نقل بعض أقرباء الإمام بعض ما حصل في الساعات الأخيرة من حياته هكذا:

في عصر اليوم الذي ارتحل فيه طلب الإمام حضور جميع أفراد عائلته.

جاء الجميع وأحاطوا بالسرير الذي يرقد عليه الإمام.

فتح الإمام عينه بصعوبة وخاطبهم: أريد أن أبلغكم وصيتي في جملة واحدة.

تلهّث الحضور لسماع تلك المفردات التي ستصدر من هذا الرجل العظيم في ساعاته الأخيرة فما عسى أن تكون تلك الوصية؟

حرّك الإمام شفتيه قائلاً: >وصيت من به شما اين است كه بكوشيد نا فرماني خدا نكنيد<.

 >وصيتي لكم هي أن اكدحوا في أن لا تعصوا الله<.

ثم قال >اذهبوا فلقد تعبت وأريد النوم<.

بعد ذلك تغطى باللحاف ونام. وعندما حل وقت الصلاة أبلغوه بذلك, فصلى بالإيماء للركوع والسجود بإصبعه فقط, في حين كانت شفتاه تتمتمان بالصلاة.

ما هذا؟ ومن هي هذه الشخصية؟ وما هذه الروح التي لا تعرف حتى في آخر لحظات حياتها سوى الله وأداء التكليف فقط؟ وأفضل وصية يهديها لأولاده هي اسعوا أن لا تقعوا في المعصية!

لقد كان لي شرف الحضور في درسه منذ عام 1331 هـ ش وبقيت بين فترة وأخرى على اتصال به بعد إبعاده  إلى النجف, وبعد رجوعه إلى البلاد وكنت أشاهد تصرفاته في الدرس والبحث والتعامل, وأستطيع أن أقول أنني لم أشاهد منه ولو مرة واحدة أن كان يفكر في مصالحه الشخصية, يفكر أو يكتب أو يتحدث مرة واحدة بما يحقق له مصلحة دنيوية.

إنني لم أجد من هذا الإنسان غير إطاعة الله وخدمة الناس. لقد كان بحراً متلاطماً ولكنه هادئاً وبلا ساحل.  

آية الله الشيخ

محمد تقي مصباح