رغم حجم الاستعدادات الكبير والمناورات الضخمة للكيان الصهيوني  تحضيرا لمسارات دراماتيكية في أي حرب مقبلة، يبدو أن الخوف الإسرائيلي الأكبر أثناء المواجهة لا يزال في مكان غير ذلك المتصل بالاستعدادات التقنية والميدانية، هذا أيضا مع اعتراف قادة العدو باستمرار قصور الاستعدادات التقنية أو العسكرية أو جهوزية أسس الجبهة الداخلية.

 

إيضاح نوع التخوف المقصود جاء من قبل الوزير المعني بالجبهة الداخلية نفسها في كيان العدو ونقلته وسائل الإعلام الصهيونية بموازاة مناورة نقطة تحول ـ 5.

 

فوزير الجبهة الداخلية الصهيوني "متان فلنائي"، يعتبر أن نقطة ضعف "إسرائيل" في أية مواجهة مقبلة ليست العجز في الكمامات الواقية أو عدم استكمال ترميم الملاجئ، وإنما هي الشعور العام الذي سيسود عند بداية وقوع أية هجمة معادية، مؤكداً أن هذا الشعور سيسود مهما كانت الاستعدادات. وفي ذلك إشارة إلى قلق جدي من حجم الإرباك الكبير الذي يمكن أن يقع عند بداية المواجهة ويجعل من كل الاستعدادات حبرا على ورق.

 

وقال "فلنائي" خلال لقاء مع إذاعة الجيش "أن الأمر الأساسي المطلوب من المناورة هو رفع مدى الاستجابة والتعاون بين جميع الجهات المشاركة في المناورة خلال أوقات الطوارئ، وعملية تفعيل صفارتي إنذار صباحية ومسائية جاءت لدفع السكان للتدرب على الإخلاء سواء كانوا في عملهم أو في منزلهم.

 

وتابع أن نطاق استعداداتنا اليوم اكبر بكثير مما كان عليه في الماضي ولكن حجم التهديدات اتسع بشكل كبير، ولكن قدرة إسرائيل على توجيه ضربات قاسية لمن سيحاولون فعل ذلك، أمر قطعي وواضح، لذلك قادة أعدائنا يدركون جيدا أننا سنرد بقسوة في حال وقوع حدث من هذا النوع، ولكن علينا أن نتدرب وأن نكون مستعدين".

 

وتطرق وزير الجبهة الداخلية للعجز الملموس في الكمامات الواقية، قائلاً، "هناك قرار بتوزيع كمامات على جميع السكان ونحن حاليا في خضم العملية، وخصصت ميزانية بقرابة 60% لهذه العملية وستنتهي خلال أشهر وحسب ما يبدو لي وبالتحديد في شهر فبراير أو مارس من العام المقبل 2012". وأضاف "أن هذا الأمر يتعلق بمستوى استجابة الجمهور ومثولهم في أماكن تسليم الكمامات، وفي هذه الأثناء نحن نعمل من أجل أن نحصل على ميزانية تغطى كامل تكلفة هذه العملية والتي تصل إلى مليار و 400 مليون".

 

 ولفت الوزير إلى أن "إسرائيل" أجرت تدريب من وحي خبرتها وخبرات كثيرة استعانت بها من دول مختلفة في مجال الكوارث الطبيعية، مشيراً إلى أنه كلما كان الجمهور واعيا كلما كنت الأمور أفضل وأسهل".

 

وأضاف "أن إسرائيل تتدرب اليوم لتلافي حدوث هذا الأمر وتفعل كل قوتها لتكون مستعدة على الدوام، وتجري هذا التدريب (نقطة التحول) في أسبوع واحد خلال عام كامل وهذا يعتبر التوازن الأنسب في هذا المجال".

 

وكان فلنائي أكد أن الكيان أصبح أكثر جاهزية لمواجهة أية هجمات صاروخية متوقعة من ناحية الدول المجاورة.

 

وأضاف "إن الهدف من إجراء "التمرين القطري" هو محاكاة سيناريو خطير لمثل هذا الهجوم المحتمل، قائلاً: "قوة الردع الإسرائيلية ستجعل من تسول له نفسه ضربها أن يعيد التفكير في الموضوع".

 

وكانت "إسرائيل" نفذت تمرينا واسع النطاق للجبهة الداخلية بدأ الأحد 19 يونيو/ حزيران 2011 واستمر لخمسة أيام  لتحضير المجتمع المدني وخدمات الطوارئ لمواجهة هجمات كبيرة بالصواريخ.

 

وشارك في تمارين "نقطة تحول ـ 5" مؤسسات التعليم، وقواعد الجبهة الداخلية، والدوائر الحكومية، ونحو 80 سلطة محلية في دولة الكيان.

 

واختبر التمرين الهجمات من هذا النوع على منطقة تل أبيب، وعلى منشآت تعتبر "إستراتيجية" كمحطات توليد الكهرباء، وأنظمة توزيع المياه، والمستشفيات. وللمرة الأولى طلب من أعضاء الحكومة ونواب الكنيست المشاركة في التمرين، سواء عبر الإخلاء أو إجراء اجتماعات تحت الأرض.

 

وتوجه الإسرائيليون خلال التمرين مرتين إلى الملاجئ العامة، أو غرف الحماية الخاصة في منازلهم، وأطلقت صفارات الإنذار لاختبار إجراءات الإخلاء من أماكن العمل، أو المدارس، ومرة أخرى في بداية المساء، عندما تواجد معظم الإسرائيليين في بيوتهم.

 

وقال مسؤولو المناورة أن من بين السيناريوهات المحتملة التي يجري التدريب على مواجهة أخطارها هجمات كبيرة من الصواريخ التي من الممكن أن تطلق من لبنان، أو سوريا، أو قطاع غزة وإيران.

 

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في الجيش قولهم: "إنه يمكن أن يطلق 800 صاروخ يوميًا باتجاه "إسرائيل" في حالة نشوب حرب على جبهات عديدة".