رغم كثرة الكلام حول الفوائد القيّمة لشهر محرم ويوم عاشوراء وآثار هذه الظاهرة العظيمة، لكن كلّما مرّ زمان عليها كلّما تجلّت الصورة الخالدة لهذه الشمس النّيرة أكثر ـ والتي يمكن أن نُطلق عليها شمس الشهادة، شمس مظلومية وغربة الجهاد والتي توقّدت بواسطة الحسين بن علي(عليهما السلام) وأصحابه ـ ، وعُرفت بركات عاشوراء أكثر.

فقد ظهرت الآثار العميقة والأساسية لهذه الحادثة تدريجياً منذ اليوم الأوّل لوقوعها، فعرف البعض وظائفه منذ تلك الأيّام، فقامت حركة التوّابين، ووقعت حوادث الجهاد الطويل لبني هاشم وبني الحسن(عليهم السلام) ، حتى أنّ ثورة العباسيين ـ الذين ثاروا ضد بني أمية في أواسط القرن الثاني للهجرة، وأرسلوا الدعاة إلى أطراف العالم الإسلامي آنذاك خصوصاً إلى المناطق الشرقية من إيران كخراسان والتي نجمت في القضاء على الحكومة الأُموية الظالمة والمستكبرة والعنصريةـ, قد بدأت بإسم الحسين بن علي(عليهما السلام).

 

کامل الخطاب