أول الحديث استعادة الذاكرة بشأن المأساة الكبرى التي حلّت باغتصاب فلسطين وزرع الغدة السرطانية الصهيونية فيها. لا توجد بين الجرائم البشرية في العصور القريبة من عصرنا الراهن جريمة بهذا الحجم وبهذه الشدّة. اغتصاب بلد وتشريد أهله تماماً من بيوتهم  وأرض آبائهم وأجدادهم، كل ذلك بأبشع أنواع القتل وإهلاك الحرث والنسل، ثم استمرار هذا الظلم التاريخي لعشرات السنين. وهذا حقاً رقم قياسي جديد من الوحشية والتشيطن على الساحة البشرية.

العامل والمجرم الأساسي في هذه المأساة هي البلدان الغربية وسياساتها الشيطانية؛ فحين عمدت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى إلى تقسيم منطقة غرب آسيا -أي القسم الآسيوي من الأرض الخاضعة للحكومة العثمانية- باعتبارها من أهم غنائم الحرب في مؤتمر باريس، كانوا بحاجة إلى قاعدة آمنة في قلب هذه المنطقة لضمان المزيد من هيمنتهم المستمرّة عليها. قبل ذلك بسنوات مهّدت بريطانيا لذلك بمشروع بالفور وبالتعاون مع أرباب الأموال اليهود استحدثت بدعة أُطلق عليها اسم الصهيونية لتقوم بهذا الدور، ثم توفرت الأجواء للتنفيذ.

 

كامل الخطاب