مقتطفات من كلمات قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي يتطرّق فيها لأبعاد شخصية السيد عبد العظيم الحسني الجهادية والعلمية والمعنوية العظيمة.

وقال سماحته "إنّ شخصية السيّد عبد العظيم مجهولة لدى غالبيّة النّاس".

وأضاف السيد الخامنئي: لقد كان السيّد عبد العظيم رجلاً عظيماً جدّاً. يجهل النّاس مراتب هذا العظيم العلميّة. أعتقد أن السيّد "ريشهري" قام في فترة من الفترات باستخراج أحاديث هذا العظيم وأظنّ أنكم قد نقشتموها كلّها على ذاك الحائط. هذا الأمر يسهم كثيراً بأن يتعرّف النّاس على منزلته كونه كان ناقلاً للأحاديث.

تكريم جناب السيّد عبد العظيم هو تكريم للعلم والزّهد والتقوى والجهاد. لقد كان يصوم النهار ويقوم في الليالي.

روي حول سيرته: في الفترة التي قضاها في ري، كان يصوم جميع الأيام وينهمك بالعبادة في جميع الليالي. هذه الأمور في غاية الأهميّة للحقّ والإنصاف.

وردت روايات معروفة في شأنه وحول فضله. يقول الإمام الهادي عليه السلام لأحدهم ممّن كان عائداً من زيارة الإمام الحسين عليه الصلاة والسّلام: "لو أنّك زرت عبدالعظيم، لنلت ثواب زيارة الإمام الحسين." نحن نعيش إلى جوار السيّد عبد العظيم، يعتمر قلبنا الشّوق لزيارة كربلاء؛ لكنّنا قلّما نوفّق لزيارة هذا العظيم.

هذه رواية تبرز المقام المعنوي للسيّد عبدالعظيم الحسني. في تلك الحقبة أراد الإمام الهادي عليه السّلام أن تضيئ هذه الشّعلة من قلب إيران. لم يكن عليه السلام يمدح دون هدف.

كان يريد أن تستضيئ قلوب أفراد الأمّة الإسلامية في هذه النقطة من العالم بواسطة نور هذه الشّعلة التي هي من أنوار أهل البيت عليهم السّلام وكانت قد رحلت في تلك الفترة ولم تعد تهدّدها أيّ من الأخطار.

 

أبعاد شخصيّة السيّد عبد العظيم الحسني

لقد كانت شخصيّة السيّد عبدالعظيم الحسني شخصيّة علمية، شخصيّة جهادية وكانت لديه شخصيّة إبداعيّة أيضاً. يقول المرحوم "الشّيخ النّجاشي": لقد كان يجمع خطب أميرالمؤمنين".

إذا فقد قام بجمع خطب أميرالمؤمنين قبل ما يقارب المئة وسبعين سنة من تأليف نهج البلاغة؛ هذا عمل في غاية الأهميّة. ليس من المستبعد أبداً أن يكون السيّد رضي رضوان الله عليه قد استفاد من كتاباته.

 

من منطلق شخصيّته الجهاديّة قدم إلى مدينة ري متخفّياً

يقول الشيخ النجاشي: "هارباً من السّلطان"؛ لقد هرب من سلطة الخليفة العبّاسي في العراق والحجاز وقدم إلى ري؛ لأنّ مدينة ري كانت مقرّ اجتماع الشيعة. لم يكن الجميع مضطرّون للهرب من سلطة الخليفة في المدينة والعراق. هذا الأمر يبرز كونه إنساناً مناضلاً.

يتبيّن لنا أنّه كان من ناشري معارف الإمامة خاصة ي فترة إمامة الإمام الجواد والإمام الهادي عليهما السّلام حيث أنّه من رواة أحاديث هذين الإمامين على الأقل. كانت مرحلة عجيبة؛ مرحلة اختناق شديد بالنسبة للأئمة وفي الوقت عينه مرحلة نشاط الشيعة العجيب في أنحاء العالم الإسلامي.

هذا أمر ذا أهميّة لأنّه لم تشهد عصور الأئمة مثل هذا النشاط والتحرك والتنظيم والتوسّع في العالم الإسلامي الذي شهدته مراحل هؤلاء الأئمة الثلاثة (أي الإمام الجواد والإمام الهادي والإمام الحسن العسكري عليهم السلام)؛ حيث كان هؤلاء الأئمة في المدينة وبغداد وسامراء يقعون تحت عين المراقبة الشديدة والضغوط الشديدة أيضاً. يتبيّن إذاً مدى نشاط وأهمية شخصية هذا العظيم في تلك المرحلة حيث لفت أنظار الخليفة وبات ملاحقاً وهرب إلى مدينة ري.

إذاً هي شخصية جهادية وشخصية علمية أيضاً ومن رواة الأحاديث وقد نقل روايات عديدة عن الإمامين الجواد والهادي عليهما السلام.

 

المرجع العلمي الديني في زمان الإمام الهادي عليه السلام

هناك أيضاً رواية منقولة عن الإمام الهادي عليه الصّلاة والسّلام تبيّن الجانبين العلمي والمعنوي للسيّد عبد العظيم الحسني.

جاء أحدهم إلى الإمام الهادي عليه السلام. فقال له عليه السلام: أين تسكن؟

أجابه: في مدينة ري.

قال له عليه السلام: يمكنك الرجوع للسيد عبد العظیم ‌بن ‌عبد اللَّه الحسني في أي مشكلة دينيّة تطرأ عليك.

أي أنّ الإمام الهادي عليه السّلام قدّم السيد عبد العظيم الحسني كمرجع ديني لشيعته.

وفي رواية أخرى يقول عليه السلام: بلّغه سلامي. هذا هو الجانب المعنوي.