المخاطب: آية الله السيد علي الخامنئي (ممثل الإمام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع وإمام جمعة طهران)[1] 

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 سماحة حجة الإسلام الحاج السيد علي الخامنئي- دامت إفاضاته‏

 أشكر الله سبحانه وتعالى بأن وضع أعداء الإسلام في مقام الأغبياء، وكما أشكره بأنه ومنذ بداية الثورة الإسلامية العظيمة كلما خططوا وحاكوا المؤامرات وألقوا الخطابات، زادوا الأمة المضحية إنسجاماً وأحكموا الإتصال بين أبنائها وقد تحققت مصداقية (لا يزال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)[2].

 فهم أينما تكلموا أساؤوا لأنفسهم ولسمعتهم وأينما كتبوا المقالات أيقظوا الأمة وباغتيالهم للشخصيات زادوا من قدرة المقاومة بين صفوف الأمة. والآن وبمحاولتهم اغتيالكم[3] وأنتم من سلالة الرسول الأكرم ومن عائلة الحسين بن علي ولم تقترفوا أي جرم سوى خدمتكم للإسلام والبلد الإسلامي وكنتم من الجنود الفدائيين في جبهة الحرب وكنتم خير مثل للمعلم والخطيب المقتدر في صلاة الجمعة والجماعة ومرشداً عطوفاً في ساحات الثورة قد أثبتوا رجاحة تفكيركم السياسي وإنحيازكم للناس، ومعارضتكم للظالمين. فهم بمحاولتهم‏ لاغتيالكم قد جرحوا أحاسيس الملايين من الناس الملتزمين في كافة أنحاء البلاد بل العالم. فهم على قدر من الضعف في الرؤية والفكر السياسي بأن بلغ بهم الإجرام لهذا الحد وقاموا بجريمتهم بعد خطبتكم في المجلس والجمعة وأنتم في محضر الأمة.

 وقد حاولوا اغتيال من كان صوت دعائه وسداده يتردد في آذان جميع مسلمي العالم. فهم بعملهم غير الإنساني هذا وبدل بث الخوف والرعب قد زادوا من عزيمة وتصميم ملايين المسلمين وأحكموا صفوفهم أكثر وأكثر. ألم يحن الوقت بعد هذه الأعمال الوحشية والجرائم البشعة بأن يفلت الشباب الأعزاء المخدوعون من فخ هؤلاء الخونة وأن يوقف الآباء والأمهات التضحية بشبابهم الأعزاء من أجل أهواء هؤلاء الجناة وأن يحذروهم من المشاركة في هذه الجنايات؟ هل يعلمون بأنهم بقيامهم بمثل هذه الجرائم يضيعون شبابهم هباء وسدى ويقدمون أرواحهم ضحية لأنانية فئة من الفاسدين؟

 نحن نفتخر في محضر الله تعالى ووليه الحق بقية الله- أرواحنا فداه- بهؤلاء الجنود في الجبهة وخلف الجبهة والذين يمضون لياليهم في محراب العبادة وأيامهم في الجهاد في طريق الحق، وإني أفخر بك أيها الخامنئي العزيز وأبارك لك خدمتك على الجبهات بلباسك العسكري وخلف خطوط الجبهة بلباس علماء الدين لهذا الشعب المظلوم.

 وأطلب من الله سبحانه وتعالى سلامتك من أجل خدمة الإسلام والمسلمين.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏

 ـــــــــــــــــ

 [1] تكلم السيد الخامنئي رداً على رسالة الإمام الخميني المفعمة بالحب وأصدر رسالة يقول فيها:

 (بسم الله الرحمن الرحيم‏) إني أرى نفسي وبعد أربعة أيام على مرور هذه الحادثة وبفضل المساعدة الإلهية وبفضل الجهود الحثيثة للعاملين الأعزاء هنا في المشفى، أرى نفسي في وضع مناسب جداً. وعندما أتذكر بأن هذه الحادثة جعلت إمامنا عظيم الشأن يظهر لطفه ومحبته وعطفه في الرسالة التي وجهها وجعلت أمتنا الكبيرة والبطلة تدعو لي أحس الأسف في نفسي فمثل هذه الحادثة التي وقعت أثناء أداء الواجب لا تستحق كل هذه المحبة من الإمام أو الشعب أو إداريي وموظفي هذه الوحدة الطبية والذين سخروا أنفسهم بحق ليلًا ونهاراً من أجل هذا العمل وأنا بدوري من هنا أهدي سلامي ومحبتي الخالصين إلى إمام الأمة وأقول لهم بأنني لا أتوقع شيئاً مقابل مثل هذه الحوادث البسيطة ولا أتوقع أي ألم في نفسهم من أجلي( فإننا نعتقد: ليسلم الدين فلا بأس إذا انكسرت كأس خمر) وهذا استشهاد ببيت صوفي.

[2]  مسند أحمد، ج 2، ص 309 كنـز العمال، ج 1، ص 45، ح 115.

[3]  يوم 6 تير 1360 ﻫ.ش جرح بشدة السيد الخامنئي في مسجد أبي ذر بعد صلاة الظهر عندما كان يلقي خطاباً ويرد على أسئلة الحاضرين وذلك بفعل انفجار قنبلة كانت قد وضعتها منظمة المنافقين في آلة تسجيل صوتية والحمد لله ولحسن الحظ بدعاء الإمام وسعي الأطباء الحثيث نجا من هذه المحاولة الدنيئة على الرغم من أن إحدى يديه لم تتعاف بشكل كامل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكان: طهران- جماران‏ المصدر: صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 394 المناسبة: محاولة الإغتيال الفاشلة للسيد الخامنئي‏ التاريخ 7 تير 1360 ﻫ.ش/ 25 شعبان 1401ﻫ.ق‏