أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن أميركا منيت بالهزائم من إيران على مدى أربعة عقود الماضية فيما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي المنتصرة في تلك التحديات.

وقال قائد الثورة، في كلمته لدى استقباله حشد من التلاميذ والطلبة الجامعيين صباح اليوم السبت، انه منذ 40 عاما من التحديات المستمرة بين إيران وأميركا والتي شهدت مختلف أنواع النشاطات العدائية حيث شنت أميركا الحروب العسكرية والاقتصادية والإعلامية والتي كان هدفها استعادة الهيمنة السابقة في زمن الطاغوت ( النظام الملكي السابق) لكنها فشلت في تحقيق هدفها.

وأضاف القائد، إن السبب في هزيمة أميركا يعود إلى أنها هي التي كانت البادئة في الهجمات إلا أنها لم تحقق أهدافها.

وتابع سماحته: إننا إذا ألقينا نظرة فاحصة على وضع اميركا نلاحظ أنّ قوتها تؤول الى الزوال وهي اليوم اضعف كثيرا مما كانت عليه قبل 40 عاما.

ونوه الإمام الخامنئي إلى أن الكثير من الساسة الوجهاء في أميركا يرون أن القوة الناعمة لبلادهم قد أصابها التصدع.

ولفت قائد الثورة إلى أن الوضع في عهد اوباما كان بهذا الشكل أيضا إلا انه، في عهد هذا الشخص، بات واضح تماما بروز المعارضة لقراراته على الصعيد العالمي ليس على مستوى الشعوب فحسب وإنما الحكومات أيضا.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي الحالي ألقى بكل شيء في سوق المزايدات وقضى على ما تبقى من كرامة أميركا والديمقراطية الليبرالية.

ووصف القوة الصلبة لأميركا، أي الاقتصادية والعسكرية، بأنها تؤول إلى الزوال إذ أن قوتها العسكرية أصابها الارتباك للغاية ، ولذلك تستخدم منظمات مثل بلاكووتر لتحقيق أهدافها العسكرية كما إن اقتصادها على هذه الشاكلة أيضا حيث تعاني من قروض هائلة بلغت 15 تريليون دولار وعجز في الميزانية وصل إلى 800 مليار دولار.

ووصف هذه المسيرة الكبرى بالمعجزة على فرض تقبّل فرضية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة العراقية قامتا بمهمة انجاز هذه المسيرة الرائعة، فهلّا للغربيين انجاز مثل هذه المسيرة التي لا مثيل لها.

ووصف قائد الثورة ظاهرة الأربعينية التي لا مثيل لها لا يمكن بلورتها سوى بالعشق والإيمان وثمرة دماء الشهداء العظام ولا يستطيع أي عنصر آخر إنجاز مثل هذه المهمة.

ونوه إلى أن مسيرات الأربعينية تتوسع وتنمو عاما بعد عام، معرباً عن شكره في ذات الوقت باستضافة الشعب والحكومة في العراق وشخصياته وسياسييه ومحبتهم.

وأشار إلى الحظر الأميركي، موضحا أن إحدى آليات هذا البلد في التحديات مع إيران طيلة الأربعين عاما الماضية تأجيج الحرب الإعلامية، موضحا أن أميركا تعتمد نشر الأكاذيب وإثارة الفتن والترويج للفساد وتحريض المناوئين منذ بداية الثورة الإسلامية وهي تعتمد الأجواء الافتراضية والأساليب الحديثة حاليا. 

ولفت قائد الثورة إلى أن الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أميركا أدنى دور في صنع قراراتها هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو ما يعني هزيمة أميركا.

ونوه إلى أن الهدف الرئيسي لأميركا في تحريض صدام بإشعال نيران حرب السنوات الثمانية ضد إيران تمثل بإلحاق الهزيمة بالنظام الإسلامي وإذلاله على الصعيد العالمي إلا انه استطاع هزيمة العدو ولم يتنازل عن شبر من أراضيه.

وأوضح قائد الثورة، أن هدف أميركا من شن الحرب والحظر الاقتصادي على إيران طيلة 40 عاما مضت إيقاف عجلة تقدم البلاد وإبقاءها متخلفة لكن ما يحدث اليوم يتعارض مع مآربها لان نشاطات تحقيق الاكتفاء الذاتي والإنتاج الداخلي قد اتخذت وتيرة متسارعة إذ تنشط اليوم مئات المجموعات من الشبان الجامعيين وتحقق انجازات تكتسب الأهمية.

ووصف الديون الأسطورية لأميركا وعجز الميزانية الذي بلغت قيمته 800 مليار دولار هذا العام بأنه مؤشر على الانهيار الاقتصادي، مشيراً إلى أنهم يغطون هذه الحقائق بالتظاهر والشعارات ، لكن التراجع الاقتصادي واضح رغم الخداع.

ونبّه آية الله الخامنئي دول المنطقة بواقع تراجع أميركا ، موضحاً: إن الذين يبدون الاستعداد لنسيان القضية الفلسطينية بدعم أميركا، عليهم أن يدركوا أن أميركا تسير إلى الانهيار في منطقتها أيضا، ولكن شعوب المنطقة وحقائقها تبقى حية وقائمة.

واعتبر مواصلة روح الاستقلال لدى جيل الشباب في إيران مؤشر آخر على هزيمة أميركا، موضحا أنها رغم جهود إمبراطوريتها الخبرية والإعلامية لم تستطع القضاء على الشعور بالسخط وروح الاستقلال والمقاومة في مواجهة الأجانب من طلاب الهيمنة لدى شبان هذا البلد بحيث أن جيل شباننا الحالي ليس متأخرا عن الجيل الأول للثورة إن لم يكن متقدما عليه على صعيد الصمود والمقاومة.

وأشار قائد الثورة إلى رسوخ روح الاستقلال لدى جيل الشباب في إيران في البلدان الأخرى، موضحا أن الشعوب والشبان في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان والبلدان الأخرى يشعرون بالسخط على أميركا بسبب هيمنتها وإساءاتها إلا أن المسؤولين الأميركيين عاجزون عن فهم أسباب هذا السخط ويعتبروننا السبب من وراءه.

وأشار قائد الثورة إلى "أن الأميركيين يطلقون التهديدات ضدنا ويوجهون الرسائل القائمة على أن شبان بلد ما لو شنوا هجوما على قواتنا أو حلفائنا فإننا نحمّل إيران المسؤولية لكننا نقول أنتم ترتكبون حماقة بتحميل إيران المسؤولية بل ينبغي لكم الأخذ بنظر الاعتبار ممارساتكم المثيرة للسخط في هذه البلدان".

ولفت آية الله الخامنئي إلى انهيار أميركا والى الذين يبدون الرغبة في التسوية مع أميركا، مؤكدا "انه لا ينبغي إعداد خطط لا أساس لها فان انهيار أميركا بات واقعا".

واعتبر أسباب انهيار الشيطان الأكبر تبلورت خلال فترة طويلة وتعود إلى تصرفاته السلطوية على مدى تاريخ هذا البلد، "وان أميركا محكومة بالزوال من ساحة القوى العالمية وفق السنن الإلهية".