الإمام الخامنئي: لا ريب أن الصحوة الراهنة ستمتد إلى قلب أوروبا

2011-05-05

اعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله الآلاف من معلمي البلاد، أهم مسؤولية ينوء بها قطاع التربية والتعليم بأنها تتمثل في تربية شخصيات تليق بنظام الجمهورية الإسلامية وحركة الشعب الإيراني العظيمة مؤكداً أن التربية والتعليم وفي ضوء هذا الأمر بحاجة إلى تغيير مبني على النموذج الإيراني - الإسلامي المستقل والمتطور والذي يفضي إلى أناس مؤمنين ومتدينين وشرفاء وشجعان ومبدعين وحلماء وواعدين وخلوقين يتمتعون بقدرة كبيرة على المجازفة من أجل اختراق مجالات جديدة.

وخلد الإمام الخامنئي ذكرى العلامة الشهيد آية الله الشيخ مرتضى مطهري ويوم المعلم، واصفاً هذه الشخصية بأنها بارزة وبصيرة ومتفهمة لمشاكل الناس مضيفا أن هذا الإنسان العظيم الذي يتصف بمثل هذه الميزات، كان منشأ بركات وفيرة على صعيد العلم والتعليم والتربية ولهذا أذاقه الله تعالى كأس الشهادة كمكافأة له وجعله قدوة خالدة.

وحول دور ومكانة المعلم أوضح سماحته أن المعلم هو إنسان تقع على عاتقه مسؤولية البلاد وتربية أناس عظام ومجاهدين في سبيل الحق وأشخاص يديرون دفة البلاد في المستقبل الأمر الذي يتطلب تثمين وتقدير جميع أفراد الشعب لأهمية المعلم واحترام منزلته، مشيراً إلى أن الأعلام والمسؤولين أيضا يتحملون دوراً بارزاً في التعريف بالمنزلة الواقعية للمعلم.

وأشار سماحته إلى موضوع التغيير في التربية والتعليم وكذلك سبب الحاجة لهذا التغيير وقال "نظراً إلى أن النظام السائد في التربية والتعليم هو مستورد ولم يلحظ متطلبات وثقافة الشعب الإيراني فلذلك مسألة التغيير تعتبر أمراً ملحاً".

وأضاف قائد الثورة الإسلامية أن مثل هذا التطور بحاجة إلى صياغة أنموذج إيراني- إسلامي مستقل ومتقدم من شأنه تربية أشخاص جديرين بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتابع قائلا: إذا أرادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تكون حاملة لواء الإسلام وتعمر دنياها وعقباها وأن تكون ناصرة ومبشرة وشاهدة للشعوب الأخرى فعليها تربية أشخاص مؤمنين ومبدعين وشجعان وشرفاء وحلماء ذوي مواهب جياشة وقادرين على المجازفة.

وأوضح سماحته أن تربية مثل هؤلاء الأشخاص رهن بالعمل وفق التعاليم الإسلامية والمعارف القرآنية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة تحديد أطر التوجهات على صعيد إيجاد التطور والتغيير في قطاع التربية والتعليم مضيفا: أن التحلي بنظرة شاملة وخطط كاملة مع الأخذ بنظر الاعتبار "محورية المعلم" من الشروط المهمة لترجمة هذا التطور على الأرض.

ورأى الإمام الخامنئي أنه كلما كان الاستثمار في قطاع التربية والتعليم ومرحلة التطوير أكثر، فإن قيمة نتائجه ستكون أكثر بكثير من الاستثمار بلا ريب وقال: على الجميع أن يتحلوا بمثل هذه النظرة حيال قطاع التربية والتعليم.

ونوه قائد الثورة الإسلامية إلى العمل العظيم والفريد الذي قام به الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني على مر التاريخ منوها بالقول: إن إيران بحاجة إلى قطاع تربوي وتعليمي يليق بهذا الشعب.

وفي معرض تبيينه لمختلف جوانب الحركة العظيمة للشعب الإيراني أضاف الإمام الخامنئي: في مثل هذه الظروف حيث تستثمر قوى الجور والهيمنة العالمية جميع قدراتها وإمكانياتها ضد القيم الإسلامية والإنسانية فإن الشعب الإيراني انتفض لوحده بغية إحياء هذه القيم، وتابع هذا الطريق الوعر لوحده واليوم حقق انتصارات وتطورات عظيمة.

واعتبر سماحته أن الصحوة الراهنة في غرب آسيا وشمال أفريقيا هي امتداد لحركة الشعب الإيراني العظيمة مؤكداً بالقول: لا ريب إن هذه الصحوة ستمتد إلى قلب أوروبا والشعوب الأوروبية ستنتفض ضد ساستها وزعمائها المستسلمين بشكل أعمى أمام السياسات الثقافية والاقتصادية الصهيوأمريكية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن الصحوة الأوروبية أمر محتوم وأضاف: الصحوة الراهنة هي عمق الحركة العظيمة للشعب الإيراني، وإن كنا نتطلع إلى استمرار هذه الحركة بهذه الوتيرة المتسارعة فإن علينا وضمن تفتيق المواهب وتربية أشخاص مقاومين مؤمنين ذوي بصيرة، زيادة وعينا وتوسيع نطاق علومنا وتعزيز وحدتنا وانسجامنا.

وفي الختام أكد الإمام الخامنئي بالقول: كونوا واثقين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وببركة الهمم العالية والإيمان القوي والناس المخلصين فإنها ستبلغ قمم السعادة والتقدم واحدة بعد أخرى.