إن الدرس الذي يعلّمنا إياه يوم الأربعين هو وجوب إحياء ذكر وحقيقة الشهادة في مواجهة السيل الإعلامي للأعداء.

 

وإن أهميّة الأربعين تكمن بالأساس في أن ذكر النهضة قد خُلّد إلى الأبد وتجذّر في هذا اليوم بتدبير إلهي وحكمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

 

فلو أن زينب الكبرى عليها السلام والإمام السّجّاد عليه السلام لم يُبادرا على امتداد أيام السبي سواء في عصر عاشوراء في كربلاء أو الأيام التي أمضياها في الطريق إلى الكوفة والشام أو في الشام نفسها وما تلا ذلك في مرورهما بكربلاء ومن ثمّ التوجه إلى المدينة وبالتالي السنوات المتمادية التي بقيا فيها على قيد الحياة إلى الجهاد وبيان الحقائق والكشف عنها ولم يقوما ببيان حقيقة فلسفة عاشوراء وهدف الحسين بن علي‏ عليه السلام في ثورته وجور الأعداء، لم تبق واقعة عاشوراء حيّة متفاعلة متوهجة حتى يومنا هذا.

 

كان جهاد زينب عليها السلام وجهاد السجاد عليه السلام وسائر الطاهرين صعباً ومريراً، وبالطبع لم يكن ميدانهم عسكرياً بل إعلامياً وثقافياً، وعلينا الانتباه إلى هذا الأمر.