حلم الأنبياء

الإمام الخمينيّ قدس سره في كلمات الشهيد الصدر قدس سره

قبل واحد وأربعين عاماً، خسر العالم الإسلاميّ مفكّراً فذّاً وعبقريّاً نادراً هو الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر قدس سره. وقد كان سماحته عالماً مجاهداً، جابه الاستكبار والإجرام بالكلمة والموقف الحقّ، فكان عون المستضعفين والمظلومين، وآمن بالإمام روح الله الموسويّ الخمينيّ قدس سره وثورته، حتّى ذاب بالإمام قدس سره كما ذاب هو في الإسلام، ورأى فيه الأمل الذي سينقذ الأمّة ويحرّرها من كيد المفسدين والطغاة.

في هذا المقال، نضع بين يدي قرّائنا الأعزّاء مجموعة مقتطفات من بعض ما قاله الشهيد قدس سره بحقّ الإمام الخمينيّ قدس سره والشعب الإيرانيّ ذي الهويّة الإسلاميّة.

 

•وصلني تفقّدكم الأبويّ لي

في حديثه لإذاعة طهران العربيّة، وجّه رسالة إلى الإمام الخمينيّ قدس سره يقول فيها بصوته: "سماحة آية اللّه العظمى الإمام المجاهد السيّد الخمينيّ، استمعت إلى برقيّتكم الّتي عبّرتم بها عن تفقّدكم الأبويّ لي. وإنّي إذ لا يتاح لي الجواب عن البرقيّــــة؛ لأنّي مودعٌ في زاوية البيت، ولا يمكن أن أرى أحداً أو يراني أحد، لا يسعني إلّا أن أسأل المولى سبحانه وتعالى أن يديم ظلّكم مناراً للإسلام، ويحفظ الدّين الحنيف بمرجعيّتكم القائدة. أسأله تعالى أن يتقبّل منّا العناء في سبيله، وأن يوفّقنا للحفاظ على عقيدة الأمّة الإسلاميّة العظيمة، وليس لحياة أيّ إنسان قيمة إلّا بقدر ما يعطي لأمّته من وجوده وحياته وفكره. وقد أعطيتم للمسلمين من وجودكم وحياتكم وفكركم ما سيظلّ به على مدى التاريخ مثلاً عظيماً لكلّ المجاهدين، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته"(1). 

 

•ذوبوا في مرجعيّة الإمام قدس سره

وينقل الشيخ النعمانيّ عنه قدس سره قوله: "يجب عليكم [أيّها الطلّاب] أن لا تتعاملوا مع هذه المرجعيّة -وأيّ مرجعيّة- بروح عاطفيّة وشخصيّة، وأن لا تجعلوا ارتباطكم بي حاجزاً عن الموضوعيّة، بل يجب أن يكون المقياس هو مصلحة الإسلام؛ فأيّ مرجعيّة أخرى استطاعت أن تخدم الإسلام وتحقّق له أهدافه يجب أن تقفوا معها، وتدافعوا عنها، وتذوبوا فيها، فلو أنّ مرجعيّة السيّد الخمينيّ قدس سره مثلاً حقَّقت ذلك، فلا يجوز أن يحول ارتباطكم بي دون الذوبان في مرجعيّته"(2).

 

•الالتفاف حول الإمام قدس سره

كما ينقل قوله: "يجب أن يكون واضحاً، أنّ مرجعيّة السيّد الخمينيّ الّتي جسّدت آمال الإسلام في إيران اليوم، لا بدّ من الالتفاف حولها، والإخلاص لها، وحماية مصالحها، والذوبان في وجودها العظيم، بقدر ذوبانها في هدفها العظيم"(3).

 

•لو أنّ الإمام قدس سره أمرني

وكتجسيد لهذه القناعة كان قدس سره يقول: "لو أنّ السيّد الخمينيّ قدس سره أمرني أن أسكن في قرية من قرى إيران أخدم فيها الإسلام، لما تردّدت في ذلك. إنّ السيّد الخمينيّ حقّق ما كنت أسعى إلى تحقيقه"(4). 

 

•حقّق قدس سره حُلم الأنبياء

وكان قدس سره يرى أنّ الإمام الخمينيّ قدس سره قد حقّق حلم الأنبياء: "لم يكن الإمام الخمينيّ قدس سره في طرحه لشعار الجمهوريّة الإسلاميّة إلّا استمراراً لدعوة الأنبياء، وامتداداً لدور محمّد وعليّ Lفي إقامة حكم الله على الأرض، وتعبيراً صادقاً من أعماق ضمير هذه الأمّة الّتي لم تعرف لها مجداً إلّا بالإسلام، ولم تعش الذلّ والهوان والبؤس والحرمان والتبعيّة للكافر المستعمر إلّا حين تركت الإسلام وتخلّت عن رسالتها العظيمة في الحياة"(5).

 

"الآن، وصلني خبر يفيد بأنّ آخر معقل من معاقل الطاغوت قد سقط بأيدي المسلمين وقد حقّق الإمام الخمينيّ حلم الأنبياء والأوّلياء والأئمّة في التاريخ"(6).

 

•قيادته قدس سره الحكيمة تهزم فرعون العصر

"لقد بلغت هذه القاعدة الرشيدة، بفضل القيادة الحكيمة للمرجعيّة الصالحة الّتي جسّدها الإمام الخمينيّ دام ظله، قمّة وعيها الرساليّ والسياسيّ الرشيد، من خلال صراعها المرير مع طواغيت الكفر، ومقاومتها الشُجاعة لفرعون إيران الحديث، حتّى استطاعت أن تُلحق به، وبكلّ ما يمثّله من قوى، أكبر هزيمة يُمنى بها المستعمر الكافر في عالمنا الإسلاميّ العظيم"(7). 

 

•أطلق الإسلام من القمقم

"لم يبرهن الإمام الخمينيّ قدس سره بإطلاقه للإسلام من القمقم على قدرته الفائقة وبطولة الشعب الإيرانيّ فحسب، بل برهن أيضاً على ضخامة الجناية الّتي يمارسها كلّ من يساهم في حجز الإسلام في القمقم، وتجميد طاقاته الهائلة البنّاءة، وإبعادها عن مجال البناء الحضاريّ لهذه الأمّة"(8). 

 

•انتصار الإيمان على السيف

كنّا نسمع في التاريخ كيف ينتصر الإيمان على السيف، وكنّا نؤمن بذلك غيباً. أمّا اليوم، فقد جسّد ذلك الإمام الخمينيّ عمليّاً(9). 

 

•شعبٌ أبيّ

أمّا عن نظرته إلى تضحيات الشعب الإيرانيّ العظيم، فكان يقول: "إنّنا في النجف الأشرف، إذ نعيش مع الشعب الإيرانيّ بكلّ قلوبنا ونشاركه آلامه وآماله، نؤمن أنّ تاريخ هذا الشعب العظيم أثبت أنّه كان ولا يزال شعباً أبيّاً شجاعاً، وقادراً على التضحية والصّمود، من أجل القضيّة التي يؤمن بها، ويجد فيها هدفه وكرامته"(10).

 

•الإسلام الرسالة والمنقذ

"كان من الطبيعيّ أن يزداد الشعب الإيرانيّ المسلم إيماناً برسالته التاريخيّة العظيمة، وشعوراً أنّ الإسلام هو قدره العظيم، لأنّه بالإسلام، وبزخم المرجعيّة الّتي بنــــاهـــا الإسلــام، وبالخمينــيّ القائــــد، استطاع أن يكسر أثقل القيود، ويحطّم عن معصميه تلك السلاسل الهائلة، فلم يعد الإسلام هو الرّسالة فحسب، بل هو أيضاً المنقذ والقوّة الوحيدة في الميدان الّتي استطاعت أن تكتب النصر لهذا الشعب العظيم"(11).

 

•الهويّة الصادقة

"لا توجد هويّة لشعب أصدق انطباقاً عليه وتجسيداً لمضمونه، من الهويّة الّتي يتجلّى بها في ساحة الجهاد والبذل والعطاء. ولم يعبّر شعب عن حريّته النضاليّة تعبيراً أوضح وأجلى ممّا عبّر به الشعب الإيرانيّ المسلم عن هويّته الإسلاميّة"(12).

 

المصدر: مجلة بقية الله