مرّت مسألة الحجاب، شأنها شأن سائر الظواهر الاجتماعيّة، بنقاشات وتحوّلات مُختلفة في إيران خلال العقود القليلة الماضية. ظهرت في العصر الحالي، مع وجود وسائل التّواصل الجديدة، تحوّلات قيميّة وأخرى عُرفيّة واسعة في إثرها؛ بحيث برزت دراسات جديدة في مقابل الدّراسة الإسلاميّة؛

 

ومن هذا المُنطلق، لا بدّ من تبيين القراءة الإسلاميّة للحجاب وإظهار نموذج المرأة المُحجبة في ظلّ وجود هذه القراءات المُختلفة. يسعى هذا البحث، وعبر الأسلوب الكيفيّ في تحليل المُحتوى والمضمون، إلى تحليل شبكة مضامين الحجاب والعفاف في المنظومة الفكريّة للإمام الخامنئي. برز في هذا التّحليل ثلاثة مضامين شاملة للقراءة "الرمزيّة-الثّوريّة" وهي: "بناء الشّخصيّة على أساس العفّة"، "رأس المال السياسي والدّيني الرّمزي"، "ثوريّة اللباس الدّيني". وفق هذه القراءة، يُعتبر الحجاب، بوصفه فئة دينيّة ورمزًا ثقافيًّا واجتماعيًّا، العلامة الأكثر وضوحًا لهويّة المرأة المُسلمة على السّاحة الوطنيّة والدّوليّة؛ ومن ناحية أخرى، يلعب الحجاب، باعتباره وسيلة تواصل، دورًا رمزيًّا في مجال التّفاعل الذهني. أشارت هذه القراءة، إضافة إلى تأكيدها ضرورة الحفاظ على عفّة وحجاب المرأة في المجالات الاجتماعيّة، إلى أهميّة السّتر وجوانبه الرّمزيّة كرمز للمقاومة والنّضال السياسي والاجتماعي للمرأة الإيرانيّة.

 

النص الكامل للمقال