ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ المقابلة مع قائد المجموعة البحريّة 86 التابعة لجيش جمهوريّة إيران الإسلاميّة العميد البحري فرهاد فتاحي الإنجازات التي حققتها مهمّة المجموعة البحريّة 86 بعد إبحارها لآلاف الكيلومترات ودورانها حول العالم في غضون 8 أشهر، من حيث التدريب والمعلومات والعمليّات والموارد البشريّة. كما يتحدّث العميد البحري فتاحي حول نظرة الصحافة العالميّة إلى هذه الرحلة، ودورها في مجال الدبلوماسيّة الدفاعيّة إضافة إلى إنجازاتها على مستوى الاستعداد القتالي وجعل الهيمنة الأمريكيّة على البحار والمحيطات تواجه التحدّيات.

 

برأيكم ما هي الإنجازات الحاصلة بعد انتهاء مهمة المجموعة البحريّة 86 التابعة للقوة البحرية لجيش جمهوريّة إيران الإسلاميّة من حيث التدريب والمعلومات والعمليات والموارد البشرية؟

 

حققت مهمة المجموعة البحريّة 86 العديد من الإنجازات التي لا يمكن شرحها في [ردٍّ على] سؤال واحد. كما ستظهر العديد من إنجازات هذا المجموعة البحريّة في السنوات القادمة. كان الإنجاز المهم لمهمة المجموعة البحريّة 86 هو أنه لم يعد لدينا أي قيود في أي بحر، وفي الواقع، من خلال القيام بهذه المهمة، توصلنا إلى الإيمان بأننا نستطيع القيام بذلك إذا أردنا، ورأى العالم كله أننا كنا قادرين على التواجد بقوة في جميع المحيطات.

 

كان أحد أهم إنجازات مهمة المجموعة البحريّة 86 تحقيق الثقة بالنفس لشبابنا في البحرية الاستراتيجية لجمهورية إيران الإسلامية، وزيادة الثقة بالنفس وزيادة الإيمان بإمكانية التواجد في جميع المناطق الزرقاء في الكرة الأرضية. في الجانب التدريبي، في مجال نقل الخبرة وإدارة المعرفة، تم إنجاز أعمال عظيمة في هذه المهمة، ومع الإدارة الحكيمة للقادة، تمكنا من إعداد جميع الخبرات المكتسبة في مختلف المجالات من أجل نقلها إلى عناصر القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة الآخرين على نحوٍ مكتوب ومصور.

 

في هذه المهمة، تم إجراء أكثر من 956 ألف ساعة من التدريب المتخصص وأكثر من خمسة وعشرين ألف ساعة من التدريب العام.

 

ومن الإنجازات الأخرى التي حققناها استخدام نظام الأرصاد الجوية المحلي من خلال الاستعانة بقاعدة بيانات بعمر 50 عامًا، والتي من خلال المراقبة الدقيقة والتحليل لمسار الملاحة، تمكنا عبرها من تتبع المسار الأكثر أمانًا وذا الطقس الأقل خطورة. في المجال الطبي، أجرينا عمليتين جراحيتين ناجحتين في المحيط الهادئ وواحدة في المحيط الأطلسي، وكل ذلك أثناء الحركة. أحضرنا مستشفى كاملًا وبنك دم كامل معنا في سفينة مكران وكنا جاهزين لأي موقف في هذه الرحلة.

 

فيما يتعلق بالمعلومات في هذه المهمة وقبل البدء بها، تم تركيب معدات حديثة للغاية لجمع الإشارات والبيانات اللاسلكية، وكان طاقم المجموعة البحريّة يحلل المعلومات الإلكترونية والراديوية على طول الطريق وعلى مدار الساعة، وأخيرًا، تم إعداد قاعدة بيانات كبيرة جدًا من الإشارت في هذه المهمة. والتي سنضعها تحت تصرف القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية والمؤسسات الوطنية الأخرى في المستقبل.

 

أيضًا، تم تقديم معلومات عن التجهيزات العسكرية الإلكترونية الموجودة في جميع السواحل والبلدان الواقعة على طول الطريق إلى المستويات العليا، مما سيساعد بشكل كبير على زيادة قدرات الحرب الإلكترونية في القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة وبقية القوات المسلحة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة.

 

ويمكن القول بثقة أنه خلال هذه المهمة، تم رصد جميع التهديدات للمجموعة البحريّة من مسافة 500 كيلومتر، وقمنا بتحديد ورصد التهديدات قبل أن يلاحظ أعداؤنا ويتخذوا الإجراءات اللازمة. في مجال العمليات، زادت مهمة المجموعة البحريّة 86 من العمق الاستراتيجي لجمهورية إيران الإسلامية.

 

من خلال تنفيذ هذه المهمة، أثبتت القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة أنه وفقًا لتعليمات قائد الثورة الإسلامية، فإن اليد الطولى للنظام تمتد إلى المياه البعيدة بالمعنى الحرفي للكلمة. في هذه المهمة، كنا حاضرين في سبعة بحار وسبعة مضائق وأربع محيطات من العالم وعبرنا خط الاستواء خمس مرات. سجلنا عبور جميع المدارات المهمة للأرض (المدار الاستوائي، مدار رأس السرطان، مدار رأس الجدي) في هذه المهمة التاريخية. كان من أهم إنجازاتنا التواجد في مضيق ماجلان التاريخي، والذي استطاع عدد قليل جدًا من الدول عبوره.

 

كان التواجد على شواطئ قارة أمريكا الجنوبية إنجازًا كبيرًا بالنسبة لنا لأنه في يوم من الأيام رسم الأمريكيون خطاً على الخريطة وقالوا إن الإيرانيين لا يمكنهم عبور المحيط الأطلسي والوصول إلى شواطئ القارة الأمريكية، لكننا اليوم لا نرى ذلك على شواطئ القارة الأمريكية فحسب بل زرنا أيضًا شواطئ جميع قارات العالم باستثناء أوروبا، التي لم تكن على مسار الإبحار الخاص بنا. كذلك ولأول مرة في العالم سجلنا رقماً قياسياً للإبحار المستمر لمدة 233 يوماً عبر مسار يبلغ نحو 65 ألف كيلومتر.

 

كانت مرونة العناصر في هذه المهمة على أعلى مستوى ممكن، وبهذه الطريقة سيتمكن عناصر المجموعة البحريّة من المشاركة في مهام أطول بكثير.

 

  كيف كانت انطباعات وسائل الإعلام الدولية بالحضور الباعث على الافتخار للمجموعة البحريّة 86؟ كيف نظرت الصحافة العالمية إلى ملحمة البحارة الإيرانيين وما رأيهم في هذا الانجاز؟

 

بدأت مهمة المجموعة البحريّة 86 التابعة للقوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة في صمت. في الموانئ التي رسونا عليها على طول الطريق، طلب غالبية الصحفيين والإعلاميين الأجانب، وقنواتهم التلفزيونية المعتبرة، مقابلة المجموعة البحريّة، ولكن وفقًا للاعتبارات التي أبلغنا بها السلطات العليا، لم يتم قبول طلبهم. وبعد محاولات الغطرسة العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعدم نشر أي خبر عن المجموعة البحريّة، كانت قرارات السلطات العليا هي الإعلان أولاً عن وجودنا في دول أخرى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

حاولت هذه الدولة جاهدة الامتناع عن ذلك، لأنهم ارتكبوا هذا الخطأ في المجموعة البحريّة 75 وسرعان ما بدؤوا في الإدلاء بتصريحات دقيقة حول مسار المجموعة البحريّة، وفي النهاية، كانت جميع افتراضاتهم خاطئة تمامًا وكان مسار المجموعة البحريّة مختلفا عما قالوه. ولكن في بداية دخول المحيط الهادئ، جنوب الفلبين، تم نشر أول خبر عن المجموعة البحريّة. ثم بدؤوا علانية في إرسال طائرات استطلاع من حولنا.

 

أرادت أمريكا أن تعرف ما هو هدفنا، وسبب وجودنا في هذه المنطقة. منذ تلك اللحظة، في 21 نوفمبر 2022، بدأت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة ونيوزيلندا في البداية، في نشر الأخبار الأولى حول إبحار المجموعة البحريّة 86 في المحيط الهادئ. بعد ذلك، بدأت العديد من الدول في الإعلان عن المجموعة البحريّة 86 في وسائل الإعلام.

 

بدأت دول نيوزيلندا وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وتشيلي وبريطانيا والعديد من البلدان الأخرى بنشر أخبار حول المجموعة البحريّة والمسار المستقبلي للمجموعة البحريّة 86. وقد أخطؤوا في التقدير رغم الذكاء الموجود في تصميم مسار الإبحار.

 

لقد ظنوا أننا كنا نبحر إلى فنزويلا من قناة بنما، لكن بفضل ذكاء مقر القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة والقائد الموقّر للبحرية الاستراتيجية لجمهورية إيران الإسلامية، تم خداعهم ودخلنا المحيط الأطلسي عبر مضيق ماجلان. وأثناء الرحلة في المحيط الهادئ، أرسلت فرنسا طائراتها الاستطلاعية نحونا ونشرت الأخبار في القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية بشكل يومي.

 

من ناحية أخرى، عندما وصلنا إلى إندونيسيا، أراد عدد كبير من وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية المختلفة في إندونيسيا، بالإضافة إلى القنوات الأخرى التي كان لها ممثلون فيها، إجراء مقابلة مع المجموعة البحريّة. في النهاية، تمت الموافقة على 22 وكالة أنباء من قبل مقر القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة.

 

خلال مسار الإبحار، كانت العديد من المواقع الإخبارية والصحف تبث بانتظام أخبارًا عن الغرض من وجود المجموعة البحريّة في المحيط الهادئ، وكان أهم ما فاجأهم وجود مدمرة إيرانية بالكامل تدعى مدمرة دنا في هذه المهمة في المحيط الهادئ. لأنهم اعتقدوا أننا لا نستطيع فعل شيء كهذا.

 

كانت إحدى أهم اللحظات التي أصبحت فيها هذه التغطية الإعلامية كبيرة جدًا عندما عبرنا مضيق ماجلان إلى المحيط الأطلسي. هناك بدأت أمريكا في حظر المجموعة البحريّة. منذ ذلك اليوم، ازدادت الأخبار مرة أخرى حول المجموعة البحريّة 86. بدأت المواقع الإخبارية تنشر أخبار وصول المجموعة البحريّة الإيرانية إلى البرازيل رغم الضغوط الأمريكية.

 

عندما رست السفينة في البرازيل، ازدادت التغطية الإعلامية للمجموعة البحريّة 86 بشكل كبير لدرجة أن العديد من وسائل الإعلام كانوا ينتظرون خلف مدخل الرصيف وأرادوا مقابلة المجموعة البحريّة، وهذا ما لم يتم بسبب خطط مقر القوّة البحريّة التابعة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة .

 

يمكننا أن نقول بكل جرأة أنه منذ بداية المهمة حتى وقت رسوّنا في عمان، خلال هذه الأشهر الثمانية، لم يتم نشر أي أخبار رسمية من قبل جيش جمهورية إيران الإسلامية بشأن مهمة وجود المجموعة البحريّة 86 في المياه البعيدة. لكن وسائل الإعلام الأجنبية كانت تنشر أخبارنا باستمرار على المواقع الإخبارية والصحف وغيرها، مما أظهر أهمية وجود المجموعة البحريّة في هذه المناطق البحرية من العالم، لأنّها لو لم تكن مهمّة، لما كان لها مثل هذه التغطية الإعلامية الواسعة.

 

كيف تقيّمون المهمة الحالية في مجال الدبلوماسية الدفاعية؟

 

يعد استخدام البحر أحد أدوات توسع دبلوماسية الدول. على الرغم من أن الدبلوماسية السياسية أو العلاقات الخارجية بين الدول من أهم أجزاء الدبلوماسية، فإن نطاق الدبلوماسية لا يقتصر على السياسة والعلاقات بين السياسيين ؛ كما أن لها جوانب أخرى تعتبر الدبلوماسية الاقتصادية والدفاعية من أهم أجزاء الدبلوماسية الأخرى.

 

بالإضافة إلى توسع الدبلوماسية وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة في العالم، يمكن أن يلعب التواجد في البحار دورًا مهمًا في تطوير استراتيجية جمهورية إيران الإسلامية الموجهة نحو البحر.

 

كانت أهمية إرسال هذه المجموعة البحريّة إلى حد أنه بعد أيام قليلة من الإعلان عن أن سفن البحرية الإيرانية الحربية سترسو في ميناء ريو دي جانيرو بالبرازيل لأول مرة، تعرضت ريو دي جانيرو لانتقادات من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. لكن رغم الضغوط الأمريكية، سمحت البرازيل للسفن الحربية الإيرانية بالرسو بمناسبة الذكرى الـ 120 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إيران والبرازيل.

 

إنّ أحد متطلبات إستراتيجية القوات البحرية هو التواجد في مناطق مختلفة من العالم ورفع علم جمهورية إيران الإسلامية في أجزاء مختلفة من العالم. ومن أهداف هذا الحضور إرسال رسالة سلام وصداقة إلى جميع الدول والإعلان عن الاستعداد لإقامة علاقات متعددة الأطراف مع دول مختلفة. في الواقع، كان وجود المجموعة البحريّة 86 العسكري يهدف إلى تعزيز الدبلوماسية الدفاعية للبلاد واستعادة القوة البحرية. أحد عناصر القوة في العالم هو وجود أساطيل الدول في المياه العالمية.

 

بالإضافة إلى توسع الدبلوماسية وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة في العالم، يمكن أن يلعب التواجد في البحار دورًا مهمًا في تطوير استراتيجية جمهورية إيران الإسلامية الموجهة نحو البحر. إن الدبلوماسية الدفاعية لجمهوريّة إيران الإسلاميّة، ومن خلال الاستفادة من قدرة الوجود الفعّال للبحرية في المياه الدولية والمفتوحة للعالم وتعميق التفاعلات البحرية الثنائية أو المتعددة الأطراف مع الدول التي لديها سواحل بحرية، تؤسّس لآفاق جديدة في الخطاب السياسي والعلاقات الدبلوماسية بين الدول.

 

في المجال الإقليمي لمهمة المجموعة البحريّة 86، فإنّها أظهرت سلطة بحرية وسيادة وأرست إيران كقوة بحرية رائدة في منطقة غرب آسيا. وظيفة أخرى لدبلوماسية الدفاع هي خدمة تنمية الاقتصاد الوطني بطرق مختلفة.

 

يُعهد بالدفاع عن المصالح الاقتصادية في المياه الدولية إلى القوات البحرية، والدبلوماسية الاقتصادية مطلوبة لمساعدة دورة الاقتصاد الوطني والدولي والقوة الاقتصادية والسياسية من خلال الحفاظ على خطوط الاتصال وتوفير الأمن البحري. ومن أهداف تواجد القوات البحرية في المياه المفتوحة تأمين خطوط المواصلات ودعم النقل البحري للبلاد، وتعمل المجموعة البحريّة التجارية في المياه الإقليمية والدولية على دعم واعتماد على هذا الأمن.

 

إنّ تأمين الوجود القوي للبحرية العسكرية في المياه الدولية الأمن البحري ليس فقط للأسطول التجاري للبلاد ولكنّه يشمل أيضًا سفن شحن الدول الأخرى، ونحن في المجموعة البحريّة 86 خلال مهمتنا التي استمرت ثمانية أشهر، قمنا بمرافقة السفن التجارية من بلدان مختلفة عدة مرات. على المستوى الدولي، في مجال الدبلوماسية الدفاعية، عززت المجموعة البحريّة 86 التعاون الدفاعي والتدريب الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول التي تمت زيارتها. كان الإنجاز الآخر للمجموعة البحريّة 86 هو إنشاء عالم متعدد الأقطاب في المحيطات والبحار.

 

مع انتشار المجموعة البحريّة في المحيط الأطلسي في الماضي والآن في المحيط الهادئ، وضعت المجموعة البحريّة 86 التابعة للجيش، والتي تم إنشاؤها لأول مرة في تاريخ البلاد، الهيمنة الأمريكية في هذا المحيط أمام تحدٍّ. تظهر مهمة المجموعة البحريّة 86 للجيش فشل سياسات العقوبات وعزل إيران في المجتمع الدولي.

 

إن وجودنا في البرازيل كأنّما ألحق الهزيمة بأمريكا مقابل إيران، والتي، على الرغم من الجهود المكثفة، لم تمنع المجموعة البحريّة الإيرانية من الرسو في فنائها الخلفي (ميناء ريو دي جانيرو، البرازيل). فقد بذل الأمريكيون جهودًا كثيرة لمنع هذا العمل ولكن بعون الله تعالى لم يستطيعوا ذلك. لذلك، فإن استراتيجية عزل إيران يتم تحييدها إلى حد كبير من خلال الوجود القوي لإيران في المياه الدولية المفتوحة.

 

 

 

في مجال الاستعداد القتالي، ما هي الإنجازات التي حققتها المهمة المذكورة؟

 

  غادرت المجموعة البحريّة 86 التابعة للقوّات البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة والمكونة من سفينة بندر مكران ومدمرة دنا إلى البحر بجهوزية تامّة على كافّة المستويات وخاصة المستوى القتالي، بحيث كنا طوال المهمة نراقب ونحلل المناطق المحيطة وكنا جاهزين للتعامل مع جميع الأهداف الجوية والسطحية وتحت السطحية في أي لحظة.

 

كانت مدة مهمة المجموعة البحريّة 86 مثل تلك التي شهدناها في منتصف الطريق، أي مناورة "ذو الفقار 1401" للجيش، وجزء من هذا التمرين كان مخصصًا للمجموعة البحريّة 86، وتشاركنا في عدة مراحل إطلاق النار، والتي نسميها المرحلة الدافئة، كان إطلاق النار بكل الأسلحة ما عدا الصواريخ. كذلك كان دور هذا المجموعة البحريّة في مجال الطائرات بدون طيار والمروحيات مهمًا جدًا أيضًا.

 

كانت النقطة المحورية لهذه المهمة في مجال القتال هي أنه، وبجهود الخبراء المحليين، تم تركيب واستخدام جميع أنواع أنظمة الاتصالات والمعدات الخاصة بهذه المهمة، بحيث كان هناك طوال مدة الرحلة وعلى مدار الساعة تواصل بين المجموعة البحريّة ومركز القيادة والسيطرة في القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة.

 

على طول الطريق، أجرينا عدة مراحل من المناورات مع الدول التي تمت زيارة موانئها، كما اقترحنا على الدول على طول الطريق إجراء مناورات مشتركة، الأمر الذي لم يحظَ بالقبول بسبب عدم امتلاكهم المنشآت مناسبة في المحيط الهادئ. وهنا تظهر القوة والقدرة القتالية للقوات البحرية للجيش، والتي لديها القدرة على تنفيذ العمليات القتالية والمناورات في أي وقت وفي أي مكان تريده.

 

نحن في المجموعة البحريّة 86 كنا في جاهزية قتالية كاملة وكانت هذه الجاهزية تصل لمستوى 100٪. بالطبع، لاحظ الأعداء استعدادنا وكانوا على علم بذلك، وكان الأعداء يعلمون أنهم إذا أرادوا اتخاذ أصغر إجراء ضدنا، فسيحصلون على رد حاسم. أظهرنا لهم على وجه التحديد استعداد أسلحتنا ومعداتنا.

 

أيضا، في الجزء الذي كنا نطلق فيه النار، سمحنا لطائرات الدوريات البحرية المعادية بالمرور فوق المجموعة البحريّة. لاحظوا استعدادنا القتالي وإذا كانوا يريدون القيام بشيء ما وبحسب بيان أمير قيادة القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة المحترمة "حينها كنا سنقدم على خطوة لا تخطر على بال أحد".

 

كيف تقيم دور مشاة ومغاوير البحرية في تنفيذ مهمة 360؟ كيف كان أداء الفرق التشغيلية كماً ونوعاً في هذه الرحلة؟

 

عندما تذهب المجموعات البحرية في مهمة بحرية، فإن فرق العمليات الخاصة، بما في ذلك مشاة ومغاوير البحرية، ترافق الأساطيل بإمكانات وأنواع مختلفة من الأسلحة والمعدات الخاصة. في هذه المهمة، بالإضافة إلى فرق العمليات الخاصة وفرق الحراس المغاوير ومشاة البحرية، في المجموعة البحريّة 86، جلبنا أيضًا معدات ثقيلة وكبيرة وجيدة جدًا. في هذه المهمة، جلبنا جميع أنواع القوارب السريعة من مختلف الفئات، وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة وشبه الثقيلة التي من الممكن أن تستخدمها فرق المرافقة.

 

حسنًا، أثناء الرحلة، كان مشاة البحرية وحراسنا يقومون بدوريات وحراسة سفينة بندر مكران ومدمرة دنا على مدار 24 ساعة في اليوم. خلال الرحلة، تم تنفيذ 16568 ساعة من الحراسة بواسطة المشاة والمغاوير. كان حراسنا جاهزين وكانت بنادقنا على أهبة الاستعداد بنسبة 100٪.

 

كنا على استعداد تام لتنفيذ جميع أنواع العمليات إذا لزم الأمر. خلال مهمة الإبحار، كان التدريب الشهري على لعبة الحرب النظرية والعملية على جدول أعمالنا، مما زاد من الاستعداد القتالي لعناصر المجموعة البحريّة، وخاصة فرق المشاة والمغاوير. في بعض النقاط على الطريق، كان لدينا عمليات خاصة نفّذها هؤلاء الأعزاء على أكمل وجه.

 

ما هو رأيكم في استمرار مثل هذه الأعمال التي تبعث على الافتخار وما هي الآثار الداخلية والخارجية التي ستحدثها؟

 

من خلال استكمال هذه المهمة بنجاح، أرسل الشباب الإيراني رسالة الإيرانيين إلى العالم بأن العقوبات والتهديدات والمؤامرات لا تمنعنا أبدًا من التحرك وليس لها أي تأثير.

 

أرسل إبحار المجموعة البحريّة 86 هذه الرسالة إلى المستثمرين المحليين والأجانب أنه مع وجود السفن العسكرية الإيرانية في جميع أنحاء العالم، يمكنهم إقامة علاقات تجارية بأمان مع إيران في مختلف المجالات. بالنظر إلى التهديدات المستقبلية التي يقوم عليها البحر، من المناسب اعتبار الحدود المائية لجمهورية إيران الإسلامية خارج النطاق الإقليمي والحدود المائية. يمكن أن يؤدي استخدام القدرات الجيوسياسية والقوى البشرية و معدات القوّة البحريّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة (بحرية جمهورية إيران الإسلامية) إلى إرساء أسس الردع ضد القوى الأخرى ومنع الهجمات على مصالح البلاد وأراضيها. وفقًا لاعتقاد غالبية الاستراتيجيين العسكريين والسياسيين، حددت جمهورية إيران الإسلامية أهدافها المستقبلية بمعرفة الخطر والصراع العسكري في الخليج الفارسي ومع المعرفة الكاملة بمسألة الأمن المستدام، والتي تعتمد على السيطرة على مساحة واسعة من المياه الإقليمية والدولية، منحت الأمن والسلطة لحدودها الزرقاء.

 

لذلك، في مثل هذه الحالة، بدأت جمهورية إيران الإسلامية بالدفاع عن حدودها الإقليمية وضمان أمنها ومصالحها الوطنية ليس فقط في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان، ولكن أيضًا من خلال العمق الاستراتيجي لبحرية الجيش في البحار المفتوحة والمياه الدولية من خليج عدن ومضيق باب المندب، وقد امتدت إلى جميع مياه العالم، ونقطة القوة هذه مستمرة بالنسبة لإيران.

 

اليوم، تعد البحرية الإيرانية قوة حاسمة في مختلف المجالات البحرية في المنطقة، واستطاعت تعريف أحد مكونات القوة والتنمية على الساحة الدولية، وهي قوة الأمن البحري الإيراني، وكذلك سلطة جمهوريّة إيران الإسلاميّة في المجال البحري إلى العالم.

 

أرجو ذكر الإنجازات والأمور التي يمكن ذكرها ولم نسأل عنها خلال المقابلة، من وجهة نظركم.

 

مما لا شك فيه أننا لم نكن لننجح في تقديم مثل هذا العمل العظيم لولا دعم عائلات عناصر البحرية. كان عناصر المجموعة البحريّة 86 من 29 مقاطعة في البلاد وحاضرين في نفس الوقت، مما يعني أن 85 مليون إيراني كانوا متواجدين مع بعضهم بعضا ووقفوا بكل قوتهم في هذا المسار البحري.

 

حاول رفاقنا في هذه الرحلة نشر الثقافة الإيرانية الإسلامية حول العالم. من خلال عبور عرض المحيط الهادئ والسير في أطول طريق محيطي في العالم يبلغ 15000 كيلومتر، أقام رفاقنا صلاة الجماعة بجوار رصيف ميناء ريو دي جانيرو بالبرازيل.

 

الكلمة الوحيدة التي يمكن استخدامها لمدح العائلات الصبورة والثناء على هؤلاء الأعزاء الكرام هي كلمة أسطورة. كان دور العائلات في تنفيذ المهمة مميزا. الأسرة هي أكبر داعم لعناصر السفينة.

 

خلال هذا الوقت، أصبح لدى بعض العناصر في المجموعة البحريّة أطفال. خلال هذه المهمة، كان هناك أشخاص مرض أطفالهم وأثناء المهمة تغمدهم الله برحمته، أو حتى بعض أقاربهم مثل والديهم وإخوانهم وأخواتهم؛ لكن لم يكن لأي من هذه الأحداث أي تأثير على الروح المعنوية للمجموعة البحريّة 86.