مقارنة الثورة الإسلاميّة في إيران مع بعض الثورات المهمّة في العالم من وجهة نظر قائد الثورة الإسلاميّة

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقتطفات من كلمات يُجري فيها الإمام الخامنئي مقارنة بين الثورة الإسلاميّة في إيران وبعض الثورات المهمّة في العالم من قبيل الثورتين الفرنسية والسوفييتية

 

تحدث الإمام الخامنئي في مراسم الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قده) عن بقاء الثورة الإسلامية في مسارها الصحيح رغم مرور الزمن مقابل انحراف عدد من الثورات الأخرى مثل الفرنسية والسوفييتية، وقال: «هاتان الثورتان، أي الفرنسيّة والسوفييتية، انتصرتا بالنّاس، فالنّاس هم مَن أوصلوهما إلى الانتصار. لكن بعدما انتصرت الثورة، صار النّاس بلا دور وعُمِل على استبعادهم. لم يستطع النّاس مع استمرار هذه الثورة التي أطلقوها بأجسادهم وأرواحهم وحضورهم في الشوارع أن تكون لهم مشاركتهم وحضورهم. ماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنّ هاتين الثورتين انحرفتا بسرعة عن مسارهما الشّعبي الأوّل... الثورة الإسلاميّة انتصرت بحضور النّاس وبأجسادهم وأرواحهم لكن لم يجرِ استبعاد النّاس» (04/06/2022).

 

مقتطفات من كلام قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، حول مقايسة بعض الثورات مع الثورة الإسلامية.

 

الثّورة الفرنسيّة

 

باسم الحريّة ولمراد نابليون!

 

ربّما كان هناك أربعة مثقّفين في الثورة الفرنسيّة يتحدّثون بهذه الطريقة (العقلانية). أمّا في ميدان العمل وعلى الأرض، فما لم يكن يُطرح هو قضية العقل والعقلانية والتوجّه إلى العقل. كلا، لم يكن هناك سوى قضية الحريّة، وتحديداً التحرّر من قيد الملكيّة والحكومة المستبدّة المهيمنة قروناً، أي حكومة الأسرة البوربونية[1] التي كانت مهيمنة على أركان حياة الناس كافة. لم يكن الأمر منحصراً في جهاز البلاط فحسب، بل كان كل واحد من أشراف ونبلاء فرنسا ملكاً. وما سمعتموه عن سجن الباستيل وسجنائه لم يقتصر على أيّام عدّة بل لعلّه بقي على حاله قروناً، أي كان الوضع مزرياً... إنّ الثورة الفرنسيّة الكبرى كانت، بأحد المعاني، ثورة فاشلة، فلم يمضِ على الثورة إحدى عشرة سنة أو اثنتا عشرة، حتى جاء إمبراطورٌ مقتدر كنابليون، ليصير ملكاً مطلق الصلاحيّات لم يتمتّع بسلطته حتّى الملوك الذين كانوا قبل لويس السادس عشر المقتول في الثورة!

 

13/11/2012

 

إخفاق الثّورة الفرنسيّة في الوصول إلى أهدافها

 

بعد عشرين سنة من الثورة الفرنسية الكبيرة - قرابة عام 1809 - الشيء الذي تغير عن مرحلة لويس السادس عشر هو شخص الملك فقط! في 1809، وصل إلى السلطة ملك اسمه نابليون بونابرت. كان إمبراطوراً وصاحب تاج يمارس الملك بكل ما للكلمة من معنى. لم يكن هناك أي مجال لآراء الناس والحريات التي عملت من أجلها الثورة الفرنسية في حياة نابليون وحكومته المطلقة. نعم، هناك فارق بين الاثنين هو أن لويس السادس عشر كان ملكاً فاقداً الأهلية، فيما كان نابليون ملكا قوياً ذا أهلية. إنّ ما يمكن لفرنسا اليوم أن ترى أنه من جملة مفاخر بونابرت هو تمكنه من فتح إيطاليا والنمسا وبلجيكا - هذه أعماله - وإلا فلم يبقَ لنابليون، بلحاظ المُثل العليا للثورة، أي افتخار بعد عشرين سنة منها، تلك الكلمات التي تحدث بها جان جاك روسو وفولتير والآخرون.

 

06/03/1999

 

تبدّل الثّورة الشّعبيّة الفرنسيّة إلى سلطنة ملكيّة

 

كانت الثورة الفرنسية ثورة شعبية بكل ما للكلمة من معنى، فالشعب في الواقع هو الذي حضر في الساحات كثورتنا، وكان القادة شعبيين 100% ويمتلكون أفكاراً جديدة ويسعون لتشكيل مجتمعٍ شعبيّ... لكنّ ذلك البلد الذي تحمّل تلك الخسائر كلها من أجل الثورة وتمكّن من تشكيل حكومة شعبية عاد مرّة أخرى وبسهولة ليصير سلطنة ملكية.

 

10/08/2011

 

الثّورة السّوفييتيّة

 

الحزب الشّيوعيّ حلّ بديلاً عن النّاس

 

إن الأهداف التي رسمها الاتحاد السوفييتي وهي أهدافٌ عقدية وأيديولوجية لم تتحقّق. ففي الأساس، ادُّعي أن حكومة روسيا حكومة شعبية جماهيرية اشتراكية، أي الحكومة شعبية جماهيرية وتقوم على أكتاف الناس وتلتزم تلبية احتياجاتهم، وقد نُقض هذا الأمر منذ السنوات الأولى. فلم تمرّ على 1917، التي هي سنة الثورة، خمس سنوات أو ست حتى تغيّر الطريق وحُذف الشعب من حسابات الحكومة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وصار الحزب الاشتراكي بأعضائه الذين يبلغون ملايين عدّة هو الحاكم، وكان يترأس ذاك الحزب أشخاص عدة في كلّ عهد... أيّ ضغوط مورست على هذا الشعب وأيّ قيود وُضعت وما المِحن التي مرّت عليهم؟... الثورة انحرفت منذ البداية كلياً - لا أنها لم تستمر - لأنّها لم تنفّذ وعودها الأولى.

 

10/08/2011

 

عودة الدّيكتاتوريّة

 

انظروا إلى الاتحاد السوفييتي في مرحلة ما بعد السنوات العشرين من «ثورة أكتوبر»، أي عام 1937. أنا وأمثالي يذكرون هذه الأحداث حين حكم الديكتاتور الظالم ستالين الاتحاد السوفييتي في تلك السنوات العشرين. أعدم ستالين مئات الآلاف بجرم مخالفة حكومته أو توهّم مخالفتها، وأبعد أضعاف هؤلاء إلى سيبيريا، وأُنزلت عليهم المصائب والبلايا، وأُعدم قادة الثورة كافة من الصف الأول على يد الذين ورثوها، أو هربوا وقُتل بعضهم في المنفى. إذا نظرتم إلى الاتحاد السوفييتي في 1937، فستجدون أنه كان يعيش أوج مرحلة الديكتاتورية المظلمة لستالين.

 

06/03/1999

 

استقلال أمريكا

 

جرائم كارثيّة خلال الثّورة الأمريكيّة

 

وقعت الثورة الأمريكية - ما يصطلح الإنكليز عليه بـ«تحرير أمريكا» - قبل الثورة الفرنسية بخمس سنوات تقريباً، أي قرابة 1782. بالطبع، لم تكن أمريكا في ذلك الزمن تزيد عن خمسة ملايين نسمة. نشأت تلك الحركة وأقيمت دولة ووصل إلى زمام السلطة شخصيات كجورج واشنطن المعروف، وغيره... بعد ذلك التحرّك الأوليّ عانى الشعب الأمريكي من المحن والحروب الأهلية الهائلة والمتعاقبة... في هذه الحرب، قُتل ما لا يقل عن مليون خلال أربع سنوات. بالتأكيد، لم يكن في ذلك الزمان إحصاءات دقيقة، فأولئك الذين كتبوا وتحدّثوا يقولون هذا. حتى وصل الأمر بالتدريج - بعد مئة عام - إلى استقلال أمريكا وحصلت تلك الدولة على استقرارها وتمكّنت من الاستمرار على تلك الوضعية السابقة. بالطبع إنّ قصص الجرائم التي وقعت والفجائع على يد أولئك الحكّام وأتباعهم وجيوشهم قصصٌ مؤلمة وطويلة وعجيبة: غزو الدول المجاورة، والاعتداء على السكّان الأصليين وهم من الهنود الحمر، واقتلاع القبائل الهندية وقمعها.

 

10/08/2011

 

ثورة الجزائر

 

الثّورة الإسلاميّة دون الحكومة الدّينيّة!

 

كانت الثورة في الجزائر ثورة إسلامية، ثورة مساجد وعلماء دين. لقد بدأت من المساجد والمدارس الدينية والحوزات العلمية - كما الحال في ثورتنا - لكن الحكومة الدينية لم تتحقق في الجزائر حتى ليوم واحد!

 

06/03/1999

 

ثورة الضبّاط الأحرار في مصر

 

تغيير الاتّجاه 180 درجة!

 

في مصر، كان أنور السادات من مساعدي جمال عبد الناصر ومن أولئك الذين صنعوا ذلك الانقلاب، أو بتعبيرهم «ثورة الضباط الأحرار». وفي الأساس، كانت حركة «الضباط الأحرار» في زمان عبد الناصر تحمل شعار نجاة فلسطين، ولكنّ عملهم وصل إلى أن يصالحوا من اغتصب فلسطين وأن يتآمروا على شعبها، ووصل بهم الأمر أخيراً إلى التعاون مع الصهاينة لمحاصرة فلسطين وغزّة وإبادة شعب فلسطين! أي انحرفوا عن ذلك التحرّك الابتدائي 180 درجة.

 

10/08/2011

 

ثورة السّودان

 

من عنصر ضدّ الغرب إلى أحد عملائه

 

في السودان... كان النُّميري ضابطاً ثورياً خلّص السودان في الواقع من يد الغرب لكنّه بالتدريج سار باتّجاه الغرب ليتحوّل إلى أحد عملائه، وأدّى ذلك إلى أن يقوم الثوريون اللاحقون، الذين تسلموا زمام الأمور في السودان، ضدّه ويخلّصوا البلد منه. فجعفر النُّميري الذي أجرى انقلاباً ضدّ حكومة غربية تحوّل بالتدريج من معادٍ للغرب إلى عنصر غربيّ يستخدمه الغرب ويعمل لمصلحته، فصار عميلاً له! كانت الحركات على هذا النحو. فالثورات لأسباب متعدّدة إمّا انحرفت منذ البداية وإما بعد ذلك بقليل.

 

10/08/2011

 

الصّحوة الإسلاميّة

 

تبديل الحركة العظيمة المعادية للاستكبار وللاستبداد إلى اقتتالٍ بين الإخوة

 

استطاع تيّار التّكفير أن يحرف حركة الصّحوة الإسلاميّة... غيّر تيّار التّكفير وجهة هذه الحركة العظيمة، المعادية للاستكبار ولأمريكا وللاستبداد، إلى حرب بين المسلمين واقتتال بين الإخوة. لقد كانت حدود فلسطين المحتلّة تمثّل الخطّ الأماميّ للنّضال في هذه المنطقة، فجاء هذا التيّار التّكفيريّ وحوّل هذا الخطّ الأماميّ إلى شوارع بغداد ومسجد سوريا الجامع ودمشق وشوارع باكستان والمدن المختلفة في سوريا، فصارت هذه الأماكن الخطّ الأماميّ للمواجهة!... لقد بدّلوا هذا التحرّك وجعلوه في خدمة أمريكا وإنكلترا والأجهزة المخابراتيّة لهذه الدّول و«الموساد» وأمثاله.

 

25/11/2014

 

الثّورة الإسلاميّة في إيران

 

الثّورة الإسلاميّة أهدت الحريّة إلى الشّعب الإيرانيّ

 

الذين قرؤوا تاريخ الثورات في العالم يعلمون أي فجائع خلقت الثورات الكبرى في البلدان التي وقعت فيها... سحقت حقوق الشعوب وعطلت الديمقراطيات وتجاهلت أصوات الناس تماماً. استطاعت الثورة الإسلامية منح الحرية لهذا الشعب وأخذه في أقصر مدة - حيّرت الدنيا - إلى صناديق الاقتراع وإشراكه في شؤون بلاده بالأسلوب نفسه الذي يحترمه العالم الحديث ولا يمكنه تسجيل أي مؤاخذة عليه، هذا بعد أن بقي هذا الشعب قروناً طويلة لا يعرف معنى التصويت والتدخل في شؤون البلاد. أقيمت هذه الانتخابات كلها في البلاد وشاركت الجماهير فيها دون خسائر أو مشكلات.

 

09/01/2003

 

العروة الوثقى للشّعب في الثّورة الإسلاميّة

 

الفرق بين هذا الشعب وثورته عن كثير من الشعوب التي ثارت هو أنه اعتصم بحبل متين: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} (البقرة، 256). «العروة الوثقى» هي أنكم تريدون القفز على هاوية أو العبور على حافة دقيقة جداً، ويكون هناك حبل متين تمسكون به. فإذا أمسكتم به، اطمأن بالكم وتأكدتم من أنكم لن تسقطوا؛ هذه هي «العروة الوثقى». {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} (البقرة، 256)؛ الكفر بالطاغوت والإيمان بالله. هذا ما كان شعبنا يمتلكه، ولذلك تخطى هذا المعبر دون همّ أو غمّ، وهو ما أدى إلى بقاء هذا التحرك العظيم بين جماهير الشعب... الثورات لا تبقى، وتُترك منقوصةً لانعدام الإيمان وفقدان تلك «العروة الوثقى». هذه الثورة بقيت بين شعبنا وازدادت حيوية يوماً بعد يوم، وأثبتت مزيداً من كفاءتها باستمرار.

 

17/02/2008

 

صمود الجيل الثّالث مع الثّورة

 

من الكلمات والطروحات التي اتخذها العدو محوراً في حربه النفسية قولهم إن جيل الثورة الثالث انفصل عن أفكار الثورة، ويُتبعون أحاديثهم بنسيج فلسفي كتلك الفلسفات الكاذبة والمُزيّفة التي يصنعونها لتبرير كلام وكاذب، حتى لا يتجرّأ أحد على أن يقول إن هذا الكلام خطأ. هُم يقولون إن حديثهم يستند إلى فلسفة! فما تلك الفلسفة؟ أن الجيل الثالث للثورات كافة أعرض عنها؟ يا له من كلام كاذب ومخطئ وفيه تهريج! حول أي ثورة تتحدثون؟ وقعت الثورة الفرنسية عام 1789 وليس الجيل الثالث الذي أعرض عنها ولا حتى الثاني، بل الجيل الأول هم الذين أعرضوا! بعد أربع سنوات أو خمس خاضوا حركة ضد الثوريين الأوائل، وأمسك الانقلابيون الجدد بزمام الأمور ثلاث سنوات أو أربعاً، وبعد أربع سنوات أخرى أو خمس انطلقت حركة أخرى ضدهم. ما إنْ حل عام 1802، حتى تغيرت صورة الثورة بالكامل، فتمكّن شخص نابليون [بونابرت] من الوصول إلى سدّة الحُكم ووضع تاج الملكية على رأسه، أي وصل الأمر بعد عشرة أعوام أو اثني عشر بالبلد الذي كافح ضد الملكية وأعدم لويس السادس عشر بالمقصلة إلى أن يأتي نابليون ويتوّج ويُعلن نفسه إمبراطوراً ويحكم سنوات ذلك البلد. استمرت هذه الحال ما يقارب ثمانين سنة تعاقبت خلالها الحكومات والعائلات الملكيّة المختلفة في حكم فرنسا وقد كانت تعيش حرباً مستمرة وهي غارقة بالابتذال والفساد، فلم تصل تلك الثورة إلى الجيل الثاني ناهيكم بالثالث، وذلك بسبب ضعف قواعد الثورة وأركانها. الآن بعد مضي قرنين يأتي بعض من لا حياء لهم فيضعون رتوشاً لتلك الرؤى التي عجزت في ذلك الوقت عن صيانة الثورة، ويقدمونها في عناوين برّاقة إلى الثوريين في إيران الذين تمكنوا من خوض أعظم ثورة قامت على أسس صلبة والمحافظة عليها قبالة العواصف أعواماً متمادية.

 

«ثورة أكتوبر» في روسيا لم تصل هي الأخرى إلى الجيل الثالث. لم تمضِ على انتصار الثورة ست سنوات أو سبع حتى وصلت الستالينية إلى سدّة الحكم، فحكم ستالين الذي يُشبّه به كل من يُراد وصمه بالعنجهية والغطرسة والتعسّف والابتعاد عن الإنسانية. هذا الصحيح لأن ستالين حقيقةً كان مظهراً لكل هذه الصفات السيئة. فتبدّلت الحكومة العُمّالية كما تُسمّى، وكانت قد أُقيمت من أجل الطبقات الضعيفة، إلى حكومة فردية استبدادية مطلقة! لم يكن ستالين يسمح حتى للحزب الشيوعي الذي كان الكل في الكل داخل النظام السوفييتي السابق باتخاذ القرارات في مجالات معينة. استمر ستالين في حكمه المُطلق بما كان عليه من سطوة وجبروت لثلاثين ونيّف من السنين، ولم يكن هناك من يتجرّأ على المعارضة. لعلكم سمعتم أعمال النّفي المروّعة. أول كتاب صدر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي يتطرّق إلى أوضاع الكبت السائدة في الاتحاد. لا أتذكر اسمه الآن، لكنه ترجم بكلا جُزأيه إلى الفارسية. قرأته وكان يتميز بحُسن التأليف ويفصّل أوضاع تلك المرحلة، علماً أنه يتطرق إلى ما بعد ستالين حين تغيّرت الأوضاع تغيّراً تاماً رغم استمرار النهج الاستبدادي. لذلك، لم تكن القضية قضية الجيل الثاني والثالث أو شيء من هذا القبيل، بل انتهى كل شيء منذ البداية.

 

أيّ فلسفة هذه وعلى أي ثورة يُمكن تطبيقها؟ وأي ثورة جرّبت تراجع جيلها الثالث عنها؟ كلّا! يتوقف ذلك على الفكر الذي تحمله تلك الثورة. فالثورة التي تستطيع إقناع الجيل الثاني أو الثالث أو حتى العاشر بما تتميز به من الأصالة والصحة ستكون خالدة. أفكار الثورة الإسلامية هي الأفكار التي تتميز بالخلود، فحُبّ العدالة والتحرّر والاستقلال ومقارعة التدخّل الأجنبي أمور لا يَعتريها الاندثار. إنها أفكار تتّصف بديمومة استقطابها الأجيالَ.

 

27/02/2001

 

خصوصيّتان استثنائيّتان للثّورة الإسلاميّة

 

سوف أتكلم على خصوصيتَين من الخصوصيات الاستثنائية لهذه الثورة، وكان لهما التأثير الأكبر في إبراز صورة هذه الثورة في العالم، فضلاً عن التأثير الأكبر في الانتصار وبقاء الثورة إسلامية في بلدنا. لا تزال هاتان الخصوصيتان بعد مرور بضع سنين سبباً في إنجاز تحولات أو كحدّ أدنى محاولات في أطراف العالم تقتدي بهذه الثورة وأن تكون في شعاعها. واحدة من هاتين الخصوصيتين كانت أنّ مبنى هذه الثورة هو القيم الدينية والأخلاقية والروحية، والخصوصية الثانية أنّ الثورة استمرت على أساس إرادة الشعب ومطلبه في تشكيل الحكم وإدارته، أي بعد انتصار الثورة لم تسلب أهمية دور الشعب منه، وبقي بعنوانه عنصراً من عناصر الثورة، فهاتان الخصوصيتان موجودتان في ثورتنا... لا توجد أي ثورة في العالم هكذا. هذا استثناء... ما نتيجة ذلك؟ النتيجة أنّ هذا النظام هو نظام مستحكم.

 

09/02/1990

 

لم يُسمح بنفوذ المستعمرين واستحالة الثّورة

 

إنَّ مقارنة الثورة الإسلامية بهذه الحالات من الانتفاضات والنهضات والصحوات والثورات في البلدان العربية لهي مقارنةٌ تحمل كثيراً من الدروس والعِبر. حتى تلك الحركات التي نجحت - على سبيل المثال بعض بلدان شمال أفريقيا استطاعت نيل استقلالها في كفاحها ضد فرنسا وأمثالها - هُضِمت وذابت بعد مدة قصيرة في ثقافة تلك الجهات الاستعمارية نفسها!

 

27/12/2017

 

كانت السيطرة على وكر التجسس الأمريكي خدمة عظيمة وقيّمة أُسديت إلى ثورتنا لأنّها قطعت آخر خيط كان يمكن أن يربط الثورة بأمريكا.

 

03/11/1993

 

استمرار النّاس في تأدية دورهم

 

القضية الأساسية في ثورتنا كانت أنّ دور الشعب لم ينتهِ بانتصار الثورة، وكان هذا بفضل حكمة إمامنا (الخميني) الجليل وعمق تفكير هذا الرجل الروحاني والإلهي الحكيم... بعد الثورة بخمسين يوماً حُدّد النظام السياسي للبلاد عن طريق الاستفتاء الشعبي... في القرنين الأخيرين اللذين هما قرنا الثورات العظمى لم يحدث في أيّ ثورة مثل هذا الأمر، أن يُحدّد خلال مدّة قصيرة نظام جديد عبر الشعب نفسه، لا عامل آخر.

 

12/10/2011

 

العامل المهمّ للقيادة الدّينيّة في الثّورة الإسلاميّة

 

ما لم يَسمح بوقوع مثل هذه الأحداث والفجائع [مثل أحداث الثورة الفرنسية الكبرى] حتى على نحو قليل أو بنسبة ضئيلة في ثورتنا هو وجود الإمام الخميني، ذاك القائد المتّبَع والنافذ والمُطاع عند الكلّ، هو الذي لم يسمح بذلك.

 

13/11/2012

 

أمّا نهضة الإمام الخميني، فلم تكن تعتمد على تشكيلات حزبية داخل البلاد. إنّما كان يخاطب ويوجّه عموم الجماهير، واستطاع طوال السنوات الأربع عشرة تلك أن يزرع في الأذهان بذور النهضة الإسلامية أولاً، وأن يوسّع مداها على صعيد الشعب ثانياً، فلفت إليها قلوب الشباب وأذهانهم وإيمانهم لكي يهيّئ الأرضية لقيام تلك الثورة الكبرى.

 

04/06/1999

 

الثّورة الإسلاميّة استثناء

 

الثورة الإسلامية كانت استثناءً، فقد كانت حركة ذات أهداف محدّدة، وإن كانت تلك الأهداف التي حُدّدت في بعض الأحيان كلّية واتّضحت بالتدريج وتبلورت وشُخّصت مصاديقها لكن أهدافها كانت واضحة. فالهدف كان الإسلام ومواجهة الاستكبار، وحفظ استقلال البلاد، وإرجاع الكرامة للإنسان، والدفاع عن المظلوم، والتطوّر، والسموّ العلمي والتقني والاقتصادي. هذه أهداف الثورة. عندما ينظر المرء في بيانات الإمام (رض) وفي الوثائق الأساسية للثورة، يرى أنّ تلك الأمور كلها لها جذورٌ في المصادر الإسلامية... لأوّل مرّة في تاريخ الثورات المختلفة في العالم تحقّقت ثورة سوف تعرض نفسها للعالم وسوف تستمرّ على كلمتها الأولى وأصولها وقيمها الأساسية بكلّ وجودها ودون توقّفٍ، وإن شاء الله، سوف تتوصّل إلى أهدافها النهائية.

 

10/08/2011

 

الثّورة الّتي لم تنحرف

 

في التحوّلات التي حدثت طوال القرنين الأخيرين وهي مرحلة الثورات الكبرى - كلّما أمعنتُ النظر، وأنتم طالعوا بأنفسكم لعلّكم تجدون موارد أخرى - لم أجد مورداً واحداً يشبه الثورة الإسلامية، إذ إن التحوّل الذي تحقّق في المرحلة الأولى استمر في المراحل والعهود أو العقود اللاحقة بالصورة والأهداف نفسها والمسار الذي بدأ نحو تلك الآمال والتطلّعات والتوجّهات. فإمّا أنّ تلك التغيّرات لم تدم كما حدث في الثورة البلشفية، وإمّا امتدّت عبر الزمن لكن على فترات طويلة مليئة بالمرارات والمِحن والمصاعب الهائلة، كما كانت حال الثورة الفرنسية الكبرى أو استقلال أمريكا، سواء عبّرنا عنها بالثورة أو أي شيء آخر. فالأهداف الأساسية قد تحقّقت في النهاية، لكن بعد تضحيات هائلة ولفاصل زمني طويل.

 

10/08/2011

 

[1] إحدى أهم السلالات التي حكمت في أوروبا، وينتمي إليها حاليّاً ملكا إسبانيا والسويد، وأول حاكم من هذه العائلة كان فيليب الخامس (1746)، حاكم إسبانيا (1700-1746)