قدم قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، في درس البحث الخارج في الفقه، يوم الثلاثاء 30 نيسان/ ابريل الماضي نصائح إلى الصائمين للاستفادة المعنوية من شهر رمضان المبارك وخاصة أداء العبادات في الأسحار.

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن شهر رمضان المبارك يعتبر فرصة جيدة للغاية للتبليغ الديني والأنس مع الآخرين، وفرصة لمساعدة الفقراء، وأفضل من هذا كله، يشكل فرصة للتعبد والتقرب إلى الباري تعالى.

وأوضح سماحته أن الصوم والصلاة والنوافل يعد فرصة للجلوس على مائدة الرحمة والضيافة الإلهية.

وأشار آية الله الخامنئي إلى أن أعمال شهر رمضان كثيرة جدا، وكل ليلة فيها أدعية وصلوات مختلفة، وبعض الأشخاص لا يدركون أهميتها، وهناك أمور ينبغي عدم تفويتها.

وشدد قائد الثورة على أهمية القيام بالأسحار لما فيه من فوائد معنوية والخلوة مع النفس ومع الله عز وجل.

وكان قد قال قائد الثورة في وقت سابق: "حلّ شهر رمضان المبارك مرة أخرى بكل بركاته وجمالياته المعنوية. كان رسول الإسلام الأعظم (ص) يعدّ الناس قبل حلول شهر رمضان للدخول في هذه الساحة الخطيرة السامية الزاخرة بالخيرات و البركات.. «قد أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة». في خطبة يوم الجمعة الأخيرة من شهر شعبان، حسب بعض الروايات، قال الرسول الأكرم (ص) قوله هذا ونبّه الناس لقرب حلول شهر رمضان. لو أردنا تعريف شهر رمضان بجملة واحدة لوجب القول إنه شهر الفرص. ثمة الكثير من الفرص أمامنا أنا وأنتم في هذا الشهر. لو استطعنا الاستفادة بصورة صحيحة من هذه الفرص لتوفّر لدينا رصيد عظيم وقيم جداً. ولأوضّح هذه الفكرة بعض الشيء، ولتكن الخطبة الأولى حول هذه المسائل ذات الصلة بشهر رمضان وفرصه المنقطعة النظير.

في هذه الخطبة التي أشرنا إليها، يقول الرسول الأكرم (ص): «شهر دعيتم فيه إلي ضيافة الله».. وهذه عبارة جديرة بالتأمل والتدبّر. إنه دعوة لضيافة إلهية. ليس ثمة إجبار وإكراه علي أن ينتفع الجميع من هذه الضيافة، لا، إنما جعل ذلك فريضة، لكننا أحرار في أن ننتفع من هذه الضيافة أو لا ننتفع. البعض لا تتوفر لهم الفرصة أبداً للاهتمام بهذه الدعوة والانتفاع من هذه الضيافة. غفلتهم وانهماكهم في الأعمال المادية والدنيا المادية هو بنحو يجعلهم لا يدركون معه حلول شهر رمضان وانقضائه. كأن يدعوا شخصاً لضيافة جد عظيمة ومفعمة بالخيرات والبركات ولا يجد الفرصة للمشاركة فيها، فيغفل حتى عن النظر في بطاقة الدعوة. هؤلاء لا ينتفعون شيئاً من هذه الضيافة. والبعض يدركون وجود هذه الضيافة لكنهم لا يسارعون إليها ولا يشاركون فيها. هؤلاء هم الذين لم يتلطف بهم الله تعالى ولم يوفقهم لصيام هذا الشهر، فهم لا يصومونه، ومن دون عذر. أو تلاوة القرآن الكريم أو قراءة أدعية شهر رمضان. البعض لا يلبّون هذه الدعوة ولا يشاركون في هذه الضيافة ولا يأتون لها. هؤلاء حالهم ووضعهم معلوم. وهناك كثيرون من المسلمين من أمثالنا يشاركون في هذه الضيافة، بيد أن نصيبهم من هذه الضيافة ليس بمقدار واحد لكل واحد منهم. فبعضهم ينال وينتفع أكثر من هذه الفرصة.