بطل من أرض سيناء اخترقت رصاصات غضبه قلوب الصهاينة معلناً للعالم، رفض أبناء النيل الصارخ للتعايش مع العدو الصهيوني الغادر.

 

فمن هو سليمان خاطر؟!

 

هو شاب مصري مؤمن من عائلة فلاحية فقيرة في دلتا النيل، وقد نجح وهو يمضي فترة خدمته العسكرية في الحصول على شهادة الدبلوم، وينخرط بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق ويوم قام بعملية سيناء، كان في الصف الثاني بالكلية، والسنة الأخيرة لخدمته العسكرية.

 

وبرغم قلة إلمامه بالأحداث السياسية سيما ما يرتبط بالعدو الصهيوني، لكنه كان يعلم جيداً عبر ما قرأه وسمعه أن الشعب المصري وحده قدم مئة ألف شهيد، على ساحة الصراع مع العدو الغاشم، دفاعاً عن الأمة العربية الإسلامية، ولهذا كان قلبه يختزن الحقد الدفين على العار والخزي اللذين أصابا الشعب المصري من إبرام اتفاقيات كمب ديفيد الخيانية، وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، فانفجر هذا الحقد في العملية البطولية الشجاعة، وانطلقت صرخته الرافضة المدوية تطرق أسماع العالم من قلب سيناء، عندما فتح خاطر عشية الخامس من تشرين أول عام 1985 نيران رشاشته على فريق من الصهاينة اقتحموا المنطقة المحظورة دخولها جنوب سيناء فأهلك سبعة منهم.

 

وبعد هذه العملية الانتقامية الشجاعة، عمد نظام مبارك وبعد أشهر من السجن، إلى محاكمة صورية في محكمة عسكرية قضت على خاطر بالسجن 25 عاماً مع الأعمال الشاقة، فخرجت تظاهرات جماهيرية وطلابية في 43 مدينة و12 جامعة استنكاراً لهذا الحكم، مطالبة بالافراج عنه حالياً. ولكن الأحداث تحركت، خلافاً لمطالب الشعب، نظراً للعلاقات الوثيقة بين نظام مبارك والعدو الصهيوني، وضغوط إسرائيل وأميركا بوجوب تصفية سليمان خاطر. فتمت تصفيته بجريمة سافرة، وبعد تعذيب وحشي وبعد أن أمضى أسبوعين من الحكم بسجنه. وأعلن النظام أن خاطر قام بعملية انتحار داخل زنزانته، غير أن الفريق الطبي أكد مقتله بعد اشتباكه بالمهاجمين عليه في سجن القاهرة العسكري، ولا صحة لادعاء انتحاره، حيث أظهرت الجروح في ساقه ورقبته وصدره وجسمه أنه تعرض لتعذيب وحشي قبل الاجهاز عليه.

 

يقول سليمان خاطر في رسالة مسجلة سربها إلى خارج السجن، نشرتها صحيفة الشعب المصرية:

 

أنا جالس في زاوية من السجن وأصدقائي السجناء في الطرف الآخر يرددون نشيداً، فقد اعتادوا رؤيتي في هذه الزاوية ويسألونني بماذا أفكر؟؟ أجيبهم بوالدتي... بوالدتي مصر، لأني أراها كامرأة رؤوفة كوالدتي وهي تتعذب مثلها، وأنا أقول لها: يا والدتي، أنا أحد أبنائك الأوفياء فجسمي من ترابك ودمي من النيل".

 

وتحول اسمه إلى رمز للمقاومة والاستبسال والرفض وذكراه تؤجج نيران الغضب في جميع أبناء الكنانة.

 

فالشعب المصري نال حظه من الصحوة الإسلامية وهو يستلهم التعاليم الإسلامية في انتفاضاته وحركاته التحررية ليتابع مسيرة خالد الاسلامبولي وسليمان خاطر وليطهر أرض النيل من دنس العدو الصهيوني الماكر.

 

على أمل أن يتم القضاء على إسرائيل الغاصبة والأنظمة الرجعية في المنطقة.