أشاد الأمين العام لحركة حزب الله السيد حسن نصر الله بالحضور الشعبي الكبير في مهرجان الانتصار الكبير وقال: اللبنانيون هم من صنعوا أمنهم في لبنان وفي الجنوب ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي صنعت ذلك.

وأضاف السيد حسن نصر الله في كلمة ألقاها عصر يوم الجمعة في مهرجان الانتصار الكبير “نصرٌ وكرامة” أن الحضور الشعبي الكبير في هذا المهرجان يعبر عن مدى الإيمان بالقدرة على مواجهة العدو.

وبارك مناسبة الانتصار على العدو الإسرائيلي في العام 2006 معتبرا أن “جماليتها هذا العام أنها جاءت بين عيدي الأضحى والغدير”.

وأضاف سماحته “هذا الحضور في الجنوب يعبر عن ثقة الناس بالقدرة على ردع العدو الإسرائيلي، هذه النعمة يجب أن نعرفها وان نحافظ عليها و اللافت في مناطق الجنوب حالة العمران الكبيرة التي تتم بعرق وجهد الناس وأموال المغتربين الذين تشن عليهم أميركا وإسرائيل حرب بلا هوادة في كل العالم،كل مناطق جنوب لبنان كانت خلال الأيام الماضية عامرة بأهلها بكل امن وطمأنينة بدون اي قلق أو خوف من عدوان”.

وتابع” هذا الأمن والأمان لم يأت بالمجان وإنما بناء لعمل وجهد على مدار الساعة وهذه نعمة يجب ان تشكر ويتم المحافظة عليها”.

وأكد السيد نصر الله أن “اللبنانيين هم من صنعوا أمنهم في لبنان والجنوب عبر المعادلة الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة والأمن والأمان في الجنوب جاء بناء لتعب وجهد وعمل خاصة خلال الـ13 سنة الماضية وهو ينعم بذلك من موقع القوي والمقتدر والشريف فلا احد يمن علينا بذلك”.

وأضاف”عندما نتحدث عن المقاومة وتوازن الرعب مع العدو فهذا بناء لعمل على مدار الساعة بالتسلح والتجهيز والتطوير لنكون في أعلى وأقوى جهوزية وهنا نفهم لماذا تعمل أميركا على تجفيف منابع القوة للمقاومة”.

 

قرار الحرب الإسرائيلية على لبنان كان أمريكيا

وأوضح سماحته أن “هدف الحرب كان سحق المقاومة في لبنان والقضاء عليها في فلسطين وإنهاء حكم الرئيس الأسد في سوريا والقضاء على المقاومة الجدية في العراق وعزل ايران تمهيدا لإسقاطها وهذا المشروع لو نجح كان سيؤدي إلى هيمنة أميركية على منطقتنا”.

واعتبر أن “الإسرائيلي كان سيكتفي برد الفعل الذي قام به في اليوم الأول لأسر الجنود لكن القرار الأميركي هو من دفعه الى الحرب بدون جهوزية”.

وتابع” ان الحرب التي شنت على لبنان في تموز 2006 كانت بقرار اميركي واسرائيل كانت مجرد أداة وتهدف لاقامة شرق اوسط جديد ومكملة للغزو الاميركي لافغانستان والعراق”.

وقال سماحته ان”الحرب توقفت لسبب وحيد الا وهو إدراك الاميركي والاسرائيلي بفشله من تحقيق الهدف من الحرب بل خافوا ان ينقلب السحر على الساحر وكانت اسرائيل تدرك انها تتجه الى كارثة عظيمة وبدايات الانهيار في كيانهم”.

واشار السيد الى ان “بولتون خلال حرب تموز قال لمسؤول عربي لا تتعبوا انفسكم لانها لن تقف الا بسحق حزب الله او بتسليمه لسلاحه ولكن على مشارف نهاية الحرب جاء المندوب الاسرائيلي يطلب وقف الحرب بأي ثمن ونفس الطلب عاد وطلبه بولتون”.

مؤكدا ان” الحرب توقفت لان اسرائيل عجزت وفشلت ولانكم كنتم الاقوياء والثابتين والصابرين تتحملون المسؤولية، الذي اوقف الحرب هو قوة لبنان والمقاومة ولن يمن علينا احد في العالم انه اوقف الحرب في 14 آب 2006″.

وتابع”مشروع الشرق الاوسط الجديد ما كان ليسقط لولا معادلة الجيش والشعب والمقاومة”.

واردف قائلا “في حرب تموز لم يكن هناك وحدة وطنية وانما كان هناك موقف سياسي رسمي متميز مثله الرئيس اميل لحود والاخ الرئيس نبيه بري ومن تضامن من كتل وتيارات والاهالي الذين فتحوا مناطقهم وبيوتهم ولو كان لدينا وحدة وطنية حقيقة كان لبنان في موقع من يفرض الشروط في ذلك الوقت”.

واضاف”في مربع الصمود قلة من المجاهدين تثبت بمواجهة كل هذا الكم العسكري في الجو والبر، من اين كل هذه الطمأنينة في القلوب؟ هذا فعل الله وتسديدا منه وليس له اي تفسير اخر “.

وقال سماحته”اليوم نحن اقوياء وسنكون اقوياء وأنوه بموقف الرئيس العماد ميشال عون الذي اكد انه لو تكررت الحرب سننتصر من جديد، بمثل هذه المواقف لن يستطيعوا ان يلحقوا بنا اي هزيمة على الاطلاق”.

واضاف”في حرب تموز بعد فشل الاعتداء الجوي كان لا بد من الذهاب على الارض الى المعركة، لذلك كانت العين على مدينة بنت جبيل للقول انهم حققوا انجازا بريا كبيرا للتأسيس عليه بقية الحرب”.

مشيرا إلى ان كل الدلائل كانت تشير الى ان الهدف كانت بنت جبيل لرمزيتها في احتفال التحرير في العام 2000 للقول إن اسرائيل ليست بيت العنكبوت.

وتابع” كان الجيش الاسرائيلي يريد ان يقدم انجازا ميدانيا للتقدم في بقية القرى ولكن الهزيمة في بنت جبيل حمى بقية البلدت وايقن الاسرائيلي ان الويته وجيشه اضعف من السيطرة على مربع من السيطرة على مدينة وعلى بقية القرى لذلك كانت محطة مربع الصمود محطة حاسمة”.

مؤكدا ان “عقيدة بيت العنكبوت تأكدت بفضل الشهداء والمجاهدين في مربع الصمود وبيت جبيل”.

وراى السيد نصر الله انه من بركات حرب تموز محاولة الاسرائيلي ترميم صورة جيشه البرية وما جرى سابقا في غزة يؤكد هذا الامر،في المقابل استفادة المقاومة من تجربة حرب تموز ولا سيما في مربع الصمود ووضعنا نظاما عسكريا للدفاع عن مدننا وقرانا وارضنا”.

 

ستحضرون بثا مباشرا لتدمير الألوية الاسرائيلية

وتوجه للفرق والالوية الاسرائيلية بالقول “اذا دخلتم الى ارضنا فإن كل بقعة في لبنان على شاكلة مربع الصمود بأكثر من 500 مرة، ستحضرون بثا مباشرا لتدمير الالوية الاسرائيلية اذا دخلت الى جنوب لبنان”.

واضاف ” بعد كل هذا الوقت منذ حرب تموز الكل اليوم يتحدث عن قوة المقاومة والاهم نظرة العدو اليك ورؤيته وما فرضته هذه المقاومة وفي طليعتها حزب الله من معادلات في هذا الصراع، الكل في كيان العدو يعترف بهذا التوازن مع المقاومة وبعضهم يتحدث عن التوازن الاستراتيجي وهذا قوة للبنان”.

واردف قائلا”احد القادة الصهاينة يتحدث ان اسرائيل تعد بلدا صغيرا وهشا ومع عدد قليل من الصواريخ عالية الدقة يمكن لحزب الله ان يكبدها ثمنا باهظا”.

وتابع “اسرائيل يجب ان تتحمل مسؤولية اي عدوان تشنه والسؤال المطروح في الكيان الغاصب هل ستنتصر اسرائيل في اي حرب اخرى ضد لبنان؟ هم يحاولون اختراع مفهوم جديد للنصر لاقناع شعبهم به”.

ورأى سماحته اننا” اليوم لدينا جبهة مقاومة ممتدة من فلسطين الى لبنان وسوريا العراق وايران واليمن وقوى سياسية حية في البحرين وتونس والمنطقة والعالم”.

 

لم يستطيعوا ان ينهوا المقاومة

وقال السيد نصر الله ” لم يستطيعوا ان ينهوا المقاومة، والدليل ما يجري في فلسطين في غزة والضفة، هذا هو جيل فلسطين والمقاومة والمستقبل من شباب وشابات الضفة الغربية،في حرب تموز أرادوا سحق المقاومة فتولد عبر السنين والدموع والدماء جبهة كبرى للمقاومة لا بد من القول كان فيه للمقاومة الصادقة والحقيقية كما هو الحال اليوم،قوة محور المقاومة يجب البناء عليه في لبنان وبقية دول المنطقة سياسيا وعسكريا ولمنع الحروب”.

واعتبر سماحته ان”اسرائيل لا تعتدي على لبنان لانها لا تخاف فقط من حزب الله وانما هي تعتقد ان اي حرب جديدة على لبنان قد تفجر المنطقة عبر محور المقاومة، الاستناد الى محور المقاومة سيمنع اي حرب كونية على سوريا وسينهي العدوان على اليمن وسيمنع عودة الهيمنة الاميركية على العراق”.

واضاف”كلفة الصمود والمقاومة اقل بكثير من كلفة الخضوع والمساومة والاستسلام، في المقاومة تبقى لك ارضك ومستقبلك واهلك ونفطك وسيادتك اما في الاستسلام يأخذون كل شيء، لمن يريد ان يفهم نقول إن محور المقاومة من خلال صموده واستعداده للمواجهة يمنع الحرب في المنطقة”.

 

من يدفع للحرب في المنطقة؟

واشار السيد الى ان “من يدفع للحرب في المنطقة هو نتنياهو والسعودي وبعض أنظمة الخليج "الفارسي"، وبالاستناد الى محور المقاومة يمكن وقف الحرب”،معتبرا ان ” ايران تملك القوة العسكرية والشجاعة والدليل اسقاط الطائرة المسيرة الاميركية في الخليج "الفارسي" واحتجاز السفينة البريطانية قانونيا”.

وتابع سماحته” الحرب على ايران يعني الحرب على محور المقاومة ويعني ان كل المنطقة ستشتعل وهذا دعوة لفهم الحقائق والرسالة وصلت خلال الايام الماضية وأدرك بعض اللاعبين الصغار في منطقتنا ان النار ستحرق وجوههم وكياناتهم”.

واشار الى انه في الداخل اللبناني”نحن لا نتصرف من موقع المنتصر ومن موقع فائض القوة نحن في الداخل نريد ان يحضر ويتعاون الجميع ولم نكن نوافق على الغاء وشطب احد،لو انتصر المحور الاخر كيف كان سيتصرف البعض في لبنان مع حزب الله وحركة امل والقوى الوطنية وقوى 8 آذار؟”

وأضاف”في الوقت الذي ندعو فيه للتعاون في مختلف الملفات ولا نريد إلغاء احد، نحن لا نقبل ان يقوم احد بإلغاء احد في بعض الطوائف او المناطق بل ندعو لاحترام الاحجام التي افرزتها نتائج الانتخابات النيابية”.

معتبرا ان” المطلوب في لبنان ان لا يلغي أحدٌ أحداً وعلينا العمل لرفع شأن بلدنا”.

وتوجه سماحته الى اهلنا في قضاء صور ومدينة صور للمشاركة في الانتخابات الفرعية وقد اخترنا الاخ الشيخ حسن عز الدين ونأمل ان يفوز مرشح هذا الثنائي المنسجم ونأسف لاستقالة الاخ نواف الموسوي من موقعه النيابي.

وشكر في الختام جميع من شارك في الاحتفال بذكرى انتصار تموز معتبرا ان هذا جزء من المعركة والحرب والمشهد والرسالة التي يجب ايصالها للعدو ولكل المتربصين وهذا حاضرها كما ماضيها وهكذا سيكون مستقبلها.