اعتبر الأدميرال على رضا تنكسيري قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية، الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران من قبل صدّام بأنها تُعتبر نقطة تحوّل في تقدّم للقوات الإيرانية العسكرية، في جميع أنحاء البلاد سواء البُعد العسكري وغير العسكري، موضحاً ان لدى ايران مفاجآت لهذا العام ومستقبلاً.

وقال العميد تنكسيري: "ففي تلك المرحلة، كنّا وحيدين بينما عالم الإستكبار الغربي والشرقي، أي الإتّحاد السوفيتي السابق وأمريكا والدول الغربية، وبشكل عام 80 دولة وقفت أمام بلد مظلوم كان قد أنجز ثورة للتوّ وخرج من بين براثن نظام شاهنشاهي (ملكي) فاسد وبدأ مسيره بإسم الثورة الإسلامية المنبثقة من أفكار ومبادئ الأئمّة الأطهار وحاملة رايتهم، وفجأة تعرّض هذا البلد لذاك الهجوم المباغت الشنيع.

حسناً نحن خلال فترة الدفاع المقدّس، بالمناسبة نطلق على الدفاع صفة المقدّس لأنّ بلدنا كان مظلوماً ولم تكن لدينا الإمكانيات المطلوبة. خلال تلك الفترة التي تعرّضنا فيها إلى ذاك الهجوم المباغت كنتُ شخصياً متواجداً في مدينة آبادان.

كانت أيدينا خإلىة وقد وصل العدو إلى المحطّة رقم سبعة، فقد التفّ وعبر من خلال قرية تسمّي "سادات" ومن هناك وصل إلى بهمنشير وعبر المكان إلى أن وصل إلى نخيل "ذوالفقاري". كان الناس عُزّل وقد نزلوا ميدان المواجهة بما استطاعوا الحصول علىه من سلاح أو أخشاب أو حتى بأيد خإلىة. أوصلنا هذا الموضوع إلى نتيجة مفادها من أجل مواجهة الأعداء المحتملين للجمهورية الإسلامية في إيران علىنا أن نستعد ونحضّر أنفسنا لمثل هذه الحالة.

 

تغيير وزارة الحرب إلى وزارة الدفاع

عليكم أنتم والمشاهدين الأعزّاء أن تعلموا أننا كنّا بلداً قام بثورة، ودخلنا المعترك بشعار الإسلام الذي هو عبارة عن السلام والصلح والوفاق، قمنا بتبديل وزارة الحرب في زمان الطاغوت إلى وزارة الدفاع، وكان ذلك التغيير مؤشّراً بعدم وجود أيّ أطماع لنا في الدول الأخرى وأنّنا مسلمون. فنحن بلد مسلم وبالتأكيد لا ننظر بعين الطمع إلى دولة مسلمة جارّة. وقد فُرضت علىنا هذه الحرب على عكس رغبتنا لمدة ثمان سنوات، وللأسف كانت هناك ضحايا من البلدين اللذين كانت تربط شعبيهما أواصر القربي، حصل كلّ هذا بدون وجه حقّ. كلّ هذا أدّي بنا إلى أن نعتمد على أنفسنا ونقف على أقدامنا.

 

الحزب العفلقي وراء الحرب المفروضة على ايران

قال إمامنا الراحل (ره) نحن لا نأسف على حرب الثمان سنوات، لأنّنا لم نبدأ الحرب، فقد قمنا بالثورة ولم يكن لدينا ما نعتبره ضرورياً للحرب. فقد كان جيشنا قد تفكك، وما بقي من أفراده إمّا أنّهم قد هربوا أو أنّهم لم يكن لديهم حول ولا قوّة بسبب عدم إمتلاكهم للأسلحة والعتاد المطلوبين. كما أنّ جميع المستشارين الأمريكيين كانوا قد غادروا المنطقة. فكلّ ماسبق ذكره يوضّح جيداً من أنّنا لم نكن على استعداد للحرب المفروضة.

يوجد الآن مقطع فيديو من منطقة "سيبه" مقابل مدينة آبادان، يبين السيارات وهي تسير في الشوارع، لذا فقد استعدّ العدو وقام بإحراق المدينة، وهذا دليل آخر على أنّنا لم نبدأ بالحرب، كما أنّنا لا نفكر على الإطلاق ولن نفكر من أنّ شعب العراق كان يقف في مواجهتنا، بل الذي كان يقف أمامنا هو حزب البعث العفلقي الذي باع نفسه وكان متعجرفاً ومغروراً.

 

امريكا احد اطراف هذه الحرب وقصفت الارصفة ايران البحرية

قمنا بعد إنتهاء الحرب المفروضة بإجراء وتنظيم عدّة مناورات في المنطقة. كنا نعلم أنّ أمريكا هي أحد أطراف هذه الحرب المفروضة، فقد كنّا في مواجهة مباشرة مع الأمريكيين في الخليج الفارسي لمدّة سنة وستّة أشهر.

لم نكن تسعي على الإطلاق بأن تتّجه الحرب صوب البحر، فأرصفة نوروز وبحركان سر وسروش وأبوذر وخارك وغيرها من الأرصفة التي كانت قريبة من العراق قام العدو بضربها. كما استهدف العدو سفننا في خور موسي، حوإلى 60 سفينة كانت موجودة في المنطقة، ومع كلّ هذا إلا أنّنا ألزمنا أنفسنا بضبط النفس وقلنا مهما تكن الظروف فلن نردّ على هجمات العدو لأنّ جيراننا في الكويت والسعودية يمرّون من هذا المكان، إلى أن دخل الأمريكيون الحرب وبدأوا بمرافقة سفن الدولتين اللتين أتيتُ على ذكرهما.

 

مناورات ايران البحرية كانت لردع الامريكيين والصهاينة

وبعد إنتهاء فترة الدفاع المقدّس أقمنا عدّة مناورات بحرية لم تكن تشكل أيّ تهديد للدول طالما لم تشكل تهديداً لبلادنا، بل كان الهدف يتمثّل في مواجهة الأمريكيين والدول القادمة من خارج المنطقة. نحن نردّ على التهديد بالتهديد، لكنّنا دولة مسلمة ولو دقّقتم لوجدتم أنّ الجمهورية الإسلامية في ايران لم تقم بالإعتداء على أيّ دولة منذ قيام الثورة الإسلامية، فمناوراتنا تختصّ رسمياً ومنطقياً بالدول القادمة من خارج منطقة الخليج الفارسي والكيان الصهيوني، هذه الدول التي حصلت على موطأ قدم لها في منطقتنا الإسلامية للأسف.

مناوراتنا التي أعلنّا عنها مؤخّراً بشكل رسمي كانت بهدف الإعداد لمواجهة أيّ تهديد من قبل الكيان الصهيوني والدول القادمة من خارج منطقتنا، فنحن نجري المناورات وفقاً لحجم التهديدات التي نواجهها، ووسط هذا الحجم من المناورات لدينا ما يختصّ بالمنطقة أيضاً، وهذا لايعني على الإطلاق قيامنا بالهجوم على دولة مسلمة، ولكن في المقابل لامعني أبداً أن يقوم أحد الجيران بإحضار عدو لنا بالقرب من حدودنا ويقوم بأعمال أمنية وجاسوسية وإرهابية.

على جيراننا الأعزّاء أن يعلموا بشكل مؤكد أنّ مناوراتنا دائماً لديها رسالة توجّهها إلى العدو ألا وهو الجهوزية والإستعداد لمواجهة العدو، بينما رسالتنها الأخري للدول الإسلامية في منطقة الخليج الفارسي.

 

هذا ما كشفه العميد تنكسيري عن المدن الصاروخية تحت الأرض

 

لدى ايران القدرة بتأمين مياه الخليج الفارسي

بإمكاننا نحن تأمين أمن الخليج الفارسي، كما أنّنا نمتلك القدرة والطاقات على إقامة وتنفيذ مناورات مشتركة، نحن مسلمون وننتمي إلى هذه البقعة الجغرافية، فقسم من الخليج الفارسي تطل عليه دول تُعتبر جارّة جنوبية لنا، بينما نحن نقع على الشاطئ الجنوبي منه. لطالما كنّا نوجّه رسائل السلام والمحبّة في المناورات التي ننفّذها، وإذا أراد أحدهم توجيه تهديد لنا سواء من الدول القادمة من خارج المنطقة أو بالأخصّ الكيان الصهيوني عدوّ الإسلام والمسلمين فلدينا رسائل بالإستعداد لمواجهة هذه الدول من خلال هذه المناورات.

لاحظ معي، نحن ايران الإسلامية، الدولة الوحيدة التي قامت بعد نجاح الثورة الإسلامية بتحويل سفارة الكيان الصهيوني خلال فترة الطاغوت إلى سفارة لفلسطين، شخصياً لا أعتبر "اسرائيل" دولة، فقد حضر سكانها واحتلوا دولة مسلمة بالقوّة، لهذا يعتبر هذا الكيان غاصباً، بهذه الخطوة التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في ايران هل نُعتبر نحن في مواقفنا ضدّ العرب؟ أو أنّنا ضدّ الإسلام؟ ألم تكن الجمهورية الإسلامية أوّل دولة تدين الإعتداء على سورية وعلى العراق وأفغانستان، وكانت دائماً بعيدة عن التدخّل في هذه اللعبة الخبيثة.

 

العدو تلقى مضمون رسالة مناورات الحرس الثوري وفهمها

لابدّ أنّهم تلقّوا الرسالة، فحجم المناورات التي نقوم بتنفيذها من المؤكد أنّها تخضع لمراقبة من أقمارهم الصناعية ومراكز التجسس التابعة لهم، سواء على الأرض أم في السماء أم تحت سطح البحر، لربّما يتظاهرون بعدم الإهتمام أو عدم الفهم، لكنّهم يتلقّون رسائلنا بكلّ تأكيد. كما تفضّل قائد الثورة الإسلامية والقائد العام للقوّات المسلّحة حفظه الله بالقول حيث أكد أنّنا نردّ على التهديد بالتهديد والسلام بالسلام والمحبّة.

قمنا بتوجيه دعوة للدولة الصديقة والشقيقة عمان لحضور مناورة الحرس الثوري، لبّت الدعوة وشاركت في المناورة المذكورة، كما أنّني شخصياً ذهبتُ إلى عمان وشاركتُ في مناورة "درع الخليج (الفارسي)". كما أنّنا وجّهنا الدعوة لأشقائنا الأعزّاء في قطر حيث حضروا وشاركوا في مناورة "الرسول الأعظم (ص)" التي حملت الإسم المبارك لنبي الإسلام.

في الحقيقة من يدقّق في مناوراتنا لا يجد إلا هذه الأسماء المباركة التي تحملها هذه المناورات، النبي (ص) والإسلام والله ولا إله إلا الله، وكلّ ما سبق ذكره يعني أنّنا لا نخاف سوي من الله عزّ وعلا، هؤلاء يهدّدوننا بالموت؟ هل نحن نهاب الموت؟ على هذا الأساس فقد تلقّوا الرسالة كاملة، الدول القادمة إلى منطقة الخليج الفارسي، كالقوات الإرهابية لأمريكا والكيان الصهيوني، تلقّت الرسالة وهي تعلم جيدا مضمونها.

هناك أعداء كثيرون للكيان الصهيوني المحتل للقدس وجلّهم من المسلمين الذين ضاقوا ذرعاً به وأُحتلت أراضيهم بالقوة من قبل الصهاينة ودُمرّت منازلهم وسُحبت أغطية رؤوس نسائهم، يعتصر قلب كلّ مسلم ألماً ودماً حينما يشاهد هذا التصرّف مع سيدة مسلمة بينما يدّعي الإسلام. هل هذا مناسب وممكن؟ حسناً، هذا الكيان الذي يرتكب كلّ هذه الجرائم لابدّ أنّ لديه أعداء كثيرين. هؤلاء الأعداد الذين يمكنهم القيام بأعمال خاصّة وبالتأكيد تتلقّي مصالحهم ضربات في أماكن متفرّقة.

 

سيناريو صهيوني بالتنسيق مع الأمريكان في مضيق هرمز

هذا جانب من القضية، قبل فترة زمنية وفي مضيق هرمز الذي يعتبر ممرّاً ومضيقاً إستراتيجياً، قام الكيان الصهيوني بالتعاون والتنسيق مع الأمريكيين بتنفيذ سيناريو، حيث حضرت أربع سفن وبأعذار مختلفة بدأ الصهاينة والأمريكيون بحرب الكترونية ضدّ هذه السفن، فقد قاموا بإطفاء نظام "آي اس آي" الخاصّ بالتحذير للسفن كي تبقي بعيدة، كما عطّلوا نظام "جي پي اس" أي نظام تحديد المواقع العالمي لهذه السفن الأربع. وبهذه الطريقة أوجدوا إختلالاً في حركة الملاحة لهذه السفن ولمضيق هرمز الذي تمرّ منه يومياً بين 85 و 90 سفينة، ونحن نعتقد جازمين بأنّه يتوجّب علينا توفير الأمن لهذا المضيق الحيوي. هذا موطننا، فالخليج الفارسي منزلنا والدول المقابلة لنا هي دول إسلامية.

 

الامريكيون اشعلوا النيران في الخليج الفارسي

بالتأكيد نحن لن نقوم بإشعال النيران في المكان الذي نسكن ونعيش فيه، ولو بحث هؤلاء ودرسوا التاريخ لوجدوا أنّه في السنة ونصف السنة من نهاية الحرب المفروضة علىنا والتي إستمرّت لمدّة 8 سنوات، حضر الأمريكيون بأنفسهم وأشعلوا النيران بصورة عمدية في الخليج الفارسي وضربوا أرصفتنا النفطية. فقد هاجموا لاوان ومناطق آخري تحتوي على النفط وبهذا الأسلوب نقلوا الحرب إلى الخليج الفارسي بصورة عملية، والآن هم يسعون إلى تكرار هذا السيناريو.

بالتأكيد لن يخسر الأمريكيون شيئاً فيما لو اشتعلت النيران في هذه المنطقة الحسّاسة من العالم، من الذي سيخسر ومن الذي سيتأذّي من دخول دخان هذه النار في عينيه؟ بالتأكيد في عيون الدول الإقليمية.

 

تعمد إرسال أساطيل نووية للمنطقة، فماذا لو حدث طارئ لها؟

تبلغ مساحة الخليج الفارسي مائتين وخمسين ألف كيلومتراً مربّعاً، في هذه المساحة المذكورة أتوا بسفن وأساطيل نووية، هل يقومون بهذا العمل في دولهم؟ يأتون بسفن وأساطيل تعمل على الطاقة النووية في الخلجان والبحار المغلقة، كما يأتون بالغوّاصات النووية إلى منطقة الخليج الفارسي، ولو حدث أيّ طارئ لها هل تعلمون ما الذي سيحدث هنا في المنطقة؟ نبهت في إحدى المرّات إلى هذا الأمر ولكن أسيء تفسير كلامي، أنا مسلم وتشكل حياة المسلمين بالنسبة لي سواء في الدولة المقابلة لنا أو داخل إيران أهمّية كبري، أنا لن أوجّه السلاح بوجه أيّ مسلم طالما لم يوجّه سلاحه نحوي، فالله سبحانه وتعالى لن يسمح لي بهذه الخطوة.

حسناً، والآن لو حدث أمر ما لهذه السفن والأساطيل سيستغرق الأمر إحدى عشرة سنة كي تنظف المياه التي لا تعد صالحة للشرب، كما لن تعيش الأسماك فيها ولن تكون هناك حياة مرجانية سليمة. ولكن سيرحل هؤلاء من المنطقة، أليس الأمر هكذا الآن؟ كلّما زادت الضغوط عليهم سيرحلون ويتركون منطقة مشتعلة لنا.

إيران بلاد شاسعة فيها جبال ووديان وإطار لهذا نستفيد أقلّ من مياه الخليج الفارسي لتوفير مياه الشرب. ولكن ماذا بالنسبة للمسلمين الأعزّاء، أنا أقصد الشعوب وكلامي غير موجّه للحكومات، فهذه الحكومات خائنة، ما الذي ستفعله هذه الشعوب حينما تفتقد مياه الشرب؟ على هذا الأساس، فوجود القوي القادمة من أقاصي الأرض تعمل على ايجاد الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة. في حقيقة الأمر هم الذين يقومون بإنتاج المسلسلات والقصص في سفنهم كي يكون هذا العمل بمثابة عذر لهم للبقاء في المنطقة. لو كانت المنطقة هادئة والجميع لديهم علاقات أخوية تربطهم ببعضهم البعض، فلا معني لوجود هؤلاء والبقاء في منطقتنا. الجميع يطرح هذا السؤال، لماذا بقي هؤلاء هنا حتى الآن؟

 

المسلمون ضاقوا ذرعاً بتصرفات الصهاينة

حسناً، كانت حقيقة الموضوع بهذه الصورة. بالنظر إلى الظلم الذي ألحقه الكيان الصهيوني بالمسلمين، فقد تضايق المسلمون كثيراً لهذه التصرّفات والأساليب لهذا أصبح بإمكان الشباب القيام بعمليات خاصّة إنطلاقاً من سواحل الدول القريبة والمواجهة للكيان الصهيوني، وعلى هذا الأساس فالهجوم الذي تعرّض له الصهاينة يفتقد إلى أيّ دليل ملموس كي يلصقوا الهجوم بنا، ونحن لا نوافق على هذا على الإطلاق. ولكن إذا ما وجّه الصهاينة تهديداتهم لنا في يوم ما، بالتأكيد سوف يلمسون ضربتنا ويشعرون بها، فهم لايشكلون شيئاً أمامنا. يقول المثل من كان بيته من زجاج فليمتنع عن رمي بيوت الناس بالحجارة، فالمنزل الزجاجي لا يدوم لصاحبه.

 

ما وراء ارسال اربع ناقلات نفط لمضيق هرمز؟

نحن في الحقيقة لا نعترف بالكيان الصهيوني كدولة، بل ننظر إليه كنظام أو كيان قاتل للأطفال حضر واحتلّ أرض المسلمين بالقوّة، نحن نري كلّ هذه الجرائم. وإلى جانب هذه القضية حضر البعض، ومن أجل إضفاء الشرعية على وجودهم غير القانوني والشرعي، قاموا بتنفيذ سيناريو حيث أرسلوا أربع ناقلات نفط من خلال مضيق هرمز باتجاه بحر عمان وبدأوا بحرب ألكترونية، فقد عملوا على إبطال أجهزة "آي اس آي" الخاصّة بتحذير السفن للإبتعاد عن منطقة ما، كما أبطلوا رادارات هذه السفن وأنظمة "جي پي سي"، أي أنظمة تحديد المواقع العالمية، إلى درجة أنّ هذه الأفعال كادت أن تؤدّي إلى حدوث إصطدام بين ناقلات النفط. ولاحقاً أعلن الأمريكيون وحلفاؤهم الصهاينة أنّ هذا العمل من صنع ايران، هل يعقل أن يقوم أحدهم بإشعال النيران في منزله حيث يسكن ويعيش؟ هل نقوم نحن والدولة الصديقة والشقيقة عمان بإشعال النيران؟ فنحن نستفيد من هذا الممر ومن هذا المسار في نقل وتصدير نفطنا كما يفعل جيراننا، فلو كان هناك سؤال يجب أن يوجّه إلى القوي غير الإسلامية القادمة من خارج منطقة الخليج الفارسي. نحن لدينا حساسية تّجاه هذه القوي، سواء العسكريين منهم أم المدنيين.

 

لهذا تستعد ايران لاي تحرك بالمنطقة

ولكن دعني أطرح علىكم هذا السؤال، تواجد الأجانب في المنطقة من أجل ماذا؟ إلىس هذا التواجد من أجل مواجهة ايران؟ حسناً، صدام قد رحل ولا وجود لأيّ صدّام، ودول كالكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان تدخل بصورة مباشرة أعشاش هذه القوي، وبين هذه الدول وهذه القوي توجد علاقات وصلات كما أنّ هذه القوي تحصل على الوقود اللازم من هذه الدول، من أجل ماذا تتواجد هذه القوي في المنطقة؟ أليس وجودهم هو تهديد موجّه لإيران؟ هل تنتظرون منّا ألا نستعد لمواجهة هذا التهديد القابع بالقرب منّا؟ وألا تكون صواريخنا وسفننا جاهزة أمام هذا التهديد؟ هل هذا هو العقل السليم؟ لو حصل هذا الأمر مع إحدى الدول الإقليمية ألا تستعد لمواجهة التهديد؟ لو كانت هذه الدول في موقفنا نحن؟ لماذا تقوم دولة مسلمة بدفع أموال النفقات ومنح المكان والدعم من أجل أن تأتي دولة غير مسلمة ومحتلة لأراضي المسلمين إلى منطقتنا؟ بالطبع، على أن أقول بأنّ الصهاينة لا يساوون أيّ عدد بالنسبة لنا أو أيّ قوّة على مستوي القطاع البحري.

نحن لدينا اسطولان بحريان قويان في الجمهورية الإسلامية في ايران، القوّة البحرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية والقوّة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية. والاسطولان يعملان تحت راية قائد واحد، القائد المحترم والعزيز لجميع القوّات المسلحة الذي هو إمامنا وقائدنا، كما أنّ أوامره تُعتبر تكاليف شرعية لنا وفي نفس الوقت تعليمات عسكرية لنا، ومن أجل تنفيذ أوامره نضحّي بأرواحنا.

 

هذا ما كشفه العميد تنكسيري عن المدن الصاروخية تحت الأرض

 

نحذر العدو من ارتكاب حسابات خاطئة وإلا..

بالطبع يجب أن تعلموا أنّه لو قرّر هؤلاء إرتكاب حسابات خاطئة سنقف بكلّ ما أوتينا من قوّة أمامهم. أنا قائد وابن البحر، فأنا أعرف البحر جيداً ولم أحضر من البر، كما أنّ والدي كان ربّاناً، وجميع أفراد عائلتي من صيادي الأسماك وبحّارة، فأنا أعرف البحر جيداً ولا أهاب الموت، أقسم بإسم الجلالة بأنّنا نفتخر بأن نموت كما استشهد الحاج قاسم سليماني، لكنّنا سنقتل المعتدي وبعد ذلك نستشهد. ليس الأمر هكذا بأن نكون مقيدي الأيدي وننال درجة الشهادة.

لو قام الأعداء بارتكاب حسابات خاطئة، سواء أمريكا والدول القائمة من خارج منطقتنا، والذين يتواجدون في الخليج الفارسي بصفتهم يشكلون تهديداً، تهديد لمن؟ تهديد ايران الكبري، أو الصهاينة الذين لا نقيم لهم وزناً على الإطلاق، فسوف نمرغ أنوفهم بالتراب بطريقة لم يفكروا بها على الإطلاق.

من بعض أسئلتكم كان هناك سؤال يقول هل لديكم صواريخ تحت الأرض؟ وهل لديكم صواريخ إستراتيجية؟ نعم نحن نقوم برصد العدو بصورة دقيقة، هذا الرصد يشمل المعدّات والأجهزة إلى جانب القوّة والموقع الجغرافي وما الذي يستطيع القيام به. نحن نقوم بالعمل يومياً في هذا المجال، وهذا كلّه مقتبس ومأخوذ من اسبوع الدفاع المقدّس والحرب المفروضة على شعبنا المظلوم.

 

لماذا جيء بالصهاينة لمنطقة الخليج الفارسي؟

أنتم تشاهدون جرائم الكيان الغاصب والمحتل للقدس الشريف كما أنّ غير المسلمين يبدون إعتراضهم أيضاً عليها، ولكن يا للحسرة تقوم الدول الإسلامية التي تعتقد بالله، نحن لا شأن لنا بالمسؤولين الخونة كائناً من كانوا، فنحن نتحدّث عن الشعوب المسلمة، لماذا يؤتي بالصهاينة في منطقة الخليج الفارسي، هذا هو السؤال المطروح. تواجد الكيان الصهيوني المحتل بجوار دولتين مسلمتين ماذا يعني، وما هي الرسالة التي يبعثونها؟ هل تتوقّعون ألا نرفع من مستوي إستعدادنا القتالي أمام هذه الرسالة الشاذّة؟ بالتأكيد نحن نقوم برفع مستوانا وإستعدادنا القتإلى بشكل يومي، كما حدث حينما ارتكب الأمريكيون هذه الغلطة وفرضوا علينا أنواع الحظر الاقتصادي، لو لم يفرضوا علينا الحظر الاقتصادي لكانوا قد أمدّونا بالأسلحة والمعدّات، هل كنّا سنصنّع وننتج هذه الأسلحة؟ نحن تعرضنا لمأزق لكنّني أشرت سابقاً بأنّ هؤلاء لا يشكلون شيئاً بالنسبة لنا. أمّا من البعد العسكري فأنا رجل عسكري، فكلّ فعل له ردّة فعل، حينما تري العدو يضيف عدداً أو عدّة عليك أن تقوم بالإضافة أيضاً. بالتأكيد أنّنا نبدي ردّة فعل أمام حضور وتواجد أي أجنبي يؤدّي إلى ايجاد اختلال في الهيكل الاجتماعي من النوع العسكري للمنطقة، ونستعد بكل ما أوتينا من قوّة، وبالتأكيد أيضاً أنّ هذه الحالة قد حصلت ولاتزال مستمرّة.

 

مدن صاروخية ايرانية تحت الارض، ما عملها؟

المدن الصاروخية الواقعة تحت الأرض موجودة على طول سواحل الخليج الفارسي وبحر عمان وعلى عمق سبعين كيلومتر ومسلّحة بالكامل، ما عرضناه لم يكن إلا جزءا يسيرا من هذه المدن الواقعة تحت الأرض كي يراها الأعداء. لديّ سؤال هنا، هل العقل السليم لشعب ذكي كالشعب الإيراني الذي أنتج لقاحات ضد كورونا وصنع الأسلحة والصواريخ وكلّ ما تفكر فيه، هل يعقل أن يقوم بعرض جميع إمكانياته وقدراته؟ في حقيقة الأمر قمنا بعرض جزء من هذه الإمكانيات أمام أنظار الأعداء، والهدف هو أن يشاهدوا قدراتنا العسكرية. يمكن لصواريخنا أن تُطلق من مواقعها في هذه المدن الواقعة تحت الأرض، ليست مدن الصواريخ فحسب بل من المدن العائمة أيضاً.

اطرحوا سؤالاً عن أفراد التعبئة الشعبية، يجب أن يكون أحد أسئلتكم خاصّاً بالتعبئة الشعبية البحرية، وهذا جيد بالطبع. هذه هي الأعمال التي تُنفّذ والحمد لله، لهذا كان عرض هذه الأجزاء المحدودة من أجل يشاهدها الأعداء، جميع الصواريخ التي شاهدتموها صناعة وإنتاج الجمهورية الإسلامية في ايران وهي من مفاخرنا التي نعتزّ بها.

 

مفاجآت ايران لهذا العام ومستقبلاً

نحن نكنّ الاحترام لقناة العالم التي تبثّ بالعربية التي هي لغة القرآن بينما اللغة الفارسية هي لغة الثورة بالطبع، نحن نولي أهمّية كبيرة لكم. خلال سنة من الزمان قمنا بتنفيذ عمليات انضمام للسفن على ست مراحل، فقد ألحقنا سفناً متعدّدة بالقوّة البحرية، على سبيل المثال، سفن قاذفة للصواريخ والقذائف وبسرعات مختلفة تتراوح بين 75 و 95 عقدة بحرية، وفي المستقبل المنظور ستكون لدينا سفن بسرعة أكثر إن شاء الله.

وخلال فترة قصيرة من المستقبل، اي خلال هذه السنة الإيرانية ستنضمّ للقوّة البحرية سفن جديدة صُمّمت من قبلنا داخل البلاد وصُنعت في الداخل أيضاً ونفتخر بإنتاجها في القوّة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية ووزارة الدفاع اللتين تُعتبران من مفاخر البلاد في الصناعات الدفاعية. نحن لدينا قائد عام شجاع ومدير ومدبّر والخبير بكلّ الأمور ومنها الأمور العسكرية التي يجيدها ويتقنها، ألا وهو القائد العام للقوّات المسلّحة المحترم والعزيز الإمام الخامنئي المشرف على جميع المواضيع، وجميع القوّات المسلحة ووزارة الدفاع تحت إشرافه وأوامره. لاحظوا الأعمال الضخمة التي أُنجزت ونفّذت، وإن شاء الله في المستقبل القريب سوف تشاهدون تقدّماً لا يمكنكم تصديق ذلك على الإطلاق، ويجب على الجميع أن يفتحوا أفواههم من المفاجآت.

 

الحظر الاقتصادي اوصل ايران الى العلم لم تكن تفكر فيه

لم يكن لأنواع الحظر الإقتصادي أيّ تأثير على تقدّمنا، نعم ساهمت في تقليل سرعتنا، لكنّنا توصّلنا بأيدينا إلى علم لم نفكر فيه في حقيقة الأمر، والسبب أنّنا وقفنا على أقدامنا. فإمامنا الراحل (ره) تفضّل قائلاً: نحن نستطيع، واليوم في عهد الإمام الثاني للثورة سيد على الخامنئي استطعنا أيضاً، والحمد لله فانّ الأجهزة والمعدات الموجودة بحوزتنا نقوم نحن بإنتاجها بالكامل.

يمكن ملاحظة تبلور عمل كبير وثورة في نظامنا البحري في حرس الثورة الاسلامية وفي القوّة البحرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية في ايران، هذا العمل الكبير لم يكن له مثيل في تاريخ البلاد، فقد أبحر هؤلاء لأكثر من مائة يوم دون الحاجة لأيّ ميناء.

ولأوّل مرّة عبرت سفننا المحيطين الهندي والأطلسي ودارت حول العالم ووصلت إلى رأس الرجاء الصالح في أفريقيا واتّجهت صوب فنلندا وجبل طارق، وللعلم فقد قام هؤلاء الرجال بتنفيذ هذه المهمّة الطويلة في ظروف بحرية صعبة، أثبتوا من خلالها أنّ الايرانيين بحّارة متميزين كما كانوا طوال التاريخ، وهذه الرسالة إن دلت على شيء فانّما تدلّ على القوّة.

قائد الثورة حفظه الله وصف القوّة البحرية بالقوّة الإستراتيجية، لا يوجد حدّ في أي قوة أخري مثل القوّة البحرية، بمعني أنّه ليس لديك أيّ حد في القوّة البحرية بإمكانك الإبحار خارج منطقة الخليج الفارسي وتدور حول العالم وتصل إلى مسافة اثني عشر ميلاً من أيّ دولة وهذا وفقاً للقوانين البحرية، كما يمكنك فيما لو رغبت أن تعبر من هذه المسافة أي أن تقترب من الدولة، وهذه العملية تسمّي عبور من دون ضرر، أن تنسّق مع الطرف الآخر وتدخل المياه الإقليمية للدولة، وهذه الحالة لا تحصل في القوّة الجوّية ولا في القوّة البرّية، أمّا في القوّة البحرية فأنّ حدوث هذه الحالة ممكن.

 

القوة البحرية الايرانية قوة استراتيجية غير محدودة

انظروا إلى بُعد النظر لدي قائد الثورة الإسلامية حفظه الله حينما تفضّل بالقول: القوّة البحرية قوّة إستراتيجية غير محدودة بأيّ جغرافيا. أثبتت القوّة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية هذه الحالة، ونحن في بحرية حرس الثورة الإسلامية كان لنا هذا الفخر بأن نتواجد في شمال المحيط الهندي وبحر العرب. تواجدنا يحمل رسالة مفادها الصداقة السلام.

وتأكدوا أنّنا لم ولن نتعرّض للدول الإسلامية التي مدّت يد الصداقة إلينا وقالت نحن مسلمون، ولكن إذا كان التهديد قادماً من أيّ مكان أو جهة، لن تكون أيدينا مقيدة، فلو شاهدنا التهديد قادم من أيّ موقع جغرافي ويبدو ذات تأثير على منطقة جغرافية سنردّ على هذا التهديد. لا معني على الإطلاق أن تُرمي عليك الحجارة من منزل أحد الجيران وأنت تقف مكتوف الأيدي ولا تردّ على مصدر الحجارة، لكنّنا لا نريد أن يحدث مثل هذا الأمر، خاصّة بين دولتين مسلمتين.

منذ سنوات وأنا وادميرال ايراني صديقين كما كنتُ ولا أزال صديقاً لأخي العزيز الادميرال خانزادي. قائد الثورة الإسلامية حفظه الله يؤكد على الأخوّة والألفة، نحن لو لم ننجح في إيجاد الأخوّة ونحن في بلد واحد، فكيف يمكننا من ايجادها مع مسلم آخر؟ الحمدلله هذه الأخوّة والألفة متماسكة وثابتة واليوم بحضور أخي العزيز الادميرال شهرام ايراني الذي أكنّ له الودّ والاحترام منذ زمن بعيد، ففي بندر عبّاس كنّا معاصرين وقد تعرّفت عليه حينما كان ضابطاً، وقبل تقبّله مسؤولية القوّة البحرية كنّا نتواصل سوياً عبر الرسائل القصيرة، تجمعنا صداقة قديمة.

هذا النقاء والألفة موجودان، وهذه الوحدة بين القوّات المسلحة موجودة ولله الحمد، ما هو السبب؟ لأنّ قائدنا واحد، لدينا مبدأ هو جزء من مبدأ القوّة القتالية والذي ينادي بوحدة القيادة التي تُعتبر من مبادئ الحروب، وهذه الوحدة بحمدالله موجودة وراسخة لدينا.

 

ايران تنشد السلام اينما كان وترفض الظلم

من هنا وعبر شاشتكم الموقّرة لديّ رسالة أوجّهها لإخواني المسلمين الأعزّاء في كلّ بقعة من الدول الناطقة باللغة العربية والمسلمة. نحن مسلمون وبإمكاننا أن ننهي الظلم الذي وقع على فلسطين الإسلامية. لا يجب أن ندخل في حروب ونزاعات فيما بيننا، لا يجب أن يستشهد الأبرياء في اليمن، ما هو الذنب الذي اقترفوه كي تشنّ عليهم حرب منذ أكثر من سبع سنوات؟ بإمكاننا منع الشيطان من أن يتغلغل بيننا، وهذه الأعمال شيطانية. نحن نفتخر حينما نري مسلماً وهو يتقدّم يوم بعد يوم، نحن نفتخر بالمسلمين وغير المسلمين أيضاً، نحن لا نحبّ أن نري إنساناً يفقد حياته، وان شاء الله هذه الجائحة التي سادت العالم مؤخّراً نحن ندعو ونطلب من المولي العزيز القدير أن تنتهي ونرفع أيدينا بالدعاء ليس للمسلمين فحسب بل للعالم قاطبة بأن يتخلّص من هذا الفيروس. نحن مسلمون، رسالتنا السلام والصداقة والمودّة مع أولئك الذين يعون معني الصداقة والسلام ويقبلون بهما، وليس لهؤلاء الذين يواجهوننا بينما السيف خارج غمده.

المصدر: قناة العالم