وصية الشهيد علي العرب، والتي خطًها بيده في السجن، بتاريخ 29 يناير/كانون الأول 2018.

 

 وفي ما يلي نص الوصية:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا وقائد مسيرتنا المُسمّى في السماء بأحمد، وفي الأرض بأبي القاسم محمد (ص).

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. صدق الله العلي العظيم.

إن لله رجالًا إذا أرادوا أراد، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، لو حُملوا على الجبال لأزالوها.

إلى جميع من عرفتهم في محبسي، ألتمس منكم العذر والسماح على أي خطأ بدر مني أو أي تقصير معكم أرجو العذر والسماح. قرأت قصصًا عن الشهداء أن [الشهيد] في وقت استشهاده لا يتألم، بالأحرى لا تكون الروح في الجسد، ويرى كيفية استشهاده. وإن جروح الشهيد تكون له نورًا في الآخرة.

كان الشهيد القائد أخي وصديقي رضا الغسرة يقول: "كونوا على العهد وقووا أنفسكم بالتقرب إلى الله وأهل البيت وليس هناك نجاح إلا بالتقرب لهم وكل ما فعله من بطولات ووو... كان يتوكل على الله وعلى أهل البيت.

صادفني موقف لا أستطيع ذكره، لكن كنت في حيرة، فتكلمت مع الشهيد، أخبرني في مشيك توكل على الله، عند وصولك المكان الصعب، قل السلام على فاطمة الزهراء (ع)، والعن ظالميها، واقبض على يدك وافتحها وانفخ في وجهه، وفعلت ما قاله، ما إن وصلت إلى النقطة والمكان الذي أريده، فعلت ما قال، انفتح لي الطريق وعبرت بدون سؤال ولا كلام، وغيرها من مواقف بركات أهل البيت (ع).

وفي قصة أخرى كان من بركات أهل البيت (ع) مفتاح العزل (مبنى 1). توصل الشهيد إلى طريقة لنسخ المفتاح، لكن حدث خطأ في النسخ ولم يفتح القفل، بعد محاولات عديدة، لم ينجح. وصل إلى يوم وفاة سيد المرسلين (ص)، وضع المفتاح في جيبه، وقبل دخول المجلس، وضع يده على جيبه وقال (بأمانتك يا رسول الله وببركاتك ساعدني). انتهى مجلس القراءة، وخرج وأخذ المفتاح، وقال بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى على النبي وآله ثلاث مرات، وفتح القفل، وانفتح ببركات النبي وآله. وغيرها من المواقف التي حصلت معي وكنت أستعين بأهل البيت (ع) وأصل للمطلب الذي أريده.

أسأل نفسي ما هو التكليف، أو ما هو تكليفي، أو هل أدّيت تكليفي؟ هل هذا التكليف؟

وصلت إلى نقطة عرفتها في نفسي، والقراءة ومحاضرات سمعتها من علماء وغيره. فوق كل هذا كان عملي، ومتأكد [أنه] لم يتجاوز قطرة في البحر في سبيل الله ، ونحن مقصرون في كل شيء.

أودعكم إخوتي وأحبائي، وليس هناك ألم أشد من فراق الأحبة، عسى أن نلتقي مرة أخرى.

خُطَّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على يد الفتاة وخير لي مصرع أنا ملاقيه، ألا من لحق بي استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح. كلمات نرددها خلف سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، ونحن اخترنا ملاقاة مصارعنا والالتحاق بالركب وبلوغ الفتح. تعلمنا أنك إن لم تشهر سلاحك من جرحك الدامي، صرت رقيقًا في سوق نخاسة لا تعرف الرحمة.

أنا أواجه حكم الإعدام في أي وقت، وأسأل الله عز وجل أن يرزقني الشهادة في سبيله، وما أحلى الشهادة في سبيله. أوصي إخوة الدرب والشعب الأبيّ أن يسيروا على نهج سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) والشهداء.

وصية الوداع كما قالها الإمام الخميني قدس سره، وأنا أرددها كما قال:

بفؤاد هادئ وقلب مطمئن وروح مسرورة وضمير آمل بفضل الله أستأذن الشعب وأسافر نحو المقر الأبدي.

 

أخوكم علي العرب

 

(شهادة)

 

الإثنين: 29/ 01/ 2018 م

 

المصدر: مرآة البحرين