أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن "الغرب لا يقدم لنا المساعدة ويتربص دائما لتوجيه الضربات لنا متى ما سنحت الفرصة له وهذه تجربة مهمة للغاية" مبينا أنه "لا ينبغي إطلاقا أن نرهن خططنا الداخلية ولا ان نواكبها مع الغرب لأنها ستمنى بالفشل حتما".

واعتبر حادثة الغدير بأنها من القضايا المؤكدة غير القابلة للتشكيك وأضاف: انه فضلا عن علماء الشيعة خاصة العلامة الاميني الذي نقل حادثة الغدير نقلا عن 110 من الصحابة وبأسانيد موثوقة فان بعض العلماء الكبار والمفكرين من أهل السنة أيضا أكدوا وقوع الحادث.

وفي جانب آخر من حديثه قال قائد الثورة حول أداء الحكومة: إن أداء حكومة السيد روحاني لم يكن في مختلف القطاعات على نسق واحد، ففي بعض الحالات كان وفق توقعاتنا فيما لم يكن كذلك في حالات أخرى.

واعتبر خدمة الشعب نعمة إلهية وقال: انه ومن اجل شكر هذه النعمة ينبغي استخدام كل الطاقات للتقدم بأهداف الثورة الإسلامية إلى الأمام لأننا دولة ثورية وان الشعب قدم الكثير من التضحيات للوصول إلى أهداف الثورة.

وأكد ضرورة الاستفادة من الخبرات الحاصلة في ظل الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة في المستقبل واضاف: ان احدى الخبرات المهمة جدا الحاصلة في هذه المرحلة هي عدم الثقة بالغرب حيث ينبغي الاستفادة من ذلك مستقبلا.

وقال: لقد اتضح في هذه الحكومة بان لا جدوى من الثقة بالغرب وانهم (الغربيون) لا يساعدون واينما تمكنوا وجهوا الضربة واينما لم يفعلوا ذلك فذلك يعود الى عدم قدرتهم.

وأكد قائد الثورة الاسلامية قائلا: لا ينبغي إطلاقا ربط البرامج الداخلية بالمواكبة من قبل الغرب لأنها ستفشل بالتأكيد.

وخاطب سماحته رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة قائلا: إنكم لم تحققوا النجاح أينما ربطت الأمور بالغرب والتفاوض معه ومع أميركا وحققتم النجاح وتقدمتم إلى الأمام أينما تحركتم دون الثقة بالغرب وقطعتم الأمل منه.

وأشار قائد الثورة إلى مفاوضات فيينا وأعرب عن رضاه لجهود الدبلوماسيين والأداء الجيد لبعضهم فيها وقال: إن الأميركيين أصروا على مواقفهم المعاندة ولم يتقدموا خطوة إلى الأمام.

وأضاف: إن الأميركيين يقولون بالكلام ويعدون بأنهم يرفعون الحظر إلا أنهم لم يرفعوا الحظر ولن يرفعوه كما أنهم يشترطون ويقولون بأنه يجب إدراج جملة في هذا الاتفاق للبحث حول بعض القضايا مستقبلا ودون ذلك لن يقبلوا الاتفاق.

وتابع آية الله الخامنئي: إنهم يريدون من وراء إدراج هذه الجملة توفير المبرر لتدخلاتهم القادمة حول أساس الاتفاق النووي والقضايا الصاروخية والإقليمية وان لم تبد إيران الاستعداد للبحث حولها سيقولون بأنكم (إيران) خرقتم الاتفاق، إذن لا وجود لاتفاق.

وأكد سماحته بان الأميركيين يتعاملون بكل خبث ولؤم وأضاف: إن أميركا لا تأبى من نكث قولها والتزاماتها مثلما خرقت الاتفاق مرة وكان أيضا بلا ثمن (تتحمله) تماما.

وقال: الآن أيضا حينما يُقال للأميركيين أعطوا الضمان بان لا تقومون بخرق الاتفاق في المستقبل يقولون بأنهم لا يعطون الضمان.

وأضاف: إن هذه تجربة مهمة جدا للحكومة وأعضاء الحكومة القادمة وكذلك لجميع الناشطين في الساحة السياسية، وبطبيعة الحال فان هذه التجربة كانت موجودة على الدوام منذ بداية الثورة الا انها كانت اكبر في ظل هذه الحكومة.