قضى آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله العالي) فترة طفولته برعاية والده، الذي كان شديد الحرص على تربية أبنائه وتعليمهم وعطوفاً ومحباً لهم في الوقت نفسه، وأمّه الأكثر حناناً وعطفاً، وعاش في عسرة وضيق شديدين، وكما يقول سماحته:

 

(لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة خصوصاً أنها كانت مقارنة لأيام الحرب، وعلى الرغم من أنّ مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب العالمية الثانية، وكان كل شيء فيها أكثر وفوراً وأقل سعراً نسبة إلى سائر مدن البلاد، إلا أنّ وضعنا الماديَّ كان بصورة بحيث لم نكن نتمكن من أكل خبز الحنطة، وكنّا عادة نأكل خبز الشعير، وأحياناً خبز الشعير والحنطة معاً، ونادراً ما كنّا نأكل خبز الحنطة).

 

إنّني أتذكّر بعض ليالي طفولتي حيث لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود التي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد أخواني أو أخواتي أحياناً وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز.

 

لقد كانت مساحة بيتنا الذي ولدت وقضيت حوالي خمس سنوات من عمري فيه بين (60-70) متراً في حيّ فقير بمشهد وفيه غرفة واحدة وسردابٌ مُظلم وضيق.

 

وعندما كان يحلّ علينا ضيف – وبما أن والدي كان عالماً ومرجعاً لشؤون الناس، فكان دائم الضيوف – كان علينا الذهاب إلى السرداب حتى يذهب الضيف، وبعد فترة اشترى بعض المريدين لوالدي قطعة أرض بجوارنا وألحقوها ببيتنا فاتسع البيت إلى ثلاث غرف.

 

ولم يكن ملبسنا أفضل من ذلك، فقد كانت والدتي تخيط لنا من ملابس والدي القديمة شيئاً عجيباً وغريباً، كان لباساً طويلاً يصل إلى أسفل الركبة يحتوي على عدة وصلات، طبعاً يجب أن يقال أن والدي لم يكن يغيّر ملابسه بهذه السرعة، فعلى سبيل المثال بقي أحد ملابسه بلا تغيير لمدة أربعين عاماً.