نموذج صغير من الثورات الالهية

2007-08-20

آية الله الشيخ ابراهيم الأميني

اذاعة الجمهورية الإسلامية: ان باستطاعتكم أن تروا النموذج المصغر لثورة الاسلام المحمدية العظيمة، في الثورة الاسلامية الايرانية وقيادة الامام الخميني الذي يهتدي بهدى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعليه نشير الى نماذج صغيرة من قيادة الامام هذا:

ان الصراع مع نظام الشاه كان قد بدأ منذ اللحظات الاولي باعتباره تكليفا شرعيا ودفاعا عن حريم الاسلام والقرآن حيث ان ذلك النظام قد بلغ من مقاومته للاسلام وعداوته له حدا دفعه حتى لتغيير التاريخ الهجري واستبداله بالتاريخ الشاهنشاهى، ثم انه حذف شرط الاسلام من المجالس البلدية وغير ذلك وقد كان هم زعيم الثورة وقائدها في جميع مراحل نضاله هو الاحتفاط بالطابع الاسلامي لثورته ضد اعداء الاسلام.

وقد بدأت مقاومة نظام الشاه بزعامة امام الامة ومساعدة جماعات من الاساتذة والمدرسين وطلاب العلوم الدينية والعلماء وقد عادت المساجد الى ممارسة دورها الطبيعي والطليعي، وأصبحت مقرا لنشر الحقائق والمعارف القرآنية وتقوية الروح الايمانية وفضح النظام الشاهنشاهي (الطاغوتي) العميل وتعريته امام الناس جميعا.

ان زعيم الثورة والمدرسين والعلماء وطلاب العلوم الدينية كانوا لايألون جهدا ولا يدخرون وسعا في الدفاع عن الاسلام والقرآن قالوا وكتبوا وناضلوا وفضحوا وتحملوا آلام السجون ومتاعب النفي حتى أصبحوا أقوياء ومحبوبين من قبل الناس لأنهم انتظروا أن يصبحوا اقوياء ليبدؤ المقاومة. وكلما كان ضغط النظام يزيد كان عداؤه للاسلام يبدو اكثر وضوحا، وكانت معها قوة ايمان الناس وشعورهم بالمسئولية تزداد ايضا وحبهم لزعيم الثورة ولكل العلماء المجاهدين يتضاعف، لقد ناضلوا فأصبح المؤمنون يمدون الثورة بالمال، ولم ينتظروا المال ليبدؤا المقاومة.

لم تكن المقاومة مسلحة، وانما كانت على شكل احتجاجات على الاعمال اللااسلامية التى يقوم بها النظام، وعلى شكل فضح النظام و توضيح حقائق الاسلام.

كانت المقاومة تتمثل بالخروج فى المظاهرات وبالاضرابات العامة وتوزيع البيانات وكتابة الشعارات على الجدران وبخلق المضايقات للنظام بمختلف الاشكال، واستمرت المقاومة بهذا الشكل الى الحد الذي استيقظ معه كل الناس، بل الى الحد الذى بدأت مجموعات من اقوى العسكرية والنظامية تعود الى احضان الشعب وبدأ سلاح الجيش ينتقل الى ايدي المجاهدين، واصبح النصر على الابواب.

كان الامام بوحي من سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) يؤكد باستمرار في بياناته وأحاديثه الى الشعب على تقوية روح الايمان عند الناس ليثير فيهم روح الجهاد وحبّ الاستشهاد.

كان الامام يؤكد دائما على قوة الايمان ويعتبرها أهم عوامل النصر ولهذا كان يوجه الناس الى الامور المعنوية والروحية ويقوي لديهم روح الايمان والاخلاص والتضحية والفداء والشجاعة والمقاومة.

كان يعمل باستمرار على اعادة الحياة الى الشخصية الايمانية للناس ويقاوم بكل قواه روح الخوف واليأس والتخاذل لديهم ليعيد اليهم روح العزة والشرف والعظمة الاسلامية التي فقدوها تحت ضغط من اعلام المستعمرين المسموم وقد حافظ الامام على هذا الاسلوب حتى فى أحلك الظروف وأشد المراحل صعوبة.

كان يعتبر كل المسلمين ـ بوحي من القرآن ـ أمة واحدة عليها أن تحافظ على استقلالها وعزتها في مقابل كل المستكبرين والكفار وان تقطع كل أمل الطواغيت بالشرق والغرب وعملائهم وان تستند على الوحدة الاسلامية وقوة الايمان فقط.

لقد عادت الى المسلمين ـ وبتوجيهات الامام ـ كثير من احكام الاسلام وقوانينه التي كانت منسية لديهم، فأصبحوا يعتبرونها واجبات إلهية مفروضة عليهم من قبيل الجهاد في سبيل الله والشهادة ومقاومة الشرك والاستكبار وحماية المستضعفين والمحرومين والنضال من اجل تطبيق كامل لتعاليم القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

من أجل تحقيق هذا الهدف الالهي المقدس، وبوحي من سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) عمل على تعبئة كل المسلمين واعدادهم للجهاد كل بمقدار طاقته واستطاعته.