يا علي: ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل:

 

«ورعٌ يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ .

 

وخلقٌ يداري به الناس .

 

وحِلمٌ يرُدُّ به جهل الجاهل.»([1])

 

ثلاثة أمور لابدّ من تحققها في الإنسان حتى يقوم عمله. 

 

والمراد من قوله «لم يقم له عمل» أنه لن يتمكّن من القيام بأي عمل من الأعمال على وجهه الصحيح سواء كانت من أعمال الدنيا أم الآخرة. وهذه الأمور الثلاثة هي:

 

1 - ورع يحجزه عن معاصي الله: فإنه إذا لم يكن للإنسان حالة الورع التي تبعده وتُجَنِّبُه من ارتكاب الذنوب والمعاصي وكان الإنسان تجاهها لا يبالي ولا يهتم بها، فحينئذ سوف توجد الذنوب والمعاصي في بناء شخصيّته المعنويّة خللاً وتصدُعات الضعف والوهن. نظير بركة الماء التي يملؤها الإنسان بالماء بمشقّة وصعوبة ولكن بسبب وجود التصدّع والثقوب فيها تفرغ من الماء. 

 

فإذن إذا لم يكن للإنسان حالة الورع هذه فإن الدين والتقوى وبناء روحه معنويّاً لن يوصله إلى شيء. 

 

2 - خلق يداري به الناس: فإنه إذا لم يكن لديه صفة المداراة مع الناس فإنه لن يصل إلى شيء في هذه الدنيا لأنّ الناس مختلفون في الفكر والمصالح والحياة ساحة مليئة بالتزاحم والتصادم والتضاد بين مصالح الناس. فإذا لم يتعامل معهم بمداراة وكان يتصادم ويتعارك مع كل شخص لا يتّفِق معه بالأفكار والمصالح فإنّ حياته والآخرين أيضاً سوف تتحوّل الى جهنّم. 

 

3 - حلمٌ يردُّ به جهل الجاهل: والمراد من الجاهل هنا ما يقابل العاقل فإن الإنسان حينما يتعامل مع الأشخاص السُّفهاء في المعاملات والمبادلات التجاريّة يجب عليه أن يتحلى بالحِلم، فإذا تكلم معه شخصٌ كلاماً سَفهيّاً أو تصرّف معه تصرُّفاً سَفهيّاً كذلك يجب عليه أن يعفو ويتسامح معهم بِحِلْمِهِ، لأنّه إذا أراد أن يبادلهم بالمثل فإنّه سيواجه المشاكل والمتاعب في حياته. 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

     [1] ـ الخصال /باب الثلاثة /ح 121.