نصرة الحق

هل تعرف الحق؟ وهل تجد انه من واجبك حمايته؟ الا تعتقد بان البشرية إذا تخلت عن دعم الحق ومساندته فإن الباطل سيسود ارجاء المعمورة؟ الا تتصور بان هؤلاء الناس هم يتحملون وزر انتشار الباطل ويستحقون ما سيلحق بهم من اذى نتيجة لتحكمه في الحياة؟

الامام الحسين عليه السلام برز إلى القوم وحده مدافعا عن الحق مناصرا لسيادته، ولم يقل ان؛ الناس تركوا الحق وانا اتركه، ولم يقل؛ ان الناس يستحقون حياة الضيم لانهم تركوا الحق وناصروا الباطل، بل برز بكل القيم التي كان يحملها ليس لمحاربة يزيد؛ فيزيد صعلوك رمى به الدهر على سدة الزعامة دون اهلية منه ولا حنكة، بل انه عليه السلام برز لمواجهة الشر ومحاربة الشيطان وتأصيل قيم الحق في قلوب الناس، ومن المؤكد ان يستبشر الحسين عليه السلام بالحياة الرغدة والهنيئة التي سيعيشها المسلمون فيها لو حموا قيم الحق في حياتهم وان كان ذلك الأمر لا يتحقق الا بمقتله وتقطيع اوصاله..!

والامام الحسين عليه السلام لم يكن يستبشر بالنصر إذا لم ترافقه حاكمية الحق والعدل في الامة، بينما هو لا يكترث للهزيمة لانها ستؤدي إلى ترسيخ تلك المبادئ العالية.

وثورة الحسين عليه السلام أول ما حققته على الصعيد النظري انها اعطت الشرعية لأي عمل مناهض ومعارض لقوى الطغيان ان كانت مرتدية للباس الإسلام أو أي زي آخر، وهذه الشرعية لقيام الثورة ضد الطغاة هي التي اسقطت حكم الزمرة الاموية؛ وهي عصابة كانت تنوي الاستيلاء على مقدرات الأمة إلى ابد الآبدين وهذا المخطط الشيطاني الذي وضعه ابو سفيان وشاركت في صنفه وتحقيقه الشخصيات والاحداث التي اعقبت وفاة الرسول.

وجاءت ثورة الامام الحسين عليه السلام وكشفت التحريف الذي وقع في المجتمع الإسلامي وان يزيد الذي كان يحكم باسم الإسلام ويستمد شرعية وجوده في الحكم من هذا الدين الحنيف، فقد هذه الشرعية من بعد ثورة الامام عليه السلام.