بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

التوكل واتباع الأوامر الإلهية سرّ الانتصار

 

إني أتقدم بالشكر لكم أيها الإخوة وأيها الشباب الأعزاء المتواجدون في جبهات القتال، التي هي ساحة الصراع بين الإسلام والكفر، وبين الإيمان والكفر. وانكم أنتم المنتصرون- بإذن الله تعالى- في كل الجبهات وستحققون المزيد من الانتصارات أيضاً .. إن سرّ انتصاركم ايها الاخوة وايها الشباب الأعزاء يكمن أولًا في التوكل على الله تبارك وتعالى والإيمان بلطفه وكرمه ورعايته، الذي هو على رأس كل الأمور. وثانياً في اتباع أوامر الله تبارك وتعالى في أن تكونوا معاً يداً واحدة.

 

فقد ورد في الحديث عن رسول الله:" المؤمنون يد على من سواهم"[1]. حتى أنه (ص) لم يقل يدان وإنما هم يد واحدة. لذا يجب أن تبلغ وحدتكم حداً بحيث تشكلون كياناً واحداً دون أن تكون هناك أية فاصلة بينكم وبين إخوانكم، وهو أمر إلهي. إنكم إخوة، وهذا مدعاة لأن تعجز أية قوة عن هزيمتكم. وأبناء إيران اليوم- ولله الحمد- رجالًا ونساءً، صغاراً وكباراً، متحدون معاً؛ ففئة من الشعب منشغلة بالجهاد في سبيل الله في جبهات القتال، وفئات أخرى تساندها خلف الجبهات وتقدم الدعم اللازم لها. وان شعباً متحداً بهذا الشكل لن يستطيع أحد أن يلحق الضرر به. إضافة إلى أن مثل هذا التوجه إلى الله والاتكال عليه سبحانه، يدحر أية قوة تقف في وجهه، إذ أن القلب الواحد المتنور الذي يتكل على مصدر قوى العالم، يعي واجباته جيداً. فلا تتصوروا أن أولئك الذين يقفون أمامكم يعون ما يفعلون. إنهم عمي لا يفقهون .. إنكم- بحمد الله تعالى- تضحون بقلوب متنورة وعيون مفتوحة في سبيل الله ومن أجل الإسلام ومن أجل البلد الإسلامي، البلد الذي بات ملكاً لكم بعد أن كان يتحكم به الآخرون .. إنكم‏ تضحون من أجل هذا البلد وان تضحياتكم محفوظة- إن شاء الله- لدى الله تبارك وتعالى وملائكته وأنبيائه سيما خاتمهم. فلا تهابوا عدو الله. فالذي يكون مع الله لن يخاف أية قوة غير قوة الله .. إن كل ما لدينا من لدن الله، ويجب أن يسخر من أجله وفي سبيله. إن أرواحنا وأموالنا وأولادنا وكل ما لدينا منه تعالى وفي سبيله، ولهذا فاننا لا نهاب احداً، ومهما يكن فالنصر حليفنا. فطالما كنتم تؤمنون بأنكم تعملون من أجل الله وانكم تؤدون فروض الطاعة، فأنتم المنتصرون. وان عدوكم مهزوم وسيتم القضاء عليه بإذن الله.

 

اسأل الله تعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم، وان يمن عليكم بالقوة الروحية وقوة السواعد لتجاهدوا في سبيله. وان يكون لكم أجر الشهيد سواء قتلتم في سبيل الله أم لم تقتلوا إن شاء الله .. حفظكم الله تعالى بمشيئته ووفقكم .. انطلقوا إلى مواجهة العدو بقلوب قوية مفعمة بحب الله، قلوب لا تهاب أية قوة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

 

 

 

 

صحيفة الإمام، ج‏17، ص: 181

 

التاريخ 16 دي 1361 هـ. ش/ 21 ربيع الأول 1403 هـ ق‏

 

المكان: طهران، جماران‏

 

الحاضرون: شمخاني (نائب قائد حرس الثورة)- جمالي (نائب قائد القوة البرية)- القادة العسكريون للحرس والجيش في مقري كربلاء والنجف.

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] بحار الأنوار، ج 28، ص 104. مسند أحمد، ج 2، ص 215.