أشار رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد احمد رضا بوردستان الى ضلوع السعودية في أحداث الشغب الأخيرة في البلاد وقال انه على النظام السعودي ان يعلم بان ايران تمارس ضبط النفس تجاهه إلا أن هنالك حدودا لذلك.

 

وقال العميد بوردستان في حوار خاص أجرته معه وكالة أنباء "فارس" في الإشارة إلى أن أميركا غيرت استراتيجيتها من الحرب الاستنزافية إلى حرب هجينة: إن أعمال الشغب الأخيرة، مثلما قال القائد العام للقوات المسلحة، هي جزء من حرب أميركا الهجينة ضدنا. انهم وبعد تنظيمهم وتجهيزهم أفرادا مندسين وتجنيدهم البعض داخل البلاد، وبهجوم إعلامي عنيف وموجه وبمساعدة بعض الفنانين المخدوعين ، قاموا بجلب بعض الشباب السذج والعاطفي إلى الميدان ووضعهم أمام القوات الأمنية. وبعد ذلك كان هؤلاء أنفسهم، أي المندسون، يشرعون بإشعال مواجهات وإحراق تدمير وفبركة عمليات قتل وعندما يشعرون بان الاشتباكات قد اشتدت، كانوا يغادرون المنطقة بسرعة ويذهبون إلى مكان آخر لإشعال أعمال شغب أخرى.

 

وأضاف: في الخطوة التالية ، قررت الدول الداعمة للفوضى عبر إدخال العناصر الإرهابية التكفيرية إشعال الفتن الإثنية والقبلية، أولاً في كردستان وسيستان وبلوشستان، ثم في خوزستان، إلا أن يقظة الأجهزة الاستخبارية لقوى الأمن الداخلي والأمن أفشلت مخططاتهم الخطيرة والمدمرة. كل هذه الإجراءات والعمليات الميدانية، إلى جانب الدعم الواسع من قبل وسائل الإعلام والفضاء الإعلامي والدبلوماسي المعادي، كانت علامات على حرب هجينة وشاملة تم تخطيطها في ثلاث طبقات استراتيجية وعملانية وتكتيكية، وكان لكل مستوى من هذه المستويات إجراءاته وخططه الخاصة به.

 

*مكونات القدرة لدى الجمهورية الإسلامية

 

وتابع العميد بوردستان: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحظى بالكثير من مكونات القدرة والصلابة العالية جدا ولا يمكن للحوادث والمصاعب أن تمس بها، وقد أدى وجود هذه المكونات إلى صمود الشعب واستمراره في السير في طريق شموخه وتقدمه رغم المؤامرات التي لا حصر لها المحاكة من قبل الأعداء كالعقوبات، والحرب المفروضة (1980-1988)، والاغتيالات والتفجيرات، والعمليات الإرهابية، وما إلى ذلك.

 

واعتبر أن من مكونات القوة التي تحظى بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وجود القيادة الفذة الحكيمة والشعب الواعي المقاوم والصامد والحمية الدينية.

 

*وسائل الإعلام المعادية

 

وقال العميد بوردستان: في أعمال الشغب الأخيرة، استخدمت وسائل الإعلام المعادية، في عمل مشترك، جميع تقنيات وسائل الإعلام وجاذبيتها وبكميات ونطاق كبيرين للغاية نادراً ما شوهدت مثلها، وليس مبالغة إن نستخدم مصطلح "القصف الخبري" فيما يتعلق بحجم وكثرة الأخبار عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالأخبار تتدفق مثل المدفع الرشاش بطريقة تسلب قوة التفكير من الجمهور وتضع ما يريدونه في أذهانهم.

 

وأضاف: مهمة أخرى غير مسؤولة ودنيئة لوسائل الإعلام المعادية، بالإضافة إلى توجيه عقول الجمهور، كانت تنسيق وتوجيه المشاغبين وتعليم أساليب التدمير والقتل وإبقاء ميدان الاشتباكات مشتعلا ويمكن القول بثقة بان وسائل الإعلام المعادية لعبت في أحداث الشغب الأخيرة دور القيادة والسيطرة للمشاغبين وكانت بتوجيه من أجهزة الاستخبارات والأمن الأجنبية تقوم تنظيم وتوجيه مشاهد الاشتباكات وأعمال الشغب.

 

*حرب معرفية

 

وصرح بأننا الآن نواجه حربا معرفية عمل فيها العدو على خداع العديد من الشباب موضحا بان عددا ملحوظا من الشباب الذين القي القبض عليهم خلال أحداث الشغب الأخيرة أعربوا عن ندمهم وأيقنوا بأنهم خُدعوا من قبل وسائل إعلام العدو وأدوا بلا وعي منهم على الأضرار بأنفسهم وأسرهم وبلادهم.

 

وأشار إلى مخططات العدو لإثارة الخلافات العرقية والطائفية خاصة في بعض المناطق الحدودية بالبلاد وأضاف: في أعمال الشغب الأخيرة وظف الأميركيون الجماعات الإرهابية على الجانب الآخر من الحدود ، خاصة في مناطق الشمال الغربي والجنوب الشرقي ، ومن خلال تسليحهم وتجهيزهم وتنظيمهم حاولوا تأجيج الفتنة في الداخل ليعملوا عبر إشعال نار الحرب الأهلية وخلق حالة من انعدام الأمن واسعة النطاق ودموية لتوفير التمهيدات للإطاحة بالجمهورية الإسلامية حسب اوهامهم الباطلة ولكن فشلت هذه المؤامرة أيضا كما في السابق دوما بعناية الباري تعالى وحضور الشباب المؤمن والولائي في الساحة.

 

*العدو لجأ إلى الفتنة لعدم قدرته على استخدام الخيار العسكري

 

وقال العميد بوردستان: إن من المؤشرات الواضحة على قدرات البلاد العسكرية والقتالية أن الأميركيين لم يكونوا قادرين على تنفيذ الخيارات المطروحة على الطاولة، لذلك نرى أنهم بدافع اليأس والعجز لجأوا إلى الخدعة والفتنة.

 

وأضاف: في الحقيقة أن لجوء نظام استكباري مثل النظام الأميركي، الذي يعد بصورة ما القوة العسكرية الأولى في العالم، إلى إثارة الفتنة والاستعراض في بيئة غير عسكرية، يبين ضعفه الشديد وعدم قدرته على القتال في حرب عسكرية، ومؤشرا للقدرة والصلابة التي تحظى بها القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية.

 

*كيفية الرد على الأعداء

 

وقال العميد بوردستان: بالنظر إلى أن الأعداء غير موجودين على الساحة وأن وكلاءهم يؤدون عنهم في الميدان، فإن ردنا بالتأكيد لا يمكن أن يكون واضحا وظاهريا لأننا لا نرى العدو أمامنا لنقاتله. لهذا السبب، فإن أساليبنا لمواجهة الحرب الهجينة للعدو هي استخدام قدراتنا الهجينة.

 

*سنرد ردا باعثا على الندم على كل ممارسات الأعداء

 

وتابع القائد العسكري: يعرف الأميركيون وكذلك الأوروبيون وأيضا النظام السعودي أن لدينا أدوات قوية جدًا تحت تصرفنا لنستخدمها بصورة نيابية وهجينة ضدهم ، والتي سيتم التخطيط لها في الوقت المناسب. وبحسب خبرتي في القوات المسلحة لا بد لي من القول إن كل ممارسات الأعداء سيتم الرد عليها بالتأكيد وهذا الرد سيكون بالتأكيد للأعداء ردا باعثا على الندم.

 

وأشار إلى أن العدو بعث أفرادا مندسين تحت غطاء سياح وزوار وعلماء، عملوا بعد دخولهم البلاد على تجنيد البعض من اصحاب السوابق والمشبوهين وقال ان الاميركيين وظفوا في الفتنة الاخيرة خبراتهم التي حصلوا عليها من كل الفتن.

 

واضاف: ان هدف العدو من هذه الفتنة كان توريط البلاد في حرب اهلية الا انه تم اجهاض هذه الفتنة في ظل توجيهات قائد الثورة وحنكته وفطنته وشجاعة القوات المتواجدة في الساحة.

 

*ابن سلمان عميل الموساد وأميركا

 

وتابع العميد بوردستان: علينا أن نقبل حقيقة أن ابن سلمان تدرب على يد الأميركيين. لقد درس في اميركا وأساتذته كانوا من ضباط الموساد وهو أحد العملاء الرئيسيين للموساد وأميركا في المنطقة. ليس لدينا أي توقعات من ابن سلمان للقيام بما نقوم به نحن كمجمع للتقريب بين المذاهب الإسلامية من أجل التقارب الثقافي بين الشيعة والسنة.

 

وأضاف: لقد أظهر ابن سلمان عداءه ، بينما كان القادة السعوديون السابقون مهتمين بتخفيف التوترات الى حد ما وإقامة علاقات ، وهو ما رأيناه يحدث على مستويات عديدة. ومن الأمثلة على ذلك التسهيلات التي وفروها لحجاجنا. لكن منذ بداية وصوله الى السلطة، أظهر ابن سلمان أنه ليس لديه هذه السياسة ويحاول مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بناء على التوجيهات التي تعطى له من قبل الصهاينة الأميركيين والإسرائيليين.

 

*من المناسب أن تتلقى السعودية صفعة قوية جراء الفتنة الأخيرة / ضبط النفس الإيراني في وجه الفتنة السعودية له حدود

 

وقال: على الرغم من أن ابن سلمان مدعوم من قبل أميركا والكيان الصهيوني ، الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ووفقًا لقدراتها وإمكانياتها تمتلك القدرة التي يمكنها من خلالها ان تنفذ ارادتها في المنطقة.

 

وأضاف: باعتقادي اننا مارسنا ضبط النفس حقًا في هذه الحادثة ، وشعرت انا شخصيا أنه كان من المناسب أن تتلقى السعودية صفعة قوية في هذه الفتن من خلال القوات النيابية والطاقات الموجودة في المنطقة لكنني ارى بان المسؤولين لدينا يمارسون ضبط النفس كما هو الحال دائمًا. ومع ذلك ، يجب أن تعلم السعودية بأن ضبط النفس له حدود ، ولو ارادت تصعيد أعمالها العدائية ، فإن ردنا على هذه الأعمال سيكون ردا باعثا على الندم بالتأكيد.

 

*وجود الكيان الصهيوني لن يستمر

 

وقال العميد بوردستان: الحقيقة هي أنه وفقاً لاستراتيجية قائد الثورة الاسلامية بأن الكيان الصهيوني لن يشهد السنوات الـ25 القادمة ، فإنهم هم أنفسهم توصلوا إلى الاعتقاد بأنهم لن يروا السنوات الـ25 القادمة. بالطبع ، تظهر الأدلة هذا جيدًا أيضًا. الهجرات العكسية وهروب النخب وعدم الرضا والاختلافات الطبقية هي من بين الأدلة التي تظهر أن الكيان الصهيوني لا يرى السنوات الـ25 القادمة. لكن الصهاينة يحاولون دفعها وكسب الوقت.

 

*التهديدات الخارجية غير قادرة على خلق خطر جدي ضد إيران

 

واضاف: حدد نتنياهو استراتيجية لاحتواء إيران ، بانه يجب أن تكون هناك دائمًا شعلة نيران بجانب الجمهورية الإسلامية تنشغل بها. في وقت من الأوقات ، كانت هذه الشعلة أفغانستان ، وفي وقت آخر كانت العراق والان جمهورية أذربيجان . في الواقع ، ينوون بطريقة ما اشغال عقول وأفكار قواتنا المسلحة، لكنني لا أرى أن هذه التهديدات خطيرة ، أي أنها لا تملك القدرة على خلق تهديد جدي ضد بلادنا.

 

وقال: يجب أن أؤكد أن قواتنا المسلحة تتمتع بكفاءة وقدرة عالية للغاية وهي قادرة على الرد بشكل جيد على مثل هذه التهديدات وتوجيه الضربات إليها بما يتجاوز ما تتصوره.

 

*منظومة "باور 373"

 

وحول انجازات البلاد الدفاعية ومنها منظومة الدفاع الصاروخي "باور 373" قال: نحن رواد ليس فقط في مجال الدفاع الجوي ولكن في جميع المجالات. الفضاء هو أحد هذه المجالات حيث اختبر علماؤنا مؤخرا الصاروخ الحامل للاقمار الصناعية "قائم 100" ، الذي خلق الخوف والتوتر لدى الصهاينة وعالم الاستكبار.

 

*لم يتصوروا أن إيران ستحقق منظومة دفاعية مثل "باور 373"

 

وقال: انهم لن يتصوروا ابدا بان نتمكن من صنع "منظومة "باور 373" والصاروخ "صياد" الذي يطلق منه.