كلمات مضيئة [38] ـ من وصايا الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لهشام: يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر..

 

«يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر، كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله»([1]).

 

الإنسان بشكل طبيعي وغريزي يميل نحو المظاهر الدنيوية الخادعة ولذّاتها من قبيل الثروة والمقام... ولذلك ورد التحذير عن ذلك في الروايات الدينية بألسنة وخطابات مختلفة. 

 

وفي هذه الرواية جاء تشبيه الدنيا بالماء المالح حيث إنّ العطشان كلّما شرب منه ليس فقط لا يرتوي بل يزداد عطشاً إلى أن يتلف ويموت.

 

إنّ الاهتمام بالشهوات الدنيوية ومظاهرها يجعل الإنسان أحرص وأشوق للإكثار منها إلى أن ينتهي به الأمر بسبب الإسراف فيها إلى الهلاك (لأنّ أغناهم فيها أحوجهم إليها).

 

ولذلك فإنّ أكبر رأس مال للإنسان هو القناعة الموجبة للعزّة وغنى النفس. بينما الإنسان الذي يزداد تعلّقه وطلبه بالأمور الدنيوية يكون خاسراً.

 

على أنّ الأمور الدنيوية المذمومة هي التي يسعى الإنسان من خلالها لأجل اللّذة الشخصية فقط. وأما إذا كان الهدف من الإستفادة من المواهب الطبيعية خدمة الناس والقيام بالتكليف والوظائف الملقاة على عاتقه فهذا ليس من الدنيا المذمومة.

 

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

     [1] ـ تحف العقول، صفحة: 396.