قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد قاسم سليماني، أجرى موقع  "أكسيوس" الأمريكي، لقاء مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اعلن وبشكل صريح وواضح  ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خدعه في ما يتعلق باغتيال الفريق قاسم سليماني.

 

ترامب لم يقف عند هذا الحد في ذلك اللقاء، حيث أضاف: " شعرت ان نتنياهو أراد ان يحارب ايران حتى آخر جندي أمريكي.. لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة من إسرائيل في ما يتعلق بهذا الحدث"، وتعهد انه سيكشف في المستقبل معلومات أكثر عن الخدعة لتي تعرض لها، حيث قال:"سوف يسمع الناس عن ذلك في الوقت المناسب".

 

لا نحتاج أن نكون محللين نفسيين، لنقف على حجم الرهبة التي يشعر بها رئيس اكبر دولة في العالم، وهو يتحدث عن حرب بين بلاده وايران، وذلك عندما يقول " ان نتنياهو أراد ان يحارب ايران حتى آخر جندي أمريكي" ، فترامب لو كان مقتنعا أن الحرب مع ايران ستكون مثل باقي حروب امريكا، لما تفوه بهذا الكلام، فمن الصعب على رئيس دولة "كبرى" مثل امريكا، ان يتحدث عن موت "آخر جندي" لديه في حرب يخوضها مع بلد أخر، لو لم يكن مقتنعا فعلا، انه سيتكبد خسائر فادحة في حال تورط فيها.

 

عمليا تجنب ترامب التورط في حرب مع ايران عندما ابتلع اكبر اهانة تُلحق بأمريكا منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941 ، عندما اعلنت ايران رسميا انها دكت بعشرات الصواريخ قاعدة عين الأسد الأمريكية في غرب العراق، ردا على الجريمة الارهابية الغادرة والنكراء، التي ارتكبها الأرعن ترامب والمتمثلة باغتيال الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما الأبرار وسط بغداد، وهو اول هجوم تتبناه دولة في العالم ضد قاعدة عسكرية امريكية دون أن تجرأ امريكا على الرد.

 

ما كانت امريكا لتفكر بمغادرة منطقة الشرق الاوسط، لولا يقينها ان الرد الايراني بقصف عين الاسد، لن يكون الاخير، وان الثأر لمقتل الشهيد سليماني، حساب مفتوح ومسؤولية مقدسة ملقاة على عاتق محور المقاومة بكامله.

 

هذه الحقيقة هي التي جعلت ترامب يكشف المستور، ويحاول وبشكل في غاية السذاجة والغباء، القاء جانب من مسؤولية الجريمة الغادرة التي ارتكبها في وضح النهار وسط بغداد، على رفيقه في الارهاب نتنياهو، عسى ولعل يخفف من وطأة تداعيات الجريمة التي ارتدت سلبيا على الوجود الامريكي في منطقة الشرق الاوسط برمته.

 

ما التوتر والخلاف الناشب بين ترامب ونتنياهو، وتحضيرات امريكا للانسحاب من المنطقة، وحالة الرعب التي تعيشها "اسرائيل" المحاصرة من قبل رجال المقاومة، إلا بعض تداعيات جريمة اغتيال الشهيد سليماني، الشهيد الذي اعتقد المتصهين ترامب والارهابي نتنياهو، ان امريكا و"اسرائيل" ستكونان بحال افضل في غيابه، الا ان الشهيد سليماني بات يطارد الامريكيين والاسرائيليين، كما لو كان حياً.

 

المصدر: العالم