صرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة ذكرى انتصار تموز أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي خدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو وترامب.

واستهل السيد كلمته بالتبريك لجميع أحرار العالم هذا الانتصار قائلاً: أبارك لشعوبنا ولكل أحرار العالم ذكرى الانتصار الإلهي في حرب تموز 2006

وأضاف سماحة السيد حسن نصر الله:  لا بد من استذكار الشهيد القائد الحاج عماد مغنية والشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين والشهيد الحاج قاسم سليماني والقادة الآخرين الذين شكلوا قيادة المقاومة العسكرية المركزية في حرب تموز

وتقدم سماحته بالشكر لكل المقاومين المقاتلين الذين رابطوا لـ33 يوما في مختلف الجبهات الأمامية.

وأكد أن الشكر الأهم للأهالي الذين صمدوا في الحرب، والذين نزحوا وصبروا في أماكن التهجير.

ووجه السيد حسن نصر الله الشكر لسوريا قيادة ودولة وشعبًا، على استضافتهم للنازحين اللبنانيين في حرب تموز.

وقال سماحته: العدو الإسرائيلي "وقف على إجر ونص" واتخذ كل الإجراءات حتى لا نتمكن من الرد على استشهاد أحد مجاهدينا في سوريا.

وتابع السيد نصر الله: قرارنا فور شهادة أحد إخواننا في سوريا كان الرد على هذه الجريمة.

وأضاف: هناك قواعد اشتباك موجودة سنحافظ عليها وسنثبتها بالعمل الجاد والمدروس.

وأشار إلى توتر العدو الصهيوني على الحدود مع لبنان منذ فترة بقوله:  ما جرى عند جيش العدو على الحدود منذ شهادة الأخ العزيز علي كامل محسن حتى اليوم هو جزء من العقاب.

وأكد سماحته أن قرار الرد على اغتيال المجاهد علي كامل محسن ما زال قائما والمسألة هي مسألة وقت.

وأضاف الأمين العام لحزب الله: نحن لم نفاجأ بما قام به الحكام الإماراتيون، لأن المسار الذي تمضي به الإمارات سيصل بطبيعة الحال إلى هذه النقطة.

وقال سماحته: يبدو أن الحاجة لإعلان الاتفاق بين العدو الإسرائيلي والإمارات هي حاجة أمريكية.

وبما يتعلق بمسألة التطبيع أكد السيد حسن نصر الله ان التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي موجود وهو مسار اتخذه حكام الإمارات.

وعن توقيت إعلان التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني أشار سماحته إلى ان توقيت الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يؤكد أن بعض الأنظمة العربية هم خدام للأمريكيين.

وعن أسباب التطبيع صرح سماحة السيد أن ترامب كان بحاجة لإنجاز انتخابي، وما أقدمت عليه الإمارات هو خدمة انتخابية شخصية لترامب.

وأكد سماحة السيد حسن نصر الله أن  الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي خدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو الذي يمر بأضعف حالاته السياسية داخل كيان العدو.

وقال نصر الله:  علينا أن نتوقع إقدام عدد من الدول العربية والأنظمة العربية الجاهزة بانتظار إشارة "كوشنير" على إبرام "اتفاقية السلام" مع كيان العدو مشيراً إل أنه  بعد أن حلبهم ترامب ماليا، سيحلب كرامتهم وتاريخهم حتى موعد الانتخابات الأمريكية.

وأكد أن  الاتفاق المعلن هو أمر متوقع يعبر عن بعض الأنظمة السياسية العربية التي تبحث عن رضى أمريكا وإسرائيل.

ولفت سماحته إلى أنه يوما بعد يوم يظهر أن ما قام به بعض الإعلام العربي عن تضخيم "الخطر الإيراني" كان قنابل دخانية من أجل إبرام الصلح مع العدو الإسرائيلي

واستطرد السيد نصر الله:  واجبنا الإنساني والديني والجهادي والقومي يحتم علينا أن ندين التطبيع الإماراتي مع كيان العدو مؤكداً أن التطبيع خيانة للإسلام والعروبة ولفلسطين، مشيراً إلى أنها خطوة غادرة وطعنة في الظهر.

وخاطب السيد حسن نصر الله الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية قائلاً: يجب أن نغضب ولكن لا نحزن، فسقوط الأقنعة أمر جيد.

وأضاف:  من الجيد أن يتحول ما يجري في السر وتحت الطاولة بين الإمارات والعدو الإسرائيلي إلى العلن.

وتابع السيد حسن نصر الله: يجب أن يخرج المنافقون والمتآمرون من أمتنا، وخروجهم من قضية الحق الفلسطينية سوف يجعل حركات المقاومة والشعوب المقاومة تعرف جيدًا صديقها من عدوها.

وأكد أنه  عندما تصبح صفوف الأمة نظيفة من كل الذين يتآمرون عليها ويقدمون أنفسهم كأصدقاء، فإن هذا الأمر جيد وإن كان مؤلما.

وتساءل سماحته مستنكراً،  أين هو "الإجماع العربي وخطة السلام العربية" من الذي قامت به الإمارات؟

وصرح نصر الله:  نحن في حزب الله ليس لدينا رواية عن التفجير في مرفأ بيروت، ولسنا محققين في هذه القضية وهذه مسؤولية القضاء اللبناني.

ثم تطرق السيد نصر الله إلى تداعيات انفجار مرفأ بيروت مشيراً إلى أن حزب الله لا يمتلك رواية حول ذلك لأنه ليس الجهة التي تقوم بالتحقيق، موضحاً في هذا السياق إلى فرضيتين حول أسباب انفجار المرفأ، إما عرضيا أو أن يكون تخريبيا.

وأضاف بأن حزب الله ينتظر نتائج التحقيق وهو يدرك أنه معنياً بأمن المقاومة المباشر وليس مسؤولية كامل الأمن القومي ببعده الداخلي، لكن أوضح بأنه إذا ثبت أن الانفجار عرضي فيجب محاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة، أما إذا ثبت أنه كان تخريبياً فيجب محاسبة المقصرين إلا أن علينا البدء بالتحقيق حول من يقف خلفه.

وفي السياق، لفت إلى مشاركة الاستخبارات الأميركية في عملية التحقيق، وأن ذلك يعني إبعاد أي مسؤولية لـ"إسرائيل" عن التفجير إذا كان لها مسؤولية، مشدداً على أن حزب الله  لا يمكن أن يسكت على جريمة كبرى بهذا الحجم إذا كانت "إسرائيل" قد ارتكبتها، وأن الأخيرة ستدفع ثمناً بحجم هذه الجريمة في حال ذلك.

ورأى السيد نصر الله أن الأمر الأخطر من ذلك يتمثل بمشروع إسقاط الدولة الذي نجا منه لبنان، حيث استغلت بعض القوى السياسية آلام الناس ووجهت ذلك باستهداف العهد وكان رئيس الجمهورية هو المستهدف الأول والضغط عليه من أجل الاستقالة، أما المؤسسة الثانية المستهدفة فهي المجلس النيابي باستقالات جماعية، وبحجة الميثاقية يتجهون عمليًا باتجاه إسقاط مجلس النواب ثم الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة .

وحول استقالة الحكومة أكد السيد نصر الله أن الظروف والصعوبات والعوامل هي التي أدت إلى ذلك، لأنه في ظل انفجار بهذا الحجم كان من الصعب أن تصمد، متوجهاً باسم حزب الله إلى الرئيس حسان دياب وحكومته بالشكر منوهاً بشجاعتهم في ظل كل الظروف.

وفيما يخص الحكومة المقبلة، طالب السيد نصر الله بحكومة قوية وقادرة ومحميّة سياسيًّا.

وتابع بأنه أي يكن الرئيس الذي سيكلف، فإن حزب الله سيطالبه بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة ذات أوسع تمثيل سياسي وشعبي ممكن تضم سياسيين واختصاصيين أولوياتها الإصلاح وإعادة الاعمار والوضع المعيشي والكهرباء والتدقيق الجنائي والمدارس الرسمية ومكافحة الفساد ومتابعة التحقيق والمحاسبة في مرفأ بيروت.

وتطرق السيد نصر الله إلى ما يتم تداوله عن الحكومة الحيادية مؤكداً أنها مضيعة للوقت ومطلب مخادع للعبور ولتجاوز التمثيل الحقيقي الذي أفرزه أي شعب من خلال الانتخابات النيابية، لافتاً إلى أن حزب الله لا يؤمن بوجود حياديين في لبنان حتى يتم تشكيل حكومة منهم.

وإلى الصابرين من عموم الشعب اللبناني بالخصوص جمهور المقاومة توجه السيد بالشكر، في ظل الكثير من الممارسات الغير أخلاقية والتحريضية والمشبوهة التي يتعرضون لها، والتي تقف خلفها سفارات.

كما طالب جمهور المقاومة بالحفاظ على الغضب والغيظ الذي قد نحتاج في يوم من الأيام لإنهاء كل محاولات جر لبنان إلى حرب أهلية.

وحول قرار المحكمة الدولية رأى السيد نصر الله أن حزب الله غير معني به ويعتبر أن هذا قرار كأنه لم يصدر. منبهاً من محاولة استغلال المحكمة لدفع الأمور باتجاه الاستفزاز والشتائم والسباب.

وفي الشأن الصحي أعلن السيد نصر الله أن موضوع كورونا خرج عن السيطرة، ولفت إلى أنه علينا التعايش مع إجراءات الوقائية منه، بحيث من يعدي غيره ويؤدي ذلك إلى القتل فهو قاتل وعليه الدية.

ختاماً شدد السيد نصر الله على الدعوة في لبنان يجب أن تكون مستمرة للحوار وحماية لبنان تكون بالتمسك بالمقاومة وقواعدها وقدراتها والصبر على كل الظروف والبحث عن طرق لتجاوزها، قائلاً إنه بعون الله تعالى ودعم الناس سنبقى نحن وحلفاؤنا الأقوى في هذه المنطقة.