم السيد الطباطبائي (ره) أن يخلق قاعدة فكرية قوية ذات تكوين تهاجمي.

 

وأضاف آية الله الخامنئي: المرحوم العلامة الطباطبائي... نادر حقا من حيث المعرفة... فهو فقيه، أصولي، فيلسوف، لديه باع طويل في العرفان النظري، وهو منجم وعالم رياضيات، وهو عالم بارز في تفسير القرآن والعلوم القرآنية، وهو شاعر، وهو كاتب، وهو شخص ماهر ونشط في علم الأنساب، أي يلاحظ الناس فيه تنوع علمي غريب، الآن، على سبيل المثال، قلت الرياضيات والنجوم؛ وأنتم تعلمون أنه هو الذي رسم مخطط المدرسة الحجتية الحالية؛ يعني أنه مهندس معماري بكل معنى الكلمة ومعماري كامل.

 

وتابع قائلا : تربيته للطلاب أيضا أمر غريب، وهذه من مواهب أي عالم؛ لدينا من العلماء من يربي الطلاب، ويكون طلابه كثيرين؛ المرحوم السيد الطباطبائي هو من هذا القبيل، تربيته لفلاسفة مثل الشهيد مطهري، الشهيد بهشتي، المرحوم العلامة مصباح وغيرهم، ومثل بعض العظماء الموجودين اليوم، تعليم أمثال هؤلاء والذين استفادوا من دروس المرحوم السيد الطباطبائي، لا أعرف شخصا يماثله في هذا المجال ... لقد أحيا الفلسفة وربى فلاسفة حقا .

 

واستطرد قائد الثورة بالقول: غالبًية طلاب العلامة الطباطبائي كانوا من بين اللاعبين الذين لعبوا دورا كبيرا في الثورة الإسلامية. في مجلس خبراء القيادة الذي تولى كتابة الدستور، كان هناك عدد كبير من طلاب المرحوم السيد الطباطبائي.

 

وأضاف: سواء في مجلس الخبراء أو قبل مجلس الخبراء في تلك المجموعة التي كتبت الدستور، كان من بينهم المرحوم الشيخ مطهري، وهؤلاء هم من تلامذة المرحوم السيد الطباطبائي.

 

وتابع: بعض أشهر شهداء الثورة الإسلامية هم تلاميذ السيد الطباطبائي؛ الشهيد مطهري هو تلميذه، الشهيد بهشتي هو تلميذه، الشهيد قدوسي هو تلميذه، الشهيد الشيخ علي حيدري نهاوندي هو تلميذه.

 

وقال قائد الثورة: المرحوم العلامة الطباطبائي، في مجال التعاليم التوحيدية والمفاهيم العرشية التي وصل إليها في ذهنه، لم يولّد أفكارا فحسب؛ لقد تحققت تلك الحقائق والمعارف في نفسه الكريمة وقلبه الكريم، وعمل بما أدرك . حلمه، وتواضعه نابع من تحقق المعارف السامية في نفسه. ثقف نفسه، واستطاع أن يرتقي ويرفع نفسه فوق هذه المستويات الإنسانية والمعرفية الرفيعة؛ ولهذا كان بين الناس، لكنه مع الله.