اعتبر الخبير في الشؤون الإقليمية مسعود أسد اللهي أن مكانة إيران في المنطقة قد تعزّزت إلى درجة أصبح الأمريكيّون يتحدثون اليوم عن القلق حول نفوذ إيران وحزب الله بين الدّول اللاتينية.

وتحدّث الخبير السياسي والإقليمي مسعود أسد اللهي، الذي قد سكن في دول عربية لفترة معينة، حول بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية الّذي أصدره قائد الثورة الإسلامية مشيرًا إلى اقتدار الجمهورية الإسلامية مقارنة مع الأربعين عامًا المنصرمة، قائلًا: "في الذكرى السّنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية وعلى أعتاب العقد الخامس من العمر المبارك للثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية وعلى الرّغم من الضّغوط والحظر نرى أن مكانة الجمهورية الإسلامية تتألّق يومًا بعد الآخر وأصبحت ترتقي مقامًا لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بفترة ما قبل الثورة الإسلامية".

وأضاف الخبير الإيراني: "حتى الأمريكيّون أصبحوا لا يتحدثون عن نفوذ إيران في غرب آسيا كثيرًا بقدر ما يتحدّثون عن نفوذ إيران في أمريكا اللاتينية وعلى سبيل المثال هم يتحدثون عن خطر علاقة إيران وحتى حزب الله بفنزويلا وعدد من دول أمريكا اللاتينية ".

وأشار أسد اللهي إلى أن هذا الأمر يدلّ على أن الجمهورية الإسلامية (والشّعب الإيراني) نجحت في أن تشقّ لنفسها طريقًا من قلب هذه الصّعوبات والضّغوط والمؤامرات كما استطاعت أن تصل إلى تقنياتٍ وقدراتٍ في مختلف المجالات لا يملكها الّا عدد محدود من الدّول في العالم؛ كما استطاعت على المقلب الآخر أن توصل صوتها إلى آذان أحرار العالم وهذا أمر مهم للغاية لكنّه خطير من وجهة نظر الأمريكيين.

يضيف الخبير في الشّؤون الإقليمية مشيرًا إلى أنّه عندما نعود إلى منطقة غرب آسيا التي تعيش دومًا أزمات سياسيّة وأمنيّة نرى الجمهورية الإسلامية اليوم كقوّة مستقرة، مقتدرة وتمتلك استراتيجية واضحة بحيث أن الأعداء من الكيان الصّهيوني وصولا إلى شيوخ الرّجعية العربية وفي مقدمتهم السّعودية يبذلون جهودًا مستميتة من أجل ارتقاء مكانة في مواجهة إيران.

ولفت أسد اللهي إلى أن هؤلاء الأعداء إنّما يبذلون جهودهم من اجل العودة بإيران إلى مرحلة ما قبل الثورة الإسلامية بحيث لم تملك حكومة الشاه أي دور إلّا ما سمحت به أمريكا وكانت تلعب دور الشّرطي الأمريكي في المنطقة، وقال: "هذا الأمر أصبح من الماضي ولم يعد ممكنًا، والمكانة التي وصلت إليها إيران اليوم هي ثمرة جهودها المتواصلة وهي مكانة لا يمكن للأمريكيين أن يأخذوها منّا لأنهم ليسوا هم من أعطونا إيّاها".

 

العدو والصديق يقرّان بأنّه لا يوجد حل لأزمات المنطقة من دون مشاركة إيران

وأكّد الخبير الإقليمي الإيراني بأن المكانة التي وصلت إليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم جعلت العدو والصّديق يقرّان بأن أي حل لأزمات المنطقة بدون إيران لن يكون ممكنًا ولن يُكتب له النّجاح.

وأشار أسد اللهي إلى بعض نماذج النّفوذ المعنوي الإيراني في المنطقة مؤكّدا بأن هذا النّفوذ في دول المنطقة في الحقيقة قد نسف الهيمنة الأمريكية، وأضاف: "في العقد الأول لانتصار الثّورة الإسلامية وبسبب الحرب المفروضة من قبل النّظام البعثي العراقي كان نفوذ إيران الإقليمي محدودا؛ لكن بعد فترة الدّفاع المقدس استطاعت الجمهورية الإسلامية وعبر سياسة واضحة أن تعزز موقفها الإقليمي ابتداءً من لبنان وأثبتت أنّها صديق وداعمة للشّعب اللبناني".

وتابع: "على الرّغم من المُعارضة التي يبديها الغرب وفريق 14 آذار في لبنان، لم يستطيع هذا الفريق أن يوصل شخصًا مواليًا للغرب إلى سدّة رئاسة الجمهورية اللبنانية بل الأمر الذي حدث هو أن السّيد ميشال عون الذي يُعتبر حليفًا للمقاومة وهو شخصيّة مسيحيّة بارزة في المنطقة هو من فاز بالسباق الرّئاسي اللبناني".

وصرّح أسد اللهي قائلًا: "خلال الأشهر الأخيرة الماضية أجريت الانتخابات النّيابية اللبنانية وكنتيجة لها لم يستطع السّيد سعد الحريري المدعوم من قبل الغرب والسّعودية أن يُشكل حكومة دون الأخذ بعين الاعتبار مطالب حزب الله وحلفائه في لبنان. وهذا مثال بارز على نجاح أصدقاء إيران في لبنان الّذين يعززون من قدرتهم في لبنان وقد وصلوا إلى المكانة التي هم عليها اليوم".

الخبير في الشّؤون الإقليميّة أشار أيضًا إلى مكانة ونفوذ إيران في سوريا والعراق لافتًا إلى أنّه منذ بداية الأزمة في سوريا فقد اجتمعت 105 دول تحت عنوان "أصدقاء سوريا" من أجل إسقاط النّظام فيها لكن إيران وحلفائها أحبطوا هذه المؤامرة الدّوليّة ومنعوها من الانتصار، مضيفًا: "الحديث في سوريا اليوم لا يدور مطلقا حول إسقاط النظام بل تسعى تلك الدّول المتآمرة إلى البحث عن سُبل تطيل من عمر المسلحين المدعومين من قبلها لفترة زمنيّة أطول؛ هذا الأمر ما كان ليحدث لولا نفوذ وقوة إيران التي استطاعت إقامة حلف للدفاع عن الدّولة والنّظام والشّعب في سوريا".

 

أمريكا والسّعوديّة يواصلون الفشل في العراق على الرّغم من الأموال التي يواصلون إنفاقها هناك

وانتقل أسد اللهي إلى الشأن العراقي، وقال: "منذ أن بدأ تنظيم الانتخابات في العراق، لطالما فاز بها أصدقاء إيران فيما واصلت أمريكا والسّعودية الفشل على الرّغم من الأموال التي يواصلون إنفاقها هُناك؛ وهذا يدل على مكانة إيران ونفوذها لدى الشّعب العراقي والدولة العراقية على السّواء".

ووصّف الخبير الإقليمي الإيراني أمريكا والتّحالف السّعودي بالمهزوم على ساحة الحرب اليمنية وقال: "مرّت أربع سنوات على حرب إبادة الحجر والبشر في اليمن، لكن فريقًا في اليمن يُعدّ صديقًا لإيران نجح في جمع الشّعب اليمني حول محور المقاومة والدّفاع عن الأرض اليمنية في مواجهة هذا الهجوم وألحق أفدح الخسائر في صفوف بعض الجيوش العربية التي لا تفقه سوى إنفاق المليارات من الدّولارات لشراء الأسلحة".

واختتم أسد اللهي بالقول: "بناءً على ما تقدّم لا أعتقد أن هُناك شخص اليوم يستطيع إنكار النّفوذ الإيراني على الصّعيد الإقليمي أو حتّى العالمي".

 

المصدر: وكالة تسنيم