كلمات مضيئة [5] ـ من مواعظ الإمام علي بن الحسين (عليه السلام):

] 5 [ ـ رُوي عن علي بن الحسين(عليه السلام):

«قال: لا حسب لقرشي ولا عربي إلاّ بتواضع.

ولا كرم إلاّ بتقوى، ولا عمل إلاّ بنيّة.

ألا وإنّ أبغض الناس إلى الله عزّ وجلّ مَنْ يقتدي بسنّة إمام ولا يقتدي بأعماله»([1]).

 

الحسب معناه الأصل الرفيع والذات العالية لشخصية عائلة الإنسان.

والنسب معناه النسل والعِرق.

في العصر الجاهلي كانت قيمة الإنسان مرتبطة بعرقه وقبيلته وعائلته، ككونه مثلاً عربيّاً أو قرشيّاً. وكانوا يتفاخرون فيما بينهم على هذا الأساس، وفي الواقع والحقيقة كانت القيم عندهم على خلاف القيم الواقعية.

فجاء الإسلام وبيّن القيم الواقعية للإنسانية، والرواية المذكورة توضّح هذا الأمر بما يلي:

إنّ أعلى وأرفع نسب وعرق وأعلى وأرفع حسب وأصل لشخصيةُ الإنسان هو التواضع والتذلّل للآخرين، فمن تواضع وتذلل للآخرين حصل على الحسب الأعلى والرفيع لشخصيته.

والكرم أي القيمة الوجوديّة للإنسان تكون بالتقوى والطهارة. والإنسان من دون تقوى ليس بذي قيمة حتى وإن كان عالماً أو متخصصاً أو ثريّاً. وقيمة العمل بالنيّة.

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة

من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

     [1] ـ الخصال، باب الواحد، ح: 62