من السيد نصر الله إلى محور المقاومة: هذه معادلات التفوق الاستراتيجي!
التاريخ: 16-08-2018
ما في سوريا منذ 7 سنوات "هو حرب تموز أخرى وتهدف إلى الغايات نفسها" و.. "قريباً سنخرج منتصرين في هذه الحرب الكبرى في منطقتنا".
ما في سوريا منذ 7 سنوات "هو حرب تموز أخرى وتهدف إلى الغايات نفسها" و.. "قريباً سنخرج منتصرين في هذه الحرب الكبرى في منطقتنا". محمد علي جعفر بهذه الكلمات اختصر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشهد الصراع، رابطاً بين حرب تموز والحرب المُحتدمة في المنطقة لا سيما الحرب السورية. يكفي هذا الربط للتعبير عن حجم الرهانات التي وضعها المُخطط خلال حرب تموز 2006. رهاناتٌ لم تكن أقل من الرهانات على الحرب السورية. لكن الفشل الإسرائيلي الذريع عام 2006، كان مقدمة لفشل المشروع الأمريكي الأكبر في المنطقة، والذي باتت اليوم الحرب السورية إحدى نتائجه. بالأمس أعاد السيد نصر الله رسم معادلات تفوق محور المقاومة، واضعاً إياها ضمن محتواها الدقيق وفي سياقها الاستراتيجي. انطلق السيد من تراكمٍ لانتصاراتٍ صنعها هذا المحور، يُعتبر انتصار آب 2006 أحدها. لكنه كان ضمن سياق انتصاراتٍ سابقة ومُستمرة. عَمَد السيد لوضع الأمور ضمن مسارٍ ترتبط فيه المعادلات، مُظهراً نقاط القوة التي بات يتمتع فيها محور المقاومة اليوم. فما أبرز هذه النقاط؟ ولماذا يجب البناء عليها؟ عدة قواعد أرساها السيد بالأمس مُنطلقاً من حقائق باتت مُسلماتٍ تدخل في حسابات الأطراف. وهو ما يَصبغ خطاب السيد - كجزءٍ أساس من خطاب محور المقاومة - بالواقعية والقوة. عبّر الخطاب عن عدة نقاط تُعتبر بحد ذاتها نقاط قوة محور المقاومة اليوم ونقاط ضعف الأعداء. نُشير إلى أبرزها فيما يلي: أولاً: فشلت "تل أبيب" في بناء حزامٍ أمني على الحدود الفلسطينية مع الجولان. ما يعني أن "تل أبيب" لم تخرج بأي انتصارٍ ولو جيوعسكري مباشر. وهذا الوضع أسوأ للكيان من الحال التي كانت عليه قبل الحرب على سوريا. ثانياً: خسر المشروع الأمريكي والجيش الإسرائيلي نتيجة الحرب في سوريا كافة رهاناتهم الاستراتيجية. من الرهان على الحلفاء سياسياً إلى الرهان على المجموعات الإرهابية عسكرياً. ما أفرز معادلاتٍ جديدة على الصعيدين السياسي والعسكري تتجاوز بحجمها دول المنطقة. ثالثاً: يتخذ العدو خياراتٍ ضد الأطراف في المنطقة، يراهن فيها على ضعفهم مُعترفاً بتراجع قوته الذاتية. وهو ما يمكن إضافته على الفشل المتراكم للأعداء والذي تظهر تجلياته من خلال استهدافه المدنيين في الحرب على اليمن، مروراً بمحاولة فرضه لصفقة القرن وصولاً الى افتعال الحرب الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. رابعاً: إن أصل قوة محور المقاومة في المعركة، كان دوماً الصمود، بصرف النظر عن طبيعة المعركة (ناعمة أو صلبة)، ما ساهم في تحقيق الانتصارات في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وهو ما يفتقد له العدو. ولأن هذا المحور انتصر في معاركه السابقة، فهو سينتصر حتماً في معركته الحالية. هذه بعض نقاط القوة التي أشار إليها السيد. فكيف يمكن ربطها بواقع الصراع الحالي؟ لا شك أن الواقع الحالي مليء بالتحديات التي عادةً ما تُشكل الاهتمام الأبرز. لكن قراءة الواقع بدقة، تحتاج أيضاً إلى تسليط الضوء على المتغيرات الإيجابية، ومحتواها داخل الصراع وتأثيرها الاستراتيجي عليه. قدَّم السيد بالأمس المبنى الأساس لذلك، واضعاً محور المقاومة في مسارٍ سينتهي حتماً بالانتصار. لماذا؟ أولاً: شكلت الحرب في سوريا النموذج الأمثل، للتعاون العسكري والسياسي والأمني بين واشنطن وحلفائها الغربيين والعرب. ربط المُخطط الغربي هذا الحشد، بالرهان على النتائج، والقدرة على تكريس معادلات دولية استراتيجية لحساب مشروع الهيمنة الغربية وإعادة ترميمه بعد حروبه الفاشلة. فكانت النتيجة أن فشل هذا النموذج أيضاً وهو الأمثل؟! ثانياً: ترسَّخت الهزيمة في عقل ووجدان الكيان الإسرائيلي ومن خلفه واشنطن والغرب. قيادات الجيش الإسرائيلي والمسؤولون الإسرائيليون، يتحدثون بألسنتهم اليوم حول واقع الصراع الحالي، بما يُشبه اعترافهم بالإخفاق والفشل بعد حرب تموز 2006. يوافقهم الرأي منظرو ومفكرو الغرب الذين باتوا منشغلين بعالم ما بعد الهيمنة الغربية! ثالثاً: تعيش المنطقة واقعاً جديداً تُرسم فيه معادلاتٌ أخرى ليست ظرفية. هي معادلاتٌ بنيوية يتخطى تأثيرها السنوات القليلة المقبلة. روسيا الحالية بنفوذها وتأثيرها لم تكن موجودة قبل الحرب السورية. من جهتها تتحكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسياسات المنطقة كعرَّابٍ جديد يُدرك حجم التوازنات ومصالح الأطراف. تتبلور التداعيات التدريجية للتوازنات الإقليمية والدولية الجديدة. وهنا فإن الحرب الاقتصادية على إيران، تأتي ضمن هذا السياق، فيما الحرب الاقتصادية على تركيا تتعلق مباشرة بحسابات الجغرافيا الاقتصادية. بين الحاضر والمستقبل، خطَّ السيد نصر الله بالأمس معادلات القوة التي باتت تصبغ محور المقاومة. خطابٌ يربط بين ماضي الانتصارات والواقع الحالي ومسارات المستقبل. أراد السيد أن يصنع مادةً جديدةً للإعلام، تتخطى التوصيف السياسي إلى التأثير العملي للمعادلات. هو واقع القوة الذي أراد السيد أن يعرف العالم أنه بات أمراً واقعاً!
الوسوم:
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية